“الثورة” تنقل معاناة الناس في تهامة حجة

*مجاعة حقيقية نتيجة العدوان والحصار:

تقرير/ خالد مسعد
ليست التحيتا في محافظة الحديدة هي من تواجه شبح المجاعة وحدها ،فأبناء مديريات تهامة التابعة إداريا لمحافظة حجة هم ايضاً يواجهون مجاعة حقيقية.
ففي مخيمات النازحين شمال محافظة حجة ،هناك الآلاف من البشر ، يعانون من ويلات الفقر والحصار والجوع والحرمان في ظل عدوان جائر يستهدف الحياة ويعاقب الأحياء.
نازحون ينتظرون الموت جوعا أو كمدا حين وجدوا انفسهم بلا مأكل ولا مشرب ولا يمتلكون من هذه الدنيا سوى البؤس والجوع. وشبح الموت.
نحن اليوم مطالبون أكثر من ذي قبل بنقل تلك الصور وتلك المعاناة القاسية ليراها عالمٌ يتعمد غض البصر ويبحث عن حقوقٍ لإناس لا نشبههم.
في مخيمات النازحين بحجة وبسبب عدوانٌ جائر وحصارٌ فاجر… أناسٌ يستغيثون وينتظرون الموت على قارعة الطريق حين يأتيهم من كل جانب فهل يا ترى ستلقى صرخاتهم وأنينهم صداها في عالم الإنسانية هذا ما نتمناه هنا في صحيفة الثورة من خلال طرح هذه المآسي على عدد من المعنيين في محافظة حجة .
البداية كانت مع وكيل اول محافظة حجة الاستاذ هلال الصوفي حيث قال:
بداية نشكر صحيفة الثورة على نزولها الميداني وتغطيتها لمعاناة النازحين في محافظة حجة ، والحقيقة المؤلمة ان حجم معاناتهم يحتاج من الاعلام تقديم ونقل هذه المعاناة للمانحين والمؤسسات العاملة في هذا المجال .
وبدورنا في السلطة المحلية ورغم انعدام الامكانيات نتيجة ظروف العدوان الذي يمر به الوطن فلم نألوا وقتا او جهدا في التخفيف من معاناتهم بسبب العدوان السعودي خصوصا المديريات الحدودية ( حرض – ميدي – بكيل المير – مستبا – حيران ) فحجم الدمار في تلك المديريات مهول وهذا ما دفع بسكانها من النزوح الى المديريات المجاورة وادى هذا الى كارثة حقيقية وما ترتب عليها من واقع صحي صعب وكذا تعليمي ومن هنا قمنا بداية بالزيارات الميدانية لمخيمات النازحين بالمحافظة ومعنا المكاتب ذات الاختصاص للاطلاع على حجم المعاناة وتقديم المساعدة الممكنة لهم بقدر المستطاع ففي المجال الصحي استطعنا توفير عيادات صحية متنقلة وكذا القيام بالعديد من الحملات الصحية الدورية اما في المجال التعليمي فقد وجهنا مكتب التربية والتعليم بالتنسيق لتسجيل الطلاب النازحين في مدارس اماكن نزوحهم وكذلك ايضا المدرسين تم التنسيق لهم بأداء عملهم في مدارس اماكن نزوحهم .
كما قمنا وبالتنسيق عبر الجهات الرسمية ذات العلاقة لتقديم العون لهم سواء عبر المنظمات المانحة او مباشرة عن طريق السلطة المحلية .
ونؤكد في السلطة المحلية اننا نعمل بشكل متواصل لتذليل عمل المنظمات الانسانية .
اخيرا دعوة نقدمها عبر صحيفة الثورة لكافة المنابر الاعلامية بنقل معاناة نازحي محافظة حجة وتسليط الضوء عليها .
(لسنا بحاجة لغسل الايدي ونحن جياع)
بدوره تحدث وكيل محافظة حجة المساعد نبيل حسين الجرب. حيث قال: اولا شكري وتقديري للصحيفة على اهتمامها ومتابعتها لقضية مهمة تكاد تكون حديث الساعة في تهامة وفي اعتقادي ان ما يعانيه النازحين والمجتمع المضيف في المديريات التهامية التابعة لمحافظة حجة وخاصة القاطنون بمديرية عبس حاليا ينذر كارثة كبرى ..هناك مجاعة حقيقة تفوق ما يحدث بالحديدة
واشار الجرب الى ان النازحين من حرض وميدي وبكيل المير وصعدة ، بعد فرارهم بأنفسهم من جحيم الموت الذي تعرضوا له في ديارهم بالمناطق الحدودية نتيجة حمم صواريخ وقصف العدوان الذي استباح الارض والانسان ورغم ان المناطق التي نزحوا اليها هي ايضا تعرضت للقصف والدمار ايضا كما هو حال مديرية عبس واجتمعت معاناتهم على معاناة المقيمين وزاد الأمر سوءا.
وتابع الجرب :تعرضت كل المرافق الخدمية بمناطق النزوح إلى دمار ايضا ،ما تسبب من مضاعفة معاناتهم و افتقاد الجميع لمصادر رزقهم التي كانوا يعتمدون عليها كالصيد والزراعة وعملهم ايضا في اعمال التجارة والمهن الصغيرة في خدمة المارين بالخط الدولي بين اليمن والسعودية والبعض يعمل في بيع وشراء في المنفذ وكل تلك المهن والحرف توقفت بفعل الحرب وزاد الأمر سوء استمرار الحصار الاقتصادي على البلد الذي منع دخول المواد الغذائية مما ادى الى انعدامها وارتفاع اسعارها الى جانب توقف ما تقدمه الدولة كمساعدات من شبكة الضمان الاجتماعي بالإضافة لافتقار النازحين والمجتمع المضيف لأي خدمات وتحمل ما تبقى من المرافق للضغط فوق طاقتها بكثير وازدحامهم في المدارس والمرافق الصحية الفقيرة اصلا للدعم من اي جهة وطول فترة الحرب الذي استنفذ كل ما يدخرون من مواد ونقود ومواد ايوائية وصار الجميع في العراء وانقطع مصادر دخلهم البسيطة من مصادرهم اومن اعانة الدولة الامر الذي تسبب بكارثة انسانية ومجاعة لامثيل لها في الوقت الحاضر ومع تلك المعاناة وشدة احتياج الناس وعدم مقدرة الدولة على تقديم شيء لرفع معاناتهم ولو بضمان بقائهم على قيد الحياة بالحد الادنى واصبح الناس يموتون بشكل بطيء دون رحمة من احد سوى الله.
واختتم. وكيل محافظة حجة قائلاً: نحن كمسؤولين محليين وجهنا دعوات استغاثة للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية لتدارك الوضع والمساعدة في انقاذ الناس من شبح الموت جوعا وللآسف ما جادت به تلك المنظمات (وللبعض )من النازحين عبارة عن كيس قمح وبعض المواد البسيطة كل شهرين ولا يجد النازح قيمة طحن القمح ويضطر إلى بيعه وشراء كمية بسيطة من الدقيق لتسد رمق اطفاله ليومين او ثلاثة أيام وتستمر معاناتهم طيلة شهرين ليحضى بمثلها اما غ اي المجتمع المضيف في تهامة فلم يقدم له شيء وللأسف معظم المنظمات لاتهتم سوي ببرامج غسل الايدي بالماء والصابون أو المساحات الآمنة وهي بعيدة جدا عن احتياجات النازحين والمجتمع الذي يفتقر إلى الماوي والغذاء والصحة فبالله عليك اذا كان المواطن لا يجد ما يأكله فلماذا يغسل يديه ومن ماذا كل تلك العوامل التي ذكرتها هي من ادت الى حدوث مجاعة في مديرية عبس بالذات والمديريات التهامية من محافظة حجة وانتهز الفرصة ومن خلالكم لتوجيه نداء استغاثه لكل اصحاب الضمير الحي في العالم الى المسارعة في انقاذ حياة عشرات الآلالف من البشر و تقديم المساعدات الغذائية والعمل على الزام دول العدوان بإيقاف عدوانهم لانقاذ حياة الناس وعودة ارزاقهم ومصادر عملهم ورفع عاجل للحصار وندعو كل المنظمات الحقوقية الى توثيق معاناه الناس ورفع دعاوي امام المحاكم الدولية كاباده جماعية لشعب تهامة والمديريات الحدودية
(مجاعة حقيقة تفوق ما يحدث بالحديدة ….)
بدوره مدير مكتب الوحدة التنفيذية بالمحافظة الاستاذ خالد العبالي قال : الوضع الانساني في المناطق التهامية التابعة اداريا لمحافظة حجة مؤلم ومبكي ..هناك مجاعة حقيقة تفوق ما يحدث في الحديدة ،لدينا اكثر من نصف مليون نازح يفتقدون للمأكل والمشرب والايواء والدواء
وناشد العبالي ..كل المنظمات والمؤسسات. الحكومية بإعادة النظر بما يحدث في تهامة التابعة اداريا لمحافظة حجة فيما يخص الوضع الانساني
(إنذار بكارثة )
من جانبه تحدث لـ”لثورة” الدكتور ايمن مذكور المدير العام لمكتب الصحة بالمحافظة قائلاً: اعتقد ان الوضع الانساني بمحافظة حجة لا يختلف عن كثير من المحافظات الآخرى، وهو لاشك متدهور وينذر بكارثة انسانية وشيكة اذا لم يتم تدارك الوضع.
وارجع (مذكور )السبب إلى العدوان وتوقف المشاريع والاستثمارات وارتفاع معدلات البطالة والفقر فضلاً عن ارتفاع معدلات سوء التغذية خصوصاً بين الاطفال والنساء .
واضاف مدير الصحة بالمحافظة: سيكون لكل ما سبق ذكره تأثير على صحة المواطنين وخصوصاً في مخيمات النازحين في عبس التي تفتقر للبنية التحتية مثل مأوى وخدمات الصرف الصحي وعدم توفر الاكل المتوازن والمياه النظيفة الصالحة للشرب ناهيك عن توقف الدعم الدولي المخصص لتنفيذ حملات مكافحة البعوض الناقل للملاريا وحمى الضنك في كل المحافظات كل هذه العوامل تجعل من الوضع الانساني والصحي لأبناء اليمن عموما وابناء حجة خصوصاً متدهور رغم الجهود التي يبذلها مكتب الصحة بمحافظة حجة من خلال توفير عيادات طبية متنقلة في مخيمات النازحين وتوفير العلاج لهم مجانا بالاضافة لدعم المرافق الصحية مثل مركز بني حسن الصحي ومستشفى عبس بالأدوية والمستلزمات الطبية وادوية معالجة سوء التغذية لكن هذه الجهود التي يقوم بها المكتب غير كافية في ظل العوامل السابقة التي يعاني منها المواطن وفي ظل شحة الامكانيات المالية وتوقف الميزانيات التشغيلية ونقص الدعم المقدم من المنظمات الدولية ولذلك لابد من تعاون السلطة المحلية بالمحافظة والمنظمات الدولية وتقديم الدعم اللازم لسكان محافظة حجة والنازحين في كل المجالات الصحية والغذائية والتعليمية والمياة وغيرها ومحاولة تخفيف الظروف المأساوية التي يعيشونها ابناء المحافظة.

قد يعجبك ايضا