بالمختصر المفيد.. عامان من غياب الضمير الإنساني

عبدالفتاح علي البنوس

شارف العامان من عمر العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا على الإنقضاء والضمير العالمي والدولي لا يزال غائبا وكأنه أضحى ميتا ولم يعد بإمكانه التحرك للوقوف ضد الإرهاب والإجرام السعودي الوهابي الأمريكي الذي يمارس على أبناء شعبنا اليمني ،لا لأنه صار في عداد الموتى ولكن لأن الطرف المعتدى عليه هو اليمن وأن الطرف المعتدي هي السعودية ومن خلفها أمريكا ومن الطبيعي في مثل هكذا معادلة بأن يغرق الضمير العالمي في سبات عميق ويغض الطرف عن كل ما حصل ويحصل وما سيحصل من جرائم في حق الشعب اليمني ، لأن الطرف المعتدي يمتلك سلاح النفط والمال و فوق كل ذلك يتكئ على العكاز الأمريكي الذي يجعله يتفرعن بحرية مطلقة ما دامت المكرمات الملكية والأميرية تتوالى على ساسة البيت الأبيض وصناع القرار الدولي في مجلس الأمن والأمم المتحدة بهيئاتها ومنظماتها الحقوقية التي كان من المفترض بأن تكون حيادية ومستقلة ومنصفة ، لا أن تتحول إلى شريك في العدوان والإجرام بصمتها المريب أحيانا وإنحيازها الفاضح أحيانا أخرى .
عامان من القصف والقتل والدمار والخراب والضمير العالمي في إجازة مفتوحة لا يقطعها إلا عندما يطلب منه ذلك من قبل الشيطان الأكبر (أمريكا) لمصلحة قرنها (آل سعود) ،مجازر ومذابح تدمي القلوب ولا يوجد من يتفوه حتى بكلمة أو بعبارة ولو من باب السخط والإدانة والإستهجان من منظور إنساني على أقل تقدير ، في سوريا أشعلوا الدنيا على طفل لاجئ غرق أثناء رحلة نزوح أسرته من جحيم الحرب المؤامرة على سوريا ،وفي اليمن آلاف الأطفال قتلوا وما يزال القتل مستمرا بطائرات الكيان السعودي وتحالفه العبري دون أن يتحرك الضمير الإنساني الدولي ، لأن الضمير الدولي والإنساني بات مشفرا ومؤدلجا لحساب من إشتراه وضمه إلى قائمة تحالفه الإجرامي ، فآل سعود هم من تآمروا على سوريا وكانوا السبب وراء دمارها وتشريد أهلها ورغم ذلك يتحرك الضمير العالمي مع قتلة الشعب السوري ويساندهم ويوفر لهم الدعم ويتعامل مع الكيان السعودي على أنه المنقذ للسوريين والحمل الوديع الحريص على أمنهم وإستقرارهم ، تماما كما هو الحاصل اليوم تجاه بلادنا فالضمير الدولي الذي يعمل بنظام الدفع المسبق لا يصحو إلا عندما يريد الدفاع عن آل سعود وطرحهم ضمن الأطراف الراعية للسلام والداعمة لحل الأزمة اليمنية وكأن من يقصوننا بالطائرات ويحاصروننا هم من الكائنات الفضائية القادمة من كوكب زحل .
بالمختصر المفيد الضمير الإنساني والدولي يعمل لحساب مصالح أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والكيانات النفطية التي تدين لهم بالولاء والطاعة ، وعلى مر التاريخ لم نلمس أي حضور أو تفعيل له لمصلحة الطرف المعتدى عليه والمظلوم وصاحب الحق بل على العكس من ذلك تماما ، ينتصر للجلاد على حساب الضحية وخصوصا عندما لا يكون لهم من الضحية لا ناقة ولا نفط ولا مال ولا جمل، هذه هي حقيقة الضمير الإنساني الدولي الذي دائما ما يحضر في المكان والموقع الغلط لإعتبارات المصالح والمنافع السياسية والاقتصادية والمشاريع التوسعية لدول الهيمنة التي تتحكم فيه وتحركه وتوجهه بالريموت حسب رغباتها وأمزجتها دونما أدنى إعتبار لقوانين ولوائح وأنظمة ومعاهدات وإتفاقيات وقرارات دولية وأممية يبدو أنها مخصصة للبعض دون البعض الآخر .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا