مواكب تشييع الشهداء…

لفتة صمود تليق بعظمة التضحية
استطلاع / أحمد حسن أحمد

في الوقت الذي قام فيه بعض المرتزقة المحسوبين على الوطن بتجنيد أنفسهم لخدمة العدوان وتنفيذ مخططاته الرامية لتمزيق اليمن وقتل اليمنيين،  برز رجال يقفون بثبات في صف اليمن وحملوا على عاتقهم الدفاع عن تراب الوطن الغالي وكرامة أبنائه الأحرار في وجه تحالف عربي ودولي قذر، ومن هؤلاء الأبطال من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، ومن سقطوا شهداء فقد اصطفاهم الله ليكونوا عظماء سعداء عند ربهم فرحين بما آتاهم ويحظون بعد رحيلهم بمواكب تشييع مهيبة يزفهم اليمنيون إلى مثواهم الأخير بالفرح والسرور والأهازيج والطبول في صورة صمود رائعة تليق بحجم وعظمة تضحياتهم..
« الثورة « تسلط الضوء على هذه المواكب وتأثيرها في نفوس اليمنيين عموما وأهالي الشهداء وكيف تصبح رسالة تحدًّ للعدوان ومرتزقته،،،

الحاج / يحيى القحوم والد الشهيد المنشد لطف القحوم تحدث لـــــ « الثورة « عن شعوره أثناء تشييع نجله الذي قهر بصوته قوى العدوان وتحدى بزوامله طائرات التحالف وزلزل بكلماته عروش الطغاة والمتكبرين قبل أن يحمل سلاحه وجعبته ويعتلي جبل هيلان ليكون شاهدا على شموخ وصلابة المقاتل اليمني وهناك ارتقى شهيداً.
« يقول بإيمان ورضا كبيرين : ونحن نسير في تشييع لطف في موكب جنائزي مهيب كنت لا أشعر سوى بالفخر والاعتزاز وأن رأسي يرتفع عالياً إلى السماء بل كنت أتخيل أن جميع من حضروا موكب تشييعه التاريخي يحسدونني لروعة الموكب وعظمة الشهادة، فو الله لا زلت أتذكر كل تفاصيل هذا التشييع الذي شارك فيه حشد غفير من الناس والشخصيات الاجتماعية وتدافع المشيعين في جنازته ولا زلت أتذكر التابوت الأحمر والطقم المتزين بالقماش الأخضر وأطفال الشهيد يقفون بكل فخر فوق ذلك الطقم جوار التابوت وأتذكر جيدا الطبول التي قرعت في ذلك اليوم والأصوات التي تعالت وإطلاق النار الذي تم ورئيس اللجنة الثورية السيد محمد الحوثي الذي حضر إنه فعلاً يوم تاريخي في ذاكرة الكثيرين ومنهم أنا فكان البطل يستحق هذا التكريم والوسام من ذويه ومحبيه وجميع الأحرار، وأسأل الله أن نلتحق به عما قريب شهداء ونحن ندافع عن الأرض والعرض. «
فخر واعتزاز
أما الشاب / صدام المليكي الذي استشهد اثنان من أشقائه في يوم واحد وجبهة واحدة فقد قال:
« ثلاثة أيام فقط كانت تفصل بين استشهاد أشقائي في جبهة نهم بقصف طيران العدوان أثناء رحلة جهادهما للدفاع عن اليمن واليمنيين من هذا المحتل الغازي الذي أراد احتلال البلاد وتركيع العباد، عندها نصحني أحد أصدقائي بأن نذهب بالجثامين للمسجد ثم القبر وعدم المرور بهما إلى المنزل ليودعهما نساء البيت وذلك بسبب تشوه الجثامين بفعل القصف وأيضا حزن النساء وبكائهن .. هو لم يكن يعرف كيف ستستقبل أمي وأخواتي وزوجة الشهيد الأكبر الجثامين وهذا ما تفاجأ به عند وصولنا المنزل فقد استقبلت النساء شهداءنا بالزغاريد والصرخة ونثر الفل والرياحين على الجثامين ومن ثم سرنا بهم إلى مثواهم الأخير في كرنفال جنائزي كبير جعلنا نشعر بالفخر لهذا الموكب الرائع الذي استحقه الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة في سبيل عزة وكرامة الوطن الغالي، لذلك تعتبر مواكب التشييع مهمة جدا ولها تأثيرها وأهميتها في نفوس الناس وقهر العدوان ومرتزقته. «
فرق بين شهدائنا وقتلاهم
وبدوره تحدث  مهدي السياغي – محلل سياسي،  عن عظمة هذه المواكب التي نزف بها شهداء الوطن قائلاً:
« بالتأكيد هناك فرق شاسع بين رجالنا الشهداء الذي يسقطون في ساحات الوغى باذلين أرواحهم رخيصة في سبيل الله والوطن وبين قتلاهم الذي يسمونهم شهداء وهم يقاتلون أبناء جلدتهم في صف المعتدي الخارجي الذي دفعه اليهود والنصارى لقتال أبناء اليمن شعب الإيمان والحكمة، ولعل الفرق واضح بينهم في مواكب التشييع، فشهداؤنا يسيرون في مواكب ضخمة وتتوارى أجسادهم في مقابر الحي الذين يسكنون فيه ويتقدم موكب تشييعهم أهاليهم وأصدقاؤهم وأبناء الحي وكل من يعرف الشهيد ويكون ضريحه معروفاً لزيارته في قادم الأيام، أما قتلاهم فيتم دفنهم في محافظة أخرى وغالباً ما تكون مارب بعيداً عن أهلهم وذويهم في صورة خزي وعار ولا أحد يعلم عنهم شيئاً وهذا لأنهم باعوا أنفسهم رخيصة أحياء فباعهم الشعب ومن يعرفهم أمواتاً ولا عزاء يقام ولا أقارب للميت يحضرون ولا مراسيم جنائزية حاضرة كتلك التي نستقبل بها شهداء الجيش واللجان الشعبية، فشتان بين الحر والمرتزق والوطني والخائن العميل «.
حشود غفيرة
بينما أكدت الأخت / زينب الوادعي – معلمة –  أن الحشود الغفيرة في مواكب تشييع الشهداء تؤكد عظمة الشهادة في قلوب اليمنيين الذين يقدمون التضحيات  بسخاء ويؤكدون مع عون الله وأحقية القضية حتمية النصر وعن قريب وما ذلك على الله بعزيز فكلما شيع اليمنيون شهيداً استعد عشرات المقاتلين لتعويض الشهيد ومواصلة الجهاد في وجه الباغي والمعتدي والعميل وهذا الشيء أن دل على شيء فإنما يدل على عظمة اليمنيين الذين يشترون العزة والكرامة لهم ولغيرهم بدلاً عن عيش الذل والخنوع للغزاة المحتلين.
عظمة الشهداء
والدة الشهيد مصطفى المتوكل صاحب الستة عشر ربيعا قالت :» مصطفى اختار طريقه بنفسه، تاجر مع الله وربح تجارته استثمر موته وأبى أن يموت  إلا في ميدان الشهادة والواجب الذي أصبح فرض عين على كل حر وغيور على عرضه ووطنه ونال ما تمنى.وأقول لمن يلوموننا أننا سمحنا لمصطفى الجهاد في هذه السن، فليخرج رجالكم المتخاذلون عن نصرة الدين والوطن حتى لا يخرج أطفالنا عوضاً عنهم.! ولولا هؤلاء الشباب الصغار لكان العدوان قد حقق مراده في اليمن لكن بإخلاصهم لله ولدينهم ولغيرتهم على وطنهم وعقولهم الكبيرة المتربية على الثقافة القرآنية  ورجولتهم يحققون الانتصارات العظيمة، وعندما يذهبون إلى الجهاد فإنهم يعرفون كما نعرف أنها إحدى الحسنيين والله معهم ما دامو خرجوا في سبيله  صغارا أو كبارا لا فرق المهم التحرك لا الخنوع والانتظار..
وتضيف : ها هو شقيق مصطفى يرابط في الجبهات أيضاً ولا يمكن أن نمنع أحد أبنائنا من الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض والكرامة.. ولو منع كل أب أو أم ابنهم من الجهاد في سبيل الله لن ننتظر إلا والدواعش والمحتلين يدقون أبواب بيوتنا، لذلك كان يستحق ذلك الموكب الجنائزي المهيب وذلك التشييع الذي أسعدنا جميعاً وشعرنا فيه بالفخر والعزة والكرامة فهنيئاً له.

قد يعجبك ايضا