البضائع الإسرائيلية تغزو الأسواق العربية

بدأت البضائع الاسرائيلية تجد طرقاً التفافية للتواجد في الأسواق العربية والإسلامية ولو حظ تواجد هذا السلع في الأسواق الأردنية والمصرية والمغربية والموريتانية.. وغيرها..  فعبارة«صنع في الأردن» وسيلة يتبعها الكيان الصهيوني لتصدير بضائعه للعرب، حيث بدأ الكيان الإسرائيلي والأردن في إقامة منطقة اقتصادية حرة للصناعة وللأعمال، على الحدود بين الجانبين بشمال غور الأردن، الخطة بدأ تنفيذها بتمويل رئيسي من الجانب الإسرائيلي، وتتيح للمصانع الإسرائيلية وسم منتجاتها على أنها صناعة أردنية لا إسرائيلية، مما يتيح لها التصدير إلى الدول العربية ودول أخرى لا تصل إليها الصناعات الإسرائيلية حتى الآن.
وتندرج الجدوى الاقتصادية للكيان الإسرائيلي من خلال هذا التحايل تحت إمكانية أن تخرج المنتجات من المصانع الإسرائيلية مع وسمها وفق ما تريد بين «صنع في إسرائيل» و«صنع في الأردن»، وكذلك إمكانية وسمها بـ«صنع في بوابة الأردن»، الأمر الذي يتيح لعمّان، وفق الصحيفة، إخفاء التعاون مع «إسرائيل»، ويتيح في المقابل للمصانع الإسرائيلية أن تصدّر البضائع إلى دول لا تستورد منها حتى الآن.
«التمور الإسرائيلية»على موائد المغرب الرمضانية
دفعت التمور الإسرائيلية المنتشرة في السوق المغربية، خلال شهر رمضان الماضي، إلى تكاثر دعوات لمقاطعتها هي وكل أشكال التطبيع مع إسرائيل، إذ رفعت أكثر من 22 هيئة مغربية «جمعيات وأحزاب ونقابات» رسالة إلى الحكومة؛ لاتخاذ إجراءات أكبر لمنع تداول هذه التمور، التي اعترفت الحكومة بوجودها في بلد لا يعرف وجود تمثيلية دبلوماسية إسرائيلية.
ورغم أن انتقاد وجود التمور الإسرائيلية بالمغرب ليس أمرًا جديدًا، إلَّا أن رمضان السنة الماضية شهد تزايد الدعوات ضدها، وقد اعترف الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي، بوجود هذه التمور، فهي «تدخل إلى البلاد بطريق ملتوية، عبر استخدام وسطاء في دول وسيطة».
وعن مصدر هذه التمور الإسرائيلية، تقول مصادر مغربية إن المنتجات تقدم على كونها مستوردة من جنوب إفريقيا، وبعد ذلك يتم ترويجها في المغرب، الأمر الذي يعد تواطؤًا تجاريًّا مبطنًا مع الاحتلال الصهيوني.
وينشر موقع جهاز الإحصاء الإسرائيلي سنويًّا مبادلات إسرائيل التجارية، التي يوجد بينها مبادلات مع المغرب تقدر بملايين الدولارات، ويتحدث الناشط الحقوقي المغربي، سيون أسيدون: «هذا الجهاز يحصي البضائع التي تخرج رسميًّا من إسرائيل نحو كل دولة، لذلك يبقى حجم التجارة مع المغرب منخفضًا».
ويضيف أسيدون: لكن إذا أضفنا البضائع الإسرائيلة التي تصل المغرب عبر بلد آخر، فالرقم سيتجاوز بكثير ما هو معلن، وعمومًا البضائع الثقيلة التي تمر إلى المغرب من طرف شركة النقل البحري الصهيونية زيم هي التي يتم تسجيلها.
مصر
منحت أمريكا الدول العربية التي تُطبّع علاقتها مع الكيان الصهيوني مزايا وهمية، وصفوها بغير المسبوقة، ومنها حق دخول منتجاتها دون جمارك إلى الأسواق الأمريكية، ضمن اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة، المعروفة اختصارًا بـ«كويز».
ويشمل الاتفاق بالأساس مصر التي وافقت على اتفاق المناطق الصناعية الحرة والمؤهلة، بعد نجاح تلك التجربة في الأردن، واستطاعت مصر تصدير منتجاتها القليلة إلى الأسواق الأمريكية، ويبقى الهدف الأساسي الدعم السياسي الأمريكي لإسرائيل مع دول المنطقة، أي كسر عزلتها بطريقة غير مباشرة.
ووقّعت القاهرة اتفاق «الكويز» رسميًّا في 15 ديسمبر 2004م، في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وبموجب الاتفاق يتم تصدير المنتجات المصرية مباشرة إلى السوق الأمريكية دون أي رسوم جمركية، لكن شرط أن تكون 35% من مكوناتها مصرية وإسرائيلية، واشترط الاتفاق ألَّا تقل المكونات الإسرائيلية في المنتجات المصنعة على أرض مصر عن 11.7%، تم خفضها بعد ذلك إلى 10.5%.
موريتانيا
في عام 2014م تم اكتشاف بعض البضائع الإسرائيلية المختلفة تغزو أسواق العاصمة الموريتانية نواكشوط، تضم ملابس وألعابًا وغيرها، يحمل بعضها عبارة «صُنع في إسرائيل»، ويحمل بعضها الآخر العلم الصهيوني، وتبين لاحقًا أن من يجلب تلك البضائع زمرة من التجار الجشعين.
ويرى مراقبون أنه في الوقت الذي تقاطع فيه دول أجنبية عديدة منتجات الكيان الصهيوني وتجمد معها العلاقات الدبلوماسية بسبب سياساتها الاستيطانية، من غير المقبول أن تجتاح الأسواق العربية بضائع من هذا الكيان الصهيوني المحتل، سواء بصورة مبطنة أو مكشوفة.

قد يعجبك ايضا