الملف الغائب

محمد صالح حاتم

الحرب على اليمن التي تشنها مملكة الشر السعودي بدعم  مباشر وعلني من أمريكا واسرائيل ،اوشكت مدتها ان تبلغ العامين ،قتلت عشرات الآلاف من الأبرياء المدنيين ،وجرحت عشرات الآلاف كذلك دمرت المساكن والمزارع ،والمصانع والطرق والجسور والمدارس والجامعات والمعاهد ،حرب لم تبق أو تذر.
حصار بري وجوي وبحري ،نزوح الآلاف من مساكنهم ،هربا  من القتل.
تفاقمت معاناة الملايين من المواطنين ،جراء الحصار، وعدم تسليم المرتبات للموظفين بسبب قرار نقل البنك من صنعاء إلى عدن.
انتشرت الأمراض المعدية بسسبب انعدام الأدوية والمحاليل الطبية ،اُغلقت الكثير من المستشفيات ،بسبب هذا الحصار ،آلاف المرضى يعانون بسبب إغلاق المطارات وخاصة  مطار صنعاء الدولي.
الوضع الإنساني حسب تقارير المنظمات الدولية ،يعتبر الأسواء على مستوى العالم.
ولكن رغم هذا كله لا نجد من يتكلم عن ما يتعرض له شعبنا من حرب إبادة جماعية ،فالمجتمع الدولي يلزم الصمت ،ولا يحرك ساكناً.
أين الضمير الإنساني العالمي ،”أين روسيا” أين حق النقض الفيتو ؟
لماذا غاب الدور الروسي ،والصيني في الملف اليمني ؟
الكل يتفرج لا أحد يتكلم عن اليمن ،وأخص بالذات روسيا والصين ،لا نريد دعمنا بالسلاح ولا بالرجال كما هو حاصل في سوريا ،نريد منكم أن تقفوا مع مظلومية الشعب اليمني ،أين إنسانيتكم حيال ما يتعرض له شعبنا اليمني من قتلٍ وحصارٍ جائرين.
الملف اليمني غائب تماماً فكل القرارات التي صدرت من مجلس الأمن كلها تصب في صالح العدوان ومرتزقته ،لم نجد روسيا أو الصين، تطالب بتعديل أو تغيير في القرارات ،الذي طالما كنا نعول عليهما لما يربطنا بها من علاقة  تاريخية وثيقة.
ترك الملف اليمني ،بيد من شن العدوان فلا يوجد من يعارض هذه القرارات.
وهذا السكوت وصمة عار  في جبين من يدّعون الدفاع عن الحقوق والحريات.
إن الحرب على اليمن حرب منسية حتى في الإعلام العالمي والروسي ،لا توجد قناة تتكلم بالحق، لا نريدها أن تزايد أو تتكلم بغير الحقيقة.
كل القنوات تتكلم بلفظ  واحد ،وكأنها قناة واحدة وتخرج من مطبخ واحد وهو قناتي “الحدث” “والعربية” ،فالكل يقول “قوات التحالف”. “وقوات والرئيس هادي” ،وكذلك “مليشيات الحوثي وقوات صالح”، وهنا أقصد القنوات الروسية وبالذات “روسيا اليوم” ،وحتى القنوات الصينية.
إن هذه الحرب ضد شعبنا اليمني ،الهدف منها اخضاع وإذلال الشعب واستسلامه للمشروع الصهيوني الذي يجري تنفيذه في المنطقة العربية ،بتعاون وتنفيذ عربي للأسف.
فالكل يبحث عن مصالحه في المنطقة، روسيا تبحث عن مصالحها ،وتدافع عن تواجدها في المنطقة العربية عن طريق سوريا، فقد وقفت مع نظام بشار الأسد ودافعت عنه سياسيا من خلال إبطال العديد من القرارات باستخدامها “الفيتو” أكثر من مرة مع الصين وفي آن واحد، وعسكريا من خلال المشاركة بطائراتها وقواتها مع نظام الأسد.
لماذا حضر الدور الروسي في سوريا وغاب في اليمن ،رغم أن العدو واحد والمخطط واحد ،فالإرهاب في سوريا هو نفسه الذي يهدد اليمن  ،وهو ما يهدد العالم بأكمله؟!!.
إن أمريكا وبريطانيا وليس ببعيد فرنسا ومن وراء هؤلاء كلهم إسرائيل ،يبحثون عن مصالحهم في حربهم على اليمن ،وهذا واضح من خلال ما تشهده المناطق الساحلية، وخاصه باب المندب من هجومٍ عدواني وشرس من قوات العدوان السعودي ،والذي يجعلنا نتساءل: لماذا كل هذا الهجوم على هذه المنطقة الحساسة ليس لليمن وحسب ولكن للعالم بأكمله، والتي تتحكم بطريق الملاحة الدولية، تسعى كل دولة للسيطرة على هذه المنطقة ؟!!.
لماذا هذا السكوت من قبل روسيا والصين  على ما يجري في هذه المنطقة الحساسة والهامة دوليا؟!!.

قد يعجبك ايضا