التشابه والاختلاف بين بني صهيون وبني سعود

د. احمد حسين الديلمي
التشابه والتطابق بين سياسة وأفعال دولتي الكيان الصهيوني والسعودي ليس وليد اليوم, بل التشابه بينهما قائم منذ ان عمّدت بريطانيا على تأسيس كل منهما, الأول في فلسطين المحتلة والثاني في نجد والحجاز, ومن أراد التعمق في ذلك ما عليه الا مراجعة التاريخ والاطلاع على الوثائق المحفوظة … لكن ما يهمنا هنا هو المقارنة بينهما في سياستهما وأفعالهما في الوطن العربي والإسلامي في عصرنا الحالي لمعرفة أوجه التشابه الكبير بين الكيانين, فلو نظرنا بتمعن في الأحداث الجارية في كل من اليمن وسوريا والعراق وفلسطين وغيرها سنجد ان “الكيان الصهيوني” هو من يقوم بارتكاب المجازر والجرائم في حق الشعب الفلسطيني, ويتعمد فرض حصار على شعب غزة ويمنع الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى, ويسعى جاهداً لإقامة المستوطنات في الضفة والقدس المحتلة متحدياً المجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن, ولا يأبه بمنظمات حقوق الإنسان, في المقابل وبالمثل “الكيان السعودي” هو من يرتكب المجازر والجرائم في حق الشعب اليمني والسوري والعراقي ويمنع شعوبها من دخول مكة المكرمة ويفرض حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على الشعب اليمني ويسعى جاهداً لإقامة مستوطنات في الأراضي والجزر اليمنية, واستطاع بأمواله شراء مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان …, هذا التشابه والتطابق بين الكيانين يجعلهما بفضل أمريكا متساويين في الجريمة وإراقة الدماء وتخريب الأوطان وانتهاك حقوق الإنسان … انما لو تطرقنا الى أوجه الاختلاف بينهما سنستنتج الفرق بين العقلية “الصهيونية” والعقلية “الجاهلية” فمثلاً الفرق الاول بينهما هو ان الكيان الصهيوني يتمسك بدينه ويعتز بيهوديته فلا يسمح لأي كان المساس بدينه ويتفاخر على العالم بأنه “شعب الله المختار” بينما الكيان السعودي عروبته قد سقطت عنه منذ التأسيس, اما بالنسبة للإسلام فلا يوجد على مر التاريخ من هو اشد عداءً للإسلام كالكيان السعودي الذي يسعى بكل قوته لمحوه والقضاء عليه, والطامة الكبرى ان هذا الكيان يحارب الإسلام “باسم الدين”, الفرق الثاني هو ان دولة الكيان الصهيوني وبفضل أمريكا أصبحت شاء من شاء وأبى من أبى في مصاف الدول المتقدمة علمياً وصناعياً وعسكرياً واقتصادياً بل واستطاعت بتحكمها على عنصري القوة في العصر الحديث وهما المال والإعلام, ان يصبح لها نفوذ حتى على مربيتها أمريكا … في المقابل الكيان السعودي وبفضل أمريكا تعتبر من الدول المتخلفة لولا النفط لما كان لها وجود, فلا تقدم علمي أو صناعي أو عسكري, وها هي بسبب جرائمها بدأت تعاني من أزمات اقتصادية ووو , الفرق الثالث هو على الرغم من ان كلاً من الكيانين حليف لأمريكا, إلا ان أمريكا هي التي تستغل السعودية وتعتبرها “البقرة الحلوب” يجب ان تحصل على معظم البانها, بينما الكيان الصهيوني هو الذي يستغل أمريكا حيث يحصل وبكل سهولة على “الزبادي” المصنوع من لبن البقرة الحلوب … حقاً هناك فرق بين الفطنة والذكاء وبين الجهل والغباء.
اخر همسة :قال الشاعر :
لا تعجبوا من غزال صادها أسد … بل أعجبوا من غزال صادت الأسد
ونحن نقول “لا تعجبوا” عندما يرتفع سعر الدولار فترتفع معه جميع أسعار السلع, بل “اعجبوا” عندما يهبط سعر الدولار فإن أسعار السلع ترفض ان تهبط معه ؟!

قد يعجبك ايضا