أيها الغافلون.. ستندمون..

هاشم أحمد شرف الدين

حين كان اليهود يغزون فلسطين لم يكن الفلسطينيون يتخيلون أن اليهود سيبقون وينوون الاحتلال، فتهاونوا وقصروا في مواجهة اليهود، ظانين أنها أزمة وستنتهي، وراهنوا على تدخلات دولية لإيقاف اليهود وتحجيم أطماعهم، وتصوروا أن في أولئك القلة من الفلسطينيين المواجهين للعدو الكفاية، وأنهم قادرون بمفردهم على دحر اليهود، فماذا كانت النتيجة؟
لقد بقي الاحتلال بل توسع وتوسع، وفرض وجوده بشكل أكبر، واستجلب اليهود من شتى أصقاع الأرض وقام بتوطينهم في فلسطين، ودنس المسجد الأقصى، وسلب أصحاب الأرض أراضيهم، ودمر مزارعهم، وارتكب بحقهم المجازر تلو المجازر، وحاصرهم وجوعهم وشردهم، …الخ، فصارت مواجهته صعبة وتكلفة دحره كبيرة جدا بمرور السنوات..
ولو أنهم تحركوا جديا في البداية لمواجهة الاحتلال لكانت مواجهته سهلة..
واليوم أصبح غالبية الفلسطينيين – كما نراهم عليه – معتادين على الاحتلال لبلدهم متعايشين معه، يداومون في الوظائف، ويزرعون الزيتون والورود، ويحرص شبابهم وشاباتهم على أزياء الموضة، ومواكبة قصات الشعر الحديثة، ولا يحركون ساكنا وهم يرون الاحتلال الإسرائيلي يوسع احتلاله ويفاقم من جرائمه..
لقد نسوا مواجهة الاحتلال تماما حتى لم يعد لها وجود في سلم أولوياتهم..
فماذا عنا نحن؟

كم هو غريب أن يكون بين ظهرانينا من هم كأولئك الفلسطينيين ممن لم يتحركوا لمواجهة الاحتلال ظانين أن لا نوايا للمعتدي الأمريكي السعودي الإسرائيلي الخليجي باحتلال اليمن، رغم الشواهد العديدة على أنهم باتوا يحتلون فعليا مناطق واسعة من الوطن ويديرونها هم ويحكمونها هم!!..
وكم هو عجيب أن ينشغل بعضنا بتوافه الأمور وكأنه غير يمني، أو كأن وطنه يعيش حالة استقرار ورخاء، رغم إمعان قوى العدوان في جرائمها بحقنا كيمنيين طوال عامين!!..
فيا أيها الغافلون:
في الدرس الفلسطيني الإسرائيلي عبرة لنا نحن اليمنيين.. فهل سنعتبر؟ أم سنخذل أنفسنا ووطننا، ونبقى نعض أنامل الندم حسرة على غفلتنا وعدم تحركنا السريع لدحر المعتدين الغازين؟

قد يعجبك ايضا