مديرية السلفية.. تاريـــخ وشواهــد حضــارية

> الثروات والكنوز الحضارية والمدن التاريخية في محافظة ريمة 
إعداد/ محمد محمد عبدالله العرشي

أخي القارئ الكريم… يسرني أن أقدم لك في هذا العدد من صحيفة الثورة الغراء، الثروات والكنوز الحضارية في محافظة ريمة الحلقة الرابعة (مديرية السلفية)،أخواني القراء ولا سيما أبنائي الشباب من اليمن الموحدجنوبه وشماله، شرقه وغربه، الذين يحتاجون إلى معرفة تاريخ وجغرافية اليمن الموحد وكنوزها الحضارية من حصون وقلاع وآثار ومناطق سياحية، ورجالها الذين كان لهم السبق في بناء اليمن، وغرس قيم الحرية في نفوس أبناء هذا الوطن الغالي.. وقد عودت القارئ الكريم أن أذكر بعض المعلومات المختصرة عن علمٌ من أعلام المنطقة التي أتناولها في مقالي، وشخصيتنا في هذه الحلقة هو المرحوم الشيخ الهمام البطل/ علي بن يحيى المنتصرالذي عاش في القرن الثالث عشر الهجري، والذي تحتاج سيرته إلى بحث أكاديمي مستقل، فقد عاش في منطقة مليئة بالصراع بين العثمانيين والأئمة من ذرية آل القاسم بن محمد، وقد وصفه المؤرخ المعاصر الأستاذ/ حيدر علي ناجي بالشخصية العصامية، وذكر الصراع الذي دار بين الشيخ علي يحيى المنتصر وبين بعض القبائل، ولم يعثر له على تاريخ لولادته أو وفاته.. وقد ذكره المرحوم الشيخ/ يحيى منصور بن نصر في كتابه ( شعر وذكريات) تحت عنوان (رجال من ريمة).. ومن أراد المزيد من المعرفة حول حياته فعليه بالرجوع إلى المراجع التي أشرنا إليها.. ومن المعلوم أن الأدباء والعلماء والباحثين من أبناء ريمة يعرفون عن حياة المرحوم الشيخ يحيى المنصر الكثير والكثير…

السلفية
السلفية وردت في معاجم اللغة (لسان العرب، وشمس العلوم) بمعنى: السلف أو السالف: المتقدم. وسَلَف يَسْلُفُ سَلَفَاً أي مضى، والقوم السُّلاف: المتقدمون، ويجيء السلف على معانٍ” السَّلَف القرض والسَّلَم، والسَّلَفُ أيضاً كل عمل قدَّمه العبد، والسَّلَفُ القوم المتقدمون في السير.
ومديرية السلفية هي إحدى مديريات محافظة ريمة، تقع في الجزء الشرقي منها، يحدها من الشمال مديرية بلاد الطعام، ومحافظة صنعاء (مديرية الحيمة الخارجية)، ومحافظة ذمار (مديرية جبل الشرق)، ومن الجنوب مديرية مزهر، ومحافظة ذمار (مديرية عتمة)، ومن الشرق مديرية جبل الشرق (محافظة ذمار)، ومن الغرب مديريتا: الجبين ومزهر. وتعتبر مدينة الضلع هي مركز المديرية، وتبلغ مساحة المديرية 412كم2.ويبلغ عدد السكان في المديرية (72493)نسمة وذلك بحسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن للعام 2004م.
وتضم مديرية السلفية (147) قرية تشكل (19) عزلة، هي:(الأسلاف، بني الثميلي، بني الجرادي، بني العبدي، بني العسكري، بني القرضي، بني قشيب، بني نوفان، بني الواحدي سلا، بني الواحدي صوفان، بني نقيع، الجباهي، جعيره، الدومر، قدرة، كحلة، النوبة، يفعان).
وتشتهر مديرية السلفية بالزراعة والرعي، حيث تعتبر المديرية من المناطق الزراعية، وتعدالزراعةمنأبرزالأنشطةالتييمارسهاسكانهذهالمديرية،بل وتعتبر النشاط الرئيسي والأول لهم، حيثيزرعفيهاالعديدمنالخضرواتوالفواكهوالحبوبوالبن، ومن أكثر مزروعاتها: البن والحبوب والفواكه (المانجو، عنب الفلفل “الباباي”، الموز).
و ترتبط الزراعة ارتباط تام وكبير بمهنة الرعي وتربية الحيوانات، وكما أسلفنا بأن المديرية تعتبر مديرية زراعية بشكل واسع؛ فمن المسلم به أن أكثر السكان يمتهنون إلى جانب الزراعة مهنة الرعي، وتشتهر ريمة عامة ومديرية السلفية بالثروة الحيوانية فتربى فيها الأغنام والأبقار والمواشي التي تتميز لحومها بالمذاق الفريد..
من أهم المعالم الأثرية والتاريخية والحضارية في مديرية السلفية
تشتهر مديرية السلفية بالكثير من المواقع الأثرية والتاريخية، سواءً المساجد أو القلاع أو الحصون التاريخية وغيرها.. ومن هذه المواقع، الأتي:
جامع الضلاع (السبعة):يقع في مركز المديرية، ويعتبر من المساجد التاريخية في اليمن، ويعود تاريخه إلى عام (724هـ/1323م) حسبما دون على سقف الجامع. وورد في كتاب (المسح السياحي) أن الجامع ما زال محافظاً على فنه المعماري القديم، وأنه عبارة عن شكل مربع يبلغ ارتفاعه حوالي (8) أمتار، كما يوجد بالجامع العديد من المصندقات الخشبية المزدانة بالزخارف والنقوش النباتية والمنحوتة بألوان عديدة، كما توجد أشرطة كتابية دون على إحداها تاريخ بناء الجامع عام (724هـ) إضافة إلى وجود أشرطة كتابية متنوعة، وهي عبارة عن آيات قرأنية وأحاديث نبوية شريفة وأدعية مختارة، وتوجد أربعة أعمدة من الخشب القوي، كما توجد بركة قديمة تستخدم للوضوء والجامع ما زال يستخدم للصلاة.
مسجد رباط الدومر:يقع هذا المسجد في مركز المديرية ويعتبر من المساجد القديمة، ويعود تاريخ بناءه حسب راوية أهالي مدينة السلفية إلى (القرن 11هـ/17م) تقريباً. والمسجد عبارة عن مستطيل طوله (8أمتار) وعرضه (5أمتار) وارتفاعه (3أمتار)، ويضم سقفه العديد من المصندقات الخشبية المزدانة بزخارف نباتية منحوتة بألوان عديدة، كما توجد بالجامع أشرطة كتابية متنوعة بآيات قرآنية وأحاديث نبوية وأدعية. وجامع الضلاع يعتبر من أهم الجوامع القديمة وبحاجة إلى حفاظ عليه ولاسيما المصندقات الخشبية. ويمكن استغلال المسجد في الجانب السياحيالديني عند استكمال توفير البنية التحتية كمزار سياحي ديني.
حصن المنتصر:يعود تاريخ بناء الحصن إلى عام (1208هـ/1793م)، وقد بناه الشيخ ” علي بن يحيى المنتصر” وقد تعرض الحصن إلى التدمير من قبل القوات العثمانية ومازال آثار ذلك موجوداً في الحصن.والحصن عبارة عن حصنين مازالا قائمين تستخدم مبانيهما للسكن من قبل أحفاد الشيخ :علي بن يحيى المنتصر، ويحيط بكلا الحصنين وسور بداخله كريف ماء ونوبتين للحراسة إحداهما شمالية والأخرى جنوبية، كما يوجد في الحصنين (15 مدفناً) كانت تستخدم لخزن الحبوب والمؤن، كما يوجد سد في الواجهة الغربية للحصن يعمل على حجز مياه الأمطار للاستفادة منها ويوجد داخل السور جامع يعود تاريخ بناءه إلى عام (1214هجرية)، وقد بناه الشيخ ” علي بن يحيى المنتصر”.
حصن دار الجبل: يقع الحصن على قمة جبل بني العبدي لا يعرف من بناه وفي أي حقبة زمنية تم بناؤه. وهو عبارة عن أطلال حصن قديم، أهم ما يتميز به هذا الحصن هو وجود طريق منحوته في ظهر الجبل تمثل فناً إبداعياً جميلاً يستحق منا الانتباه والاهتمام، كما يوجد في مبنى الحصن حوالي (ثلاثة كرواف) مياه مازالت قائمة حتى الآن، وهي مبنية من الأحجار والقضاض، ويتراوح اتساعها عند الفوهة حوالي (3.5 متر) وهي على شكل حلزوني تضيق للأسفل، كما يوجد في مبنى الحصن مدفنان مفتوحان ويستخدمان حالياً لخزن الحبوب والمؤن.
محل سبأ (قرية الحقب): أقيمت هذه القرية على هضبة مرتفعة فوق خرائب موقع أثري يعود تاريخه إلى عصور ما قبل الإسلام، ويعرف ذلك من خلال أنواع الأحجار التي استخدمت في جدران المباني الحديثة في القرية، وتبدو خرائب المدينة في هيئة تل أثري يرتفع عن منسوب الهضبة، وتوجد بعض جدران المباني القديمة بارتفاع يصل أحياناً إلى (مترين) بأحجاره الأثرية المميزة، كما توجد بعض المباني التي أقيمت في الفترة الإسلامية ربما في ما بعدد (القرن السادس الهجري – الثاني عشر الميلادي)، منها قبة في الناحية الشرقية من القرية ربما كانت ضريح لأحد الأولياء الصالحين، وتمتاز القبة بزخرفتها الهندسية، حيث بنت بأحجار تبرز منها أجزاء إلى الداخل في مرحلة الإنتقال، ثم تتناقص تلك البروز تدريجياً في بدن القبة مما أعطاها منظراً جمالياً جذاباً، عبارة في إحدى جدران هذه القبة التي استخدم في بنائها الأحجار القديمة حجر كتب عليه بخط المسند (ود/ أب)، ويوجد لتلك القبة محراب صغير، ويوجد في وسط قرية الحقب مسجد صغير.كما تنتشر بين الحقول الزراعية بعض الأحجار الأثرية، وهي بقايا جدران المدينة القديمة التي كانت قائمة، والتي على أنقاضها أقيمت الحقول الزراعية الحديثة، وهذا الموقع بحاجة ماسة إلى التنقيب الأثري لمعرفة اسم المدينة والحضارة التي كانت قائمة في تلك المنطقة، وأما على واجهة المسجد الذي يقع بجوار القرية فتوجد ثلاثة أحجار جميلة كتب عليها كتابات بالخط المسند بشكل بارز جميل.
جبل ذهبـو: يقع بجوار جبل عزان ذلك الجبل الذي يحتوي في قمته على خرائب لقلعة حربية، يعود تاريخها إلى الفترة الأولى لحكم العثمانيين اليمن، وجبل ذهبـو يقع في الناحية الشمالية من جبل عزان، وعلى قمته توجد خرائب كما يبدو لمدينة قديمة يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام تميزها الأحجار المنحوتة والمصقولة، وهي من أحجار الجرانيت، وتوجد في الناحية الجنوبية لسفح الجبل مقبرة يعود تأريخها إلى عصور ما قبل الإسلام، وهي من ذلك النوع المحفور في الأرض، وقد كانت مغطاة بألواح حجرية من أحجار الجرانيت مصقولة بشكل بارع، وربما أن خرائب هذا الجبل ما هي إلا بقايا معبد من معابد الآلهة القديمة، فقد ذكر النقش الذي عُثر عليه في جبل الدومر ثلاثة معابد، وكانت منتشرة بجوار جبل الدومر، ربما أن هذه الخرائب هي بقايا معبد الإله (سخرن) الذي كان يسمى (د ع ي ر م)، هذا وقد وجدت بعض النقوش أهمها كتابة للعبارة التقليدية (و د، أ ب) التي توضع كتميمة لحماية المباني، كما وجد حجر يبلغ ارتفاعه (70 × 70سم )تقريباً، عليه كتابة بخط المسند من نفس الموقع المذكور.
قرية العـدن: تتبع هذه القرية بني الواحدي، وفيها آثار تعود إلى فترة ما قبل الإسلام وأخرى إلى العصور الإسلامية حيث يوجد إلى جوار هذه القرية خرائب وبقايا لمدينة يعود تأريخها إلى فترة ما قبل الإسلام، عُثر فيه على تمثال برونزي لامرأة، وهو ما يؤكد أن هذه الخرائب هي بقايا للمعبد الثاني الذي ذكره نقش جبل الدومر المجاور والمشرف على هذه القرية.أما بالنسبة للآثار الإسلامية ففيها مسجد يعود تأريخه إلى شهر ربيع أول من سنة أثنين وخمسين وثمانمائة للهجرة النبوية (852هجرية)، وهو مسجد يبدو مربع الشكل بعض الشيء، له مدخل في جداره الجنوبي، وأجمل ما فيه مصندقاته الخشبية حيث يحتوي سقفه على مصندقات خشبية مزخرفة بزخارف نباتية قوامها تفريعات ووريقات نباتية متداخلة ومتكررة استخدم في تلوينها ماء الذهب وبعض الألوان الأخرى مثل الأخضر والأحمر والأصفر، وذلك السقف محمول على دعامة خشبية مربعة الشكل.إلى جوار ذلك المسجد يوجد ضريح لأحد الأولياء الصالحين، وهو عبارة عن بناء مربع الشكل أقيمت عليه قبة متوسطة الارتفاع ويوجد في القبة من الداخل أشرطة كتابية نفذت على الجص، يبدو أنها آيات قرآنية، حيث يصعب قراءتها نتيجة لانطماسها بسبب تكرار استخدام الطلاء عليها، وعلى قبر الولي الذي ينتصف المبنى أقيم تابوت خشبي – التركيبة -، نفذت عليه زخارف نباتية وكتابات بخط الثلث.
جبـل الدومـر: جبل الدومر كبير مترامي الأطراف- أو بعبارة أخرى سلسلة جبلية -، يتم الوصول إلى قمته عبر طريق ترابية وعرة، ويتميز بالمدرجات الزراعية التي تنتشر على أجزاء متفرقة منه، وقد وزعت على أجزاء منه – خاصة الشمالية – قرى صغيرة متناثرة تزين بعضها بعض القباب الجميلة، وأهم موقع في هذا الجبل يقع في سفحه الغربي، وهو حصن (ذهاني) وقرية محالية، فلقد كانت تقوم أسفل قرية محالية مدينة قديمة تعود إلى فترة ما قبل الإسلام أطلق علهيا النقش الذي عُثر عليها في خرائبها اسم (هـ ج ر ن / ع ج ب م)، أي مدينة عجبم (عجب)، وكانت تسكن فيها عشيرة تنتسب إلى تلك المدينة، وهي عشيرة (بني/عجبم)، وهي عشيرة تابعة لاتحاد عشائر أولاد الإله (ع م) القتبانية، وقد كان في هذه المدينة كما يظهر من النقش والخرائب معبد ضخم للإله (عـم) يحمل اسم المدينة (ع ج ب م)، كما أن النقش يذكر معبداً آخر للإله (عـم) ربما أنه ذلك الذي يقع في قرية العدن، كما أن النقش ذكر اسم معبد إله آخر هو الإله (س خ ر ن)، وربما أن خرائبه هي تلك التي وجدت في جبل (ذهبو) والخرائب التي تنتشر أسفل قرية محالية وحصن ذهاني، وتلك الخرائب التي طمرتها الأراضي الزراعية التي استصلحت في القرون المتأخرة هي خرائب مدينة (عجبم) والمعبد الذي توجد بعض أحجارة في مسجد القرية وعلى المبنى الشاهق في حصن ذهاني الذي يقع أعلى القرية، وهذا الموقع مازال بحاجة إلى العديد من الدراسات والأبحاث الأثرية لتقرير متى استوطن في بادئ الأمر خاصة إذا علمنا أنه توجد به بعض المخربشات الصخرية على بعض الأحجار التي وضعت في جدران المدرجات الزراعية، يدل تاريخها أن هذا الموقع قد استوطن في عصور قديمة.
أعلام مديرية السلفية
الشاعر المعاصر والأديب الأستاذ صالح السلفي، وتربطني به صداقة ومودة، حيث تعرفت عليه لدن عمي المرحوم القاضي عبدالكريم العرشي، كما أن ولده حسن – على ما أعتقد – كان مديراً لمكتب المرحوم القاضي عبدالكريم العرشي.
الشيخ علي بن يحي بن علي المنتصر:توفي عام (1264هـ/1848م)، كان أميرًا على مدينة (ضوران) مركز بلاد (آنس)و من ثم عيَّنه الإمام (محمد بن يحيى)، المعروف بـ(المتوكل) أميرًا على بلاد (ريمة)، تربى المنتصر في السلفية في عزلة الاسلاف، ونبغ منذ صغره، ورغم التنافس بين وجهاء ريمة في حينه على المشيخ إلا أنه تولى المشيخ، وواجه الكثير من العداوة من منافسيه لكنه سرعان ما وجد العداوة في طريقه، ولكنه تمكن أن يتجاوز كل العقبات والصعوبات التي واجهها.. وهو شخصية عصامية، لمع نجمه في ريمة وفي اليمن كله في القرن الثالث عشر الهجري.. وقد ترجمت له الكثير منالمصادر والمؤلفات، فقد كان البحري مؤلف مخطوط (ذخرة الأحياء في مناقب الشيخ علي بن يحي)مهتماً بالوقائع والإنتصارات التي حققها الشيخ على حاشد، ولم نجد في كتابه معلومات عنه مثل تاريخ مولده أو تعليمه وغيرها من المعلومات المهمة..
من المراجع التي رجعنا إليها في إعدادنا لهذا المقال: (الموسوعة اليمنية)، (الموسوعة السكانية/ للدكتور محمد علي عثمان المخلافي)، (نتائج المسح السياحي)، (نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشأت للعام 2004م)، (معالم الآثار اليمنية/ للقاضي المرحوم حسين السياغي)، (مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للمرحوم القاضي محمد أحمد الحجري)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/ إبراهيم بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)، (موسوعة للقلاع والحصون في اليمن “تحت الطبع”/ للأستاذ الباحث أحمد الغراسي)، (إنشاء وتأسيس محافظة ريمة/ تأليف حيدر علي ناجي العزي/ الطبعة الأولى 2011م)، معلومات شفهية من الأستاذ/ حيدر علي ناجي، خريطة المديرية المرفقة من إعداد م.أحمد غالب عبدالكريم المصباحي…

قد يعجبك ايضا