سقوط مملكة الشر وتفكك حلفها قاب قوسين أو أدنى

إبراهيم حسين حسين
لقد أصبح السقوط لنظام آل سعود قاب قوسين أو أدنى بعد تأثرها بالعديد من الصدمات والمشاهد والأسباب منها:-
-المشهد أو السبب الأول :-لو استرجعنا ذاكرتنا قليلاً للوراء إلى ماقبل نصف سنه تقريبا أي ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ عام ونصف ﻋﻠﻰ شن مملكة آل سعود حربها الممنهجة على اليمن بالتعاون مع حلفها الفاشل بقيادة ملوك البارات ﻭالذي بدأتها ﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ/2015م بحجة اللاحجة وﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ شرعية من لاشرعية له، ففي هذا التوقيت تحديدا بدأ تجلي المشهد والسبب الأول المتمثل في ﻇﻬور ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻗﻮﺗﻴﻦ عسكريتين ﻓﻲ هذا التحالف الغاشم كونهما عجزا عن مواصلة المضي في ظل نكران ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ بينهما، فكانت اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺔ ﻷﻧﻮﺭ ﻗﺮﻗﺎﺵ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺗﻲ حينها وﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺑﻼﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﺍﻧﺘﻬﻲ كان دليلا على ﺑﺪء ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ والذي عاد ليبرر تصريحاته حينها بأنها فهمة بالخطاء بطلب سعودي رغم التحركات التي أتت على إثر هذه التصريحات والتي تؤكد بدء هذا الصراع فعلا والذي كان من أسبابه ﺇﻗﺪﺍﻡ الفار ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﺓ ﺍلإﻃﺎﺣﺔ ﺑﺮﺟﻞ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﺤﺎﺡ من كل ﻣﻨﺎﺻﺒﻪ ﻭﺗﻌﻴﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻟﻠﺠﻴﺶ المرتزق ﻗﺒﻞ ﺗﺮﻗﻴﺘﻪ ﻟﻤﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ الرئيس الفاقد لشرعيته.
ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﻭﺍﺟﻬﺘﻪ أﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﺎﻟﺘﻤﻠﻤﻞ ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺮﺏ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻺﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻠﺪﻭﺩ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﺍﻳﺪ ﻭﻋﻘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﺑﻮﻇﺒﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺑﻴﺔ ﺭﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﺎﺣﺔ ﺑﺤﻠﻴﻔﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺳﺤﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ للجيش واللجان الشعبية ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺳﺤﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺑﺤﺠﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻄﻮﺍﻗﻢ المقاتلة ﻣﻤﺎ ﺃﺿﻌﻒ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺳﺎﻫﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ إﺣﻜﺎﻡ ﺳﻴﻄﺮة الجيش واللجان الشعبية ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺖ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ. صحيح أن السعودية والإمارات عملا معا على تغطية هذا المشهد والاستمرار في العمل معا ضمن قوات التحالف ولكنهما لم يستطيعا إخفاء الانخفاض الملحوظ للتعاون الإماراتي والذي أتى نتيجة لاختلاف مصالح ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻤﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺒﺮﻏﻤﺎﺗﻴﺔ ﻓﻜﻼ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ لأﻱ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ منها ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺘﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ وهذا يعد من الدوافع التي دفعت ﻓﻜﺮﺓ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻟﻜﻞ ﻃﺮﻑ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻧﻔﻮﺫﻩ ليخضع ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻟﻠﻨﻔﻮﺫ ﺍﻹﻣﺎﺭﺗﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ لقاء ماﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺃﺑﻮﻇﺒﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺀ ﻭﻻﺀﺍﺕ ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ وتقديم ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻸﻫﺎﻟﻲ والتي في حقيقتها لا تشكل سوى مغريات وغطاء رخيص تخفي وراءه رغبة عارمة في إبقاء جنوب البلاد حبيسة في دوامة الصراع لينعكس ذلك إيجابيا على مصالح بلدها.
وهنا وبالذات يتجلى الدور الأمريكي الذي أسهم في تعزيز ودعم سياسة الإمارات وهنا أيضا يبدأ ظهور اتفاقياتإماراتية أمريكية سرية لاتعلمها حتى مملكة آل سعود ومايؤكد صحة ذلك أكثر هو الاشتراك الفعلي لهما في الهجمات على البيضاء وشبوة وتجنيب السعودية من هذا المشهد ومشهد فرض السيطرة على الجنوب.
– السبب الثاني :- من أسباب السقوط الوشيك للنظام السعودي هي الصورة المنعكسة والتي بات يعرفها الجميع صورة الحضانة أو فقاسة القاعدة كما أن لها تحديدا الدور والأثر الكبير في تخلي الولايات المتحدة الأمريكية تدريجيا عن دعمها لآل سعود كحليف رئيسي والاتجاه لعقد تحالفات مع الإمارات ذات الموقف المتشدد ضد الإخوان المسلمين لتعكس حقيقة صلتها بهذا التنظيم الإرهابي الخبيث بينما تحافظ في نفس الوقت على بقائها وبقاء مصالحها في منطقة الشرق الأوسط كما أن مشهدا كهذا لن يجعلنا نستغرب فيما لو جاء يوم وعلمنا بتآمر أمريكي يحدث أو حدث في المستقبل القريب بهدف إسقاط نظام آل سعود كيف لا وهي الداعم الاساسي لمحمد بن نايف والذي يلقى ويحظى بترحيب كبير في الوسط الأمريكي ضعف مايحظى به خصمة والمنافس له المهفوف محمد بن سلمان. إضافة لما تلقته آخر صفقات السلاح من معارضة في الكونجرس الأمريكي وايقافهم لتلك الصفقات.
-السبب الثالث :- الانهيار الاقتصادي الذي أصبحت تعاني منه وبشكل كبير بسبب إنفاقها العسكري لمبالغ ﺑﺎﻫﻈﺔ تصل بعضها 200 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ منها ﺷﺮﺍﺀ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ
ﻭﺻﻮﺍﺭﻳﺦ وﻣﻌﺪﺍﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢلتدعم حربها على اليمن وغيرها نقديا لإدارة وتموين الصراع الداخلي في اليمن دون تحقيق أي فائدة ترجى.ألا تعد هذه من الخسائر الفادحة والتي تعزز من الانهيار الاﻗﺘﺼﺎﺩي لبلادها أسباباً ستؤدي إلى فرار المستثمرين ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ . ناهيكم عن ماستسببه من ﺗﺰﺍﻳﺪ في ﺍﻟﺴﺨﻂ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ جراء تدﻫﻮﺭ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻓﻲ مملكتهم.
ألم يجعلها كل ذلك مضطرة ﺇﻟﻰ ﺧﺼﺨﺼﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ الدولة على الاقل خصخصة مؤسسات ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﺗﺨﻔﻴﺾ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .
-السبب الرابع :-تزايد ضغوط المنظمات الدولية نتيجة للحصار المفروض على بلدنا وشعبنا وتجلي حقيقة الجرائم المستخدمة ضد الشعب اليمني وحقيقة استخدامها للأسلحة المحرمة دوليا مما جعلها تخسر سمعتها أمام المجتمعات الدولية وجعل أغلب من كانوا حولها ينفرون من جانبها ويحقرون نظامها المتعجرف الفاقد لكل معايير الإنسانية بل وسيكون ذلك سببا رئيسيا في تكاتف بعض مسؤوليها مع الجانب اليمني وإن لم يتم ذلك على الأقل ستكون هذه أوراق بأيدي أعداء هذا النظام داخل إطار دولتهم ليستخدموها في إسقاط هذا اللئيم والخبيث المستمد لؤمه وخبثه من الحقد واللؤم والخبث الصهيوني على أمتنا العربية والإسلامية .

قد يعجبك ايضا