طلاق في شهر العسل

*مِن واقع الحياة

 

الاسرة/عادل بشر
كادت “نور” ابنة الـ”18 ربيعا” ان تفارق الحياة متأثرة بالجراح التي أحدثتها عصا والدها في جسدها لولا قيام الجيران بإسعافها إلى المستشفى والسببب في هذا الاعتداء هو طلاق الفتاة في شهر العسل من زوجها الذي أرغمها والدها على الزواج منه .
تسترجع “نور” ماضيها ,حيث نشأت وترعرت في كنف أسرة غير مستقرة يحكمها اب متسلط وشديد العنف مع ابنائه وزوجته لا يفارق الغضب وجهه ويختلق المشاكل دون سبب.
تركت الأم منزل الزوجية وغادرت إلى دار والدها ورغم محاولات الزوج مراجعتها كثيرا إلا انها رفضت العودة اليه فكان الطلاق من نصيبها.
بعد طلاق الأم وجد الابناء انفسهم وحيدين مع اب لا يرحم وإن اخطأ احدهم في شيء يجد العقاب الشديد حتى وان كان الخطأ بسيطاً ولا يستحق كل ذلك العقاب وزاد الاب من العنف تجاه ابنائه بعد مغادرة والدتهم المنزل ورفضها العودة اليه.
كان لدى “نور” شاب في سنها وهو ابن عمتها تربيا معا منذ الصغر ودخلا المدرسة سويا ونشأت بينهما علاقة ود ترعرعت معهما وزادت تعمقا بعد قيام والدته بخطبة الفتاة من اخيها لابنها اليتيم الاب، وافق والد “نور” آنذاك على تلك الخطبة مبدئيا بحجة ان “نور” وابن عمتها مازالوا صغارا على الخطوبة والزواج وسارت الأمور على مايرام واطمأن الجميع إلى ان “نور” وابن عمتها احمد خلقا لبعض.
مضت الايام والسنوات وعندما بغلت “نور” ال18 عاما من عمرها قرر والدها ان يزوجها لابن احد أصدقائه لم تكن الفتاة تعرف عنه أي شيء وبالرغم من ان هذا الشاب لا يعيبه شيء ويتمتع بسمعة حسنة وطيبة في الحي الذي يسكنه إلا ان الفتاة رفضته لانها تحب ابن عمتها الذي تقدم لخطبتها منذ سنوات ووافق الاب عليه بشكل مبدئي ولكن والد “نور” لم يسمح لها أو لاحد من اخوانها ان يبدي رأيه في هذا الموضوع وانكر موافقته على خطبتها من ابن شقيقته متعذرا بان ذلك كان مجرد كلام ليس فيه شيء من الجدية.
لجات “نور” إلى والدتها المطلقة عل وعسى تستطيع الام انقاذها من هذا الكابوس فكانت النتيجة معاكسة ,حيث زاد تدخل الام من غرور الاب واصراره على تزويج ابنته بمن يريد بدعوى انه والدها ويعرف مصلحتها اكثر من أي شخص آخر.
تمت الخطبة بسرعة كبيرة واتفق والدها على كل تفاصيل الزواج وتم تحديد موعد الزفاف بعد شهر من الخطوبة وخلال تلك الفترة اخبرت “نور” والدها انها ستقتل نفسها ان استمر في اصراره على تزوجها من ابن صديقه الذي لا تعرفه فلم يأبه الاب لهذا التهديد وكالعادة قابل كلام ابنته بالضرب والعقاب الشديد .
بعد ايام قليلة اقيم حفل الزفاف وسط جمع كبير من الاهل والأصدقاء وكانت “نور” تحاول رسم الابتسامة والسعادة على وجهها لكن قلبها مليئ بالحزن والقهر.
وزفت “العروس” إلى بيت زوجها واجتمعت به تحت سقف واحد وقررت ان تتعامل مع هذا الزوج بصبر وحكمة محاولة ان تكتم ما في قلبها وتتحمل القادم لان هذا قدرها ولا تستطيع تغييره .
ولكن الزوج لاحظ شرودها الدائم ونفورها منه وعدم تعاملها معه مثل بقية الازواج في شهر العسل ثم علم من احد الاشخاص بقصة الحب التي كانت بين زوجته وابن عمتها وحين واجهها وزاد من ضغطه عليها اعترفت له أنها مازالت كما كانت عليه سابقا وان والدها هو من ارغمها على الزواج , فثارت كرامة الزوج واعتبر صراحة الفتاة انتقاصاً من رجولته وكرامته فتغيرت معاملته لها واصبح قاسيا عليها في كل الاوقات وحدثت بينهما مشاكل عديدة وهما مازالا في الايام الاولى للزواج وعندما تأكد له ان حياته معها مصيرها الفشل انهى الامر بيده وكنوع من العقاب قام بطلاقها وطردها من منزله قبل حتى ان ينتهي شهر العسل.
عادت “نور” مكسورة القلب والخاطر إلى والدها الذي كان سببا في تدمير مستقبلها وتحطيم حياتها وعندما وصلت إلى منزل والدها وبمجرد ان حكت له قصة طلاقها من الشخص الذي ارغمها على الزواج منه بالغصب, اخذ الاب عصا غليظة انهال بها ضربا على الفتاة بدعوى انها الحقت به العار, ولم تشفع لها دموعها وتألمها من شدة الضرب حتى سقطت مغشية عليها أمام عدد من الجيران الذين جذبهم صوت صراخها وصراخ اخوانها الصغار فقام الجيران بكف والدها المتوحش عنها ونقلها إلى المستشفى .
بعد ان تحسنت حالة الفتاة تم تخييرها في العيش مع والدها أو الانتقال للعيش مع والدتها فاختارت البقاء مع الام بعيدا عن ظلم الاب ووحشيته.

قد يعجبك ايضا