في الجنوب المحتل خيار واحد

حسين زيد بن يحيى*
الحقيقة التي لا ينكرها إلا مكابر ، حرب صيف 94 م التي انغمس فيها الجنرالان الفاران هادي ومحسن وحزب الإصلاح أحدثت شرخا في الوعي الجمعي الجنوبي واليمني عموما مع مرور السنين ازداد فيه جدار الكراهية المغذاء من الخارج طولا وسماكة ، تجاهل المظلومية الجنوبية وعدالتها دفع أبناء تلك المحافظات إلى خيارات عدة بحثا عن الإنصاف والعدل والمواطنة الحقوقية المتساوية ، نظام الوصاية بأدواته القبلية والعسكرية والدينية مارس وبشكل ممنهج سياسات وممارسات غير وطنية وقبيحة نفرت الجنوبيين من خيار الوحدة ، من جروح تلك المعاناة خرج ( الحراك الجنوبي ) لاستعادة الكرامة والشراكة الوطنية وما يؤكد حقيقة ذلك كانت مطالباته باستعادة ( ج.ي.د.ش ) ورفع علمها ، أي أنه كان ضمنا في إطار الهوية الوطنية اليمنية .
انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014م وإسقاط نظام الوصاية الذي تسبب بمعاناة كل الشعب اليمني وخصوصا في الجنوب ، شكلا مدخلا جادا لحل المظلومية الجنوبية ، لكن خشية قوى الهيمنة الأمريكية وأدواتها الخليجية من انتقال روح التحرر والإستقلال والثورة من حدود الممالك الخليجية الجنوبية إلى شعوب تلك الدول الخليجية المحتلة والمستعبدة والتواقة للحرية والكرامة، دفعها لمعاداة ثورة 21 سبتمبر ، تعويضا لخسارتها إزاء سقوط أدواتها بصنعاء اندفعت الرجعيات الخليجية إلى الساحة الجنوبية التي تأخر تحرك قطار ثورة 21 سبتمبر إليها بفعل فاعل ، قوى الهيمنة التي كانت قد اخترقت ( الحراك الجنوبي ) تمكنت من السيطرة على شارعه بقوة المال وعبر تهييج إعلامي عنصري وطائفي أعد له سلفا تم حرف المظلومية الجنوبية إلى مسارات أخرى ، حالة فرضت ضرورة تدخل قوات الجيش واللجان الشعبية إلى المحافظات الجنوبية لمنع سقوطها بيد القاعدة وأخواتها ، خطوة إيجابية خدش جمالها وشعبيتها سوء الإدارة وعدم الخبرة وغياب التنسيق مع الحاضن الاجتماعي الجنوبي .
إحكام سيطرة الجيش واللجان الشعبية على الساحة الوطنية دفع قوى الهيمنة الأمريكية الصهيونية وأدواتها الخليجية إلى إعلان الحرب على اليمن في 26 مارس 2015 م ، الإنحراف السلوكي عند البعض دفع شريحة مجتمعية لابأس بها للإنخراط ضمن تحالف قوات العدوان كمرتزقة محليين ، الإنسحاب التكتيكي للجيش واللجان الشعبية من المحافظات الجنوبية جعل أبناء الجنوب والمحتل والقطعان التكفيرية وجها لوجه ، التأخر في انتعاش الروح الوطنية عند البعض يظل مبررا لمن عرف حجم المعاناة التي مر بها الجنوبيين تحت وطأة سوء أمراء حرب وتكفير صيف 94 م ، المواطن الجنوبي بعد عامين من العدوان والاحتلال اتضحت له الرؤية وحقيقة مطامع العدو الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي التي لم يكن من أهدافها الانتصار لمظلوميتهم بقدر إخضاعهم وتدمير حاضرتهم عدن ، ما تشهده المناطق الجنوبية اليوم من انعدام الأمن والإستقرار وغياب الخدمات .. إلخ . يؤكد حقيقة أن الواقع الذي يعيشه الجنوب الآن احتلال رجعي متخلف ، تنامي الوعي الجمعي بأن محافظات الجنوب تشهد واقع احتلال يجعل خيارات أحرار الجنوب خياراً واحداً لا غير ، ألا وهو التحرير ، لأن تناقض الاحتلال يتم حله من خلال الكفاح المسلح والعمل الفدائي والسياسي والإعلامي حتى يتم دحر المحتل وتحقيق الإستقلال الناجز وغير المشروط ، مع ذلك عملية تحرير الجنوب تظل مسؤولية وطنية يمنية وعلى الجنوبيين تقدم الصفوف بالتحرك الجاد للتحرير ومنع استخدام الجنوبيين مجرد مرتزقة وكمتارس للسعوديين والإماراتيين ، بعد التحرير واستعادة الدولة الوطنية المركزية التي عاصمتها ( صنعاء ) وإجراء انتخابات رئاسية ونيابية ومحلية حرة حينها وحينها فقط إلزاما وطنيا وعلى الجميع الجلوس على طاولة حوار يمني – يمني لإيجاد الحل العادل للقضية الجنوبية .
*نائب وزير الشباب والرياضة

قد يعجبك ايضا