رسائل الصماد

عباس غالب

من المفيد الآن ومستقبلاً التذكير بمضامين الرسالة التي بعث بها الأخ صالح علي الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى القمة العربية التي عقدت مؤخراً في البحر الميت لما لها من أهمية في كشف زيف إدعاءات العدوان الأمريكي ــ السعودي ــ الصهيوني وفي صدقيه الطرح إزاء مترتبات هذا العدوان الظالم الذي تقوده أكثر من 17 دولة على شعبنا وعلى مختلف الجوانب الإنسانية والاقتصادية ..ولعل الأهم في مضامين هذا الموقف المبدئي الثابت والصادق التزام اليمن بأية مساعي سلمية تهدف إلى إيقاف هذه الغطرسة والاستكبار ورفع الحصار ..وبالتالي الخروج بتسوية مرضية تكفل حق شعبنا في الخلاص من دوامة الاحتراب .
والحقيقة لم يكن هذا الموقف الثابت من مسألة الصمود في وجه العدوان بمعزل عن الرغبة الأكيدة لمجمل مواقف القوى الوطنية المقاومة في الداخل وتأكيدها المستمر على خيارات الشعب في المقاومة والاستبسال والتطلع إلى السلام العادل الذي من شأنه رفع هذه المظلومية التي تدخل عامها الثالث بالتزامن مع مد يد السلام الذي لا ينتقص من سيادة اليمن في قرارها الوطني وجغرافيتها الواحدة .
ومن المناسب أيضاً في هذه العجالة الإشارة إلى دعوة الأخ صالح الصماد من تبقى من حكماء الأمة إلى تشكيل وفد عربي ومن مجلس الجامعة لزيارة اليمن للاطلاع عن كثب على الأوضاع المأساوية التي خلفها هذا العدوان المستمر ..وهي إشارة واضحة لا تخطئها الدلالة على انفتاح القوى الوطنية مع أية جهود صادقة لإعادة الحق إلى نصابه وإزالة الغشاوة عن عقول الكثيرين ممن انخرطوا في أدوات هذا المخطط التأمري على اليمن .
وأعتقد – كمراقب – بأن إطالة أمد هذا العدوان لن تسفر في نهاية المطاف إلا عن مزيد من المآسي الإنسانية والخسائر البشرية والاقتصادية على الجميع ،سواء في خارطة العدوان على اليمن أو في سقوط ما تبقى من تماسك لحمه الأمة بأكملها .
وتبدو الحاجة ملحة كذلك إلى التذكير دوماَ بمظلومية الشعب اليمني التي عبر عنها الرئيس الصماد بشفافية ووضوح وذلك بالنظر إلى الواقع الذي ترتب على العدوان مقابل الحرص على تبديد أية مخاوف تجاه الحرص على إيجاد تسوية سلمية عادلة وشاملة والجلوس تحديداً مع المملكة وبقية الأطراف حتى لا تتحول القضية اليمنية إلى قضية منسية ومركونة في أضابير أرشيف الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية .
لكل ذلك ولغيرها من المواقف المنافحة عن عدالة القضية اليمنية التي يعبر عنها دوماً الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى وأخرها تلك المضامين التي احتوتها رسالته إلى قمة النائمين في البحر الميت ..وندعو في نفس الوقت إلى مزيد من التضامن والتكاتف بين مختلف القوى الوطنية المقاومة والمناهضة لهذا العدوان والمدافعة عن الشعب وبما من شأنه إفشال المراهنين على الانقسام الداخلي وعلى نحو يشد من عضد الجميع لمجابهة التحديات الخطيرة على المديين القريب والبعيد وتحديداً في ما يجري راهناً من مؤامرة خطيرة تهدف إلى خنق الشعب بالسيطرة على الساحل الغربي على امتداد الخط الساحلي للبحر الأحمر من ميدي وحتى المخا ..تحية صادقة لكل من وقف صامداً صلباً تجاه هذه الحرب الكونية التي تشن على اليمن .

قد يعجبك ايضا