اليمن يعيش غمار اكبر كارثة إنسانية في تاريخه

الثورة نت |تقرير: حمدي دوبلة- ابراهيم الاشموري :تفاقمت الأوضاع الإنسانية في اليمن بدرجة غير مسبوقة جعلت المنظمات الدولية تصفها بـ (الكارثية وبواحدة من اسوأ الكوارث الانسانية التي يشهدها العالم منذ الحرب العالمية)،

واطلقت منظمات دولية ولاتزال العديد من التحذيرات من انهيار شامل ومن مخاطر دخول البلاد في أتون مجاعة يتعرض لها أكثر من ثلثي السكان.

في 26 مارس 2015 بدأت الأعمال العسكرية المدمرة، ومع مرور عامين من القتل والدمار يستوجب تسليط الضوء على كارثة إنسانية لم تعط حقها من الاهتمام الإعلامي والدولي، كارثة تجاوز ضحاياها نحو 60 ألف ضحية بين قتيل وجريح منهم أكثر من 8300 قتيل وفقاً لإحصاءات المنشآت الصحية التي تعرضت هي ذاتها للتدمير والانهيار.

24 شهراً طال دمارها معظم مساحة رقعة الأرض اليمنية، وتأثرت بنتائجها الغالبية العظمى من السكان الذين فقد الكثيرون منهم مصادر معيشتهم وباتوا عرضة للمجاعة، وفقد آخرون أمنهم الشامل بعد أن هجًرتهم الحرب من مناطقهم، وفقد الجميع أبسط الخدمات الأساسية وكل مرتكزات الحياة الإنسانية الكريمة، بعد أن تعرضت البنية التحتية لتدميرأخرج الطاقة الكهربائية، ومشاريع مياه الشرب، والنظام الصحي، وشبكات الطرق، والموانئ الجوية والبحرية عن الخدمة، وخلف حالة إنسانية كارثية وحرمان واسع أجبرت المنظمات الدولية على إطلاق الكثير من صافرات الإنذار.

تقرير الفريق الإنساني المشترك لمنظمات الأمم المتحدة الصادر في يناير 2017م ذكر أن 18.8 مليون يمني يحتاجون للمساعدة والحماية، منهم 10.3 ملايين شخص في حاجة شديدة للمساعدة، وقال إن النزاع المتصاعد منذ مارس 2015م عرض سلامة الملايين وحقوقهم الأساسية للخطر، وجعلهم يكافحون للبقاء على قيد الحياة.

10ملايين أقرب للمجاعة:

ستيفن أوبراين وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قال إن الحرب المستمرة منذ عامين دمرت اليمن وتركت ملايين الأطفال والنساء والرجال في حاجة ماسة للدعم الدولي، الذي بدونه ربما يواجهون خطر المجاعة خلال عام 2017م، حيث أن 10ملايين يمني بحاجة ملحة لمساعدات غذائية للبقاء على قيد الحياة.

من جانبه حذر منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكغولدريك من أن ملايين اليمنيين أصبحوا أقرب للمجاعة من أي وقت مضى، وأضاف أن أكثر من 17مليون يمني غير قادرين على إطعام أنفسهم بشكل كاف، وأصبحوا مجبرين بشكل متكرر على اختصار الوجبات الغذائية الضرورية.

الاطفال الأكثر تضرراً

منظمة اليونيسف في بيان لها قالت أن 57% من أطفال اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد وهو أعلى معدلاته على الإطلاق، حيث أن 2.2 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد.. وأطلقت تحذيراً مدوياً يقول إن طفلاً واحداً على الأقل يموت في اليمن كل 10دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها.

وكانت اليونيسف قد أعلنت عن انتشار أمراض الكوليرا، والأمراض المعوية، وشلل الأطفال، ونفاد العديد من الأدوية الأساسية الضرورية، علاوة على سوء التغذية، والأمراض الفتاكة.. ويقول جوليان هانس ممثل اليونيسف في اليمن إن نحو 1.3مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بالأمراض المعوية، فيما 1.8مليونا آخرين عرضة لمرض الحصبة.

كل ما سبق في ظل حالة هي الأسوأ تعيشها المنشآت الصحية اليمنية، مثلها مثل مختلف المؤسسات الخدمية والبنى التحتية، وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية بالقول على لسان ممثلها في اليمن الدكتور أحمد شادول: إن النظام الصحي في اليمن يواجه خطر الانهيار الشامل مما يعرض حياة الملايين من اليمنيين للخطر.

وكانت المنظمة حذرت من أن أكثر من 7.6مليون يمني يعيشون في مناطق تأثرت بوباء الكوليرا، أو هي معرضة لخطر انتشاره، منهم وبشكل خاص أكثر من ثلاثة ملايين نازح.

الموظفون تلحقهم الكارثة

أدى الحرب التي شلًت معظم مفردات الحياة إلى انقطاع مصادر دخل مئات الآلاف من ذوي الدخل اليومي ممن يعملون في الأعمال الحرة، وكذلك من حرموا من وظائفهم بسبب توقف الشركات الصغيرة والمصانع، ليلتحق بهم بعد ذلك مئات الآلاف من موظفي الدولة الذين لم يستلموا مرتباتهم لأكثر من ستة أشهر، وهو ماجعل الملايين من اليمنيين يعجزون عن تدبر معيشتهم، خاصة مع ازدياد حدة تأثير الحصار المفروض على الموانئ والمطارات، وصعوبة تدفق البضائع إلى البلاد، وارتفاع أسعار ما هو متوافر منها في الداخل بمستويات فاقت التصور.

المدير الإقليمي للشرق الأوسط بالصليب الأحمر الدولي روبرت مارديني حذر من أن ضرب ميناء الحديدة والصراع المسلح حوله سيضيف عبئاً ضخماً على ملايين البشر، خاصة وأن الاحتياطات الغذائية المتوفرة في اليمن لا تكفي إلا لفترة قصيرة.

أوضاع كارثية:

اصبحت الاوضاع في اليمن كارثية ومتفاقمة باستمرار مع تواصل الحرب ويقول محمد ذو القرنين عباس (الممثل المقيم للإغاثة الإسلامية في اليمن): الأوضاع الإنسانية في اليمن كارثية، واحتياجات الناس المتضررين من هذه الحرب في ارتفاع كل يوم. أتمنى وأدعو الله أن يعود السلام إلى اليمن، وأن يتم استئناف المفاوضات السياسية للخروج بحل دائم ومقبول لدى الجميع.

ويضيف ذو القرنين في حديثه لـ”الثورة” أقدر مشاركة جميع المنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات للمحتاجين في جميع مناطق ومحافظات اليمن. كوننا إحدى هذه المنظمات، ومن خلال مكاتبنا الميدانية الثمانية، نعمل بكامل طاقتنا ونبذل أقصى الجهود لجلب الدعم إلى اليمن وإيصاله إلى مستحقيه بغض النظر عن معتقداتهم، عرقهم، انتماءاتهم، أو مناطقهم..”

ويستطرد: بالرغم من كل المعوقات والصعوبات والوضع الأمني غير المستقر، فإننا نؤكد استمرار مشاريعنا الإغاثية بإذن الله. كما نعبر عن شكرنا العميق لاستمرار الدعم من قبل المانحين، وتسهيل السلطات لعمل الإغاثة الإسلامية لتخفيف معاناة الناس ذوي الحاجة.

الإغاثة الإسلامية حضور جيد

وبموازاة الحجم المهول للوضع الكارثي في اليمن كان لعدد من المنظمات الانسانية والخيرية حضورا جيدا ساهم الى حد ما في التخفيف من الازمة الانسانية المتفاقمة ومن هذه المنظمات منظمة الاغاثة الاسلامية ويقول مسئولو المنظمة لقد بذلت وتبذل منظمة الإغاثة الإسلامية منذ اللحظة الأولى جهوداً إغاثية واسعة جندت فيها كل قدراتها وإمكاناتها بالتعاون والتنسيق مع المجتمعات المحلية للوصول إلى أكثر من ثلاثة ملايين من المتضررين من هذه الكارثة الكبرى في أغلب محافظات اليمن باستجابات عاجلة ومتكررة لمواجهة الحاجة المتزايدة لأبسط مقومات المعيشة التي انعدمت في الكثير من الأماكن نتيجة تصاعد العنف.

ويضيف محمد ذو القرنين عباس ممثل الاغاثة الاسلامية المقيم لقد حضرت منظمة الإغاثة الإسلامية من خلال العديد من المشاريع مثل: مشروع الاستجابة الطارئة للأسر المتضررة من النزاع، مشروع الاستجابة الطارئة لسوء التغذية الحاد، مشروع تمويل المستشفيات والمراكز الصحية بالأدوية والمستلزمات الطبية، مشروع توزيع السلة الرمضانية، مشروع الأضاحي الموسمي، مشروع دعم الأيتام والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مشروع الملابس الشتوية للأيتام، مشروع الانتعاش التكاملي الاجتماعي والاقتصادي، مشروع المياه والصرف الصحي، ومشروع تمويل مركز الغسيل الكلوي بالأدوية و المستلزمات الطبية.

ويوضح” لقد كان جهدا متواصلا وخلاقا، وعملا خيريا حاول القائمون عليه الوصول للمحتاجين أينما كانوا، وفي ظل ظروف شديدة الصعوبة والخطورة، حيث استفاد من هذه المشاريع أكثر من أربعة ملايين شخصاً من الأسر الأشد تضرراً في مناطق النزاع، الأسر النازحة الأشد تضرراً، الأسر الأشد فقراً، المناطق الأشد احتياجاً، الأطفال الذي يعانون من سوء التغذية، الأيتام، مرضى الفشل الكلوي، المستشفيات والمراكز الطبية.

الأيتام وضع مأساوي

الايتام نالهم نصيب وافر من الماساة وتقول دعاء عبد القادر (مسؤولة قسم الأيتام في منظمة الإغاثة الإسلامية) الأيتام في أمس الحاجة للعديد من الاحتياجات الاساسية، واستمرار الحرب الحالية لا تزيد الطين إلا بلة، حيث زادت معاناة فئة مجتمعية كانت في الأصل في وضع مأساوي. زياراتنا الميدانية تؤكد أن شريحة الأيتام في جميع المحافظات تفتقر إلى أبسط ضروريات الحياة.

وتؤكد: خلال المرحلة القادمة، ستكون من أولويات قسم الأيتام في الإغاثة الإسلامية تنفيذ مشاريع تساعد على تأمين الغذاء لأسر الأيتام، توفير الرعاية الطبية لهم، ودعم الأطفال للالتحاق بالمدارس.

وتوضح بان مشروع دعم الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن عبارة عن أربعة مكونات الأول ويشمل الرعاية الصحية للأيتام، حيث تم توفير الفحص الطبي الشامل، التحاليل المخبرية، والأدوية بشكل مجاني لـ1957 يتيم وذويهم في محافظتي صنعاء وعدن. اما المكون الثاني فيشمل توزيع 1100 بطانية لأسر الأيتام في محافظتي صنعاء وصعدة لوقايتهم من برد الشتاء. اما المكون الثالث فيُنفذ بالتعاون مع المركز الوطني للسمع حيث قامت الإغاثة الإسلامية بتوزيع 93 سماعة للصم وضعاف السمع للأيتام والمتضررين من الحرب. ويركز المكون الرابع على الجانب التاهيلي حيث تم تدريب وتاهيل أكثر من 70 طفلاً من الأيتام على أساسيات اللغة الإنجليزية والكمبيوتر. وقد انعقدت الدورات في العاصمة صنعاء، ومحافظة عدن، واستمرت لأكثر من شهرين في واحد من أرقى المراكز التعليمية، وهدفت إلى تأهيل الأيتام وإكسابهم مهارات تفيدهم مستقبلاً.

اطفال معرضون  للوفاة

ويبقى الاطفال اكثر الفئات الاجتماعية تعرضا لخطر الوفاة بسبب الاوضاع الحالية وتداعياتها ويقول جاكسون وهو (مسؤول قسم التغذية)بمنظمة الاغاثة الاسلامية : بسبب استمرار الأوضاع السيئة الحالية في اليمن، الملايين من الناس بحاجة إلى المساعدات الإنسانية الطارئة لإنقاذ حياتهم. اليوم أكثر من 3 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، من ضمنهم قرابة النصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهؤلاء معرضون للوفاة أكثر بعشر مرات من الأطفال ذوي الصحة الجيدة.

ويضيف: أولوياتنا للمرحلة القادمة وبالتوازي مع “خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن” تكمن في تقديم تدخلات ومشاريع منقذة للحياة لحالات سوء التغذية الحالية عند الأطفال، وتجنيب الأطفال الأصحاء احتمالية تعرضهم لسوء التغذية، وبناء قدرات وتأهيل مختصين طبيين لعلاج مثل هذه الحالات.

ويؤكد جاكسون بان الإغاثة الإسلامية تلعب دوراً أساسياً في توفير التغذية المناسبة للأطفال والتصدي لسوء التغذية في ظل الأوضاع المأساوية لسوء التغذية عند الأطفال في اليمن. ويشير الى ان أحد المشاريع التي تقوم المنظمة بتنفيذها هو مشروع الاستجابة الطارئة والمتكاملة لتغذية الأطفال، حيث يستهدف الأطفال بين 6-59 شهراً، والأمهات الحوامل والمرضعات في محافظات الحديدة، عمران، وصعدة. موضحا بان التدخل يهدف إلى التقليل من الوفيات والإصابة بالأمراض المتعلقة بسوء التغذية لدى الفئات المستهدفة.

وتنفذ منظمة الإغاثة الإسلامية كما يقول جاكسون مشروع تدخل المعالجة المجتمعية لسوء التغذية الحادبدعم من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأغذية العالمي، ويتم بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية. وهو يستهدف 19591 طفل إلى جانب 6136 من الأمهات الحوامل والمرضعات في 70 مركزاً صحياً في الثلاث المحافظات.

خلال هذا المشروع بحسب مسئولي المنظمةفقد تم تأهيل 50 عامل صحي، و 50 متطوع صحي وتوفير الحوافز لهم بشكل شهري. إلى جانب توفير الأدوية الضرورية، الاحتياجات الطبية، أو حتى الأثاث لتفعيل عمل هذه المراكز الصحية لضمان نجاح المعالجة المجتمعية لسوء التغذية الحاد. كما قامت المنظمة بتوزيع الأغذية الخاصة بسوء التغذية عند الأطفال في هذه المراكز.

ويقول ممثل منظمة الإغاثة الإسلامية المقيم في اليمن بان المنظمة تهتم بتدريب العاملين والمتطوعين الصحيين على أساسيات المعالجة المجتمعية لسوء التغذية الحاد، كذلك على أهمية تغذية الرضع وصغار الأطفال. ووضعت المنظمة بالشراكة مع وزارة الصحة آلية لمتابعة عمل هذه المراكز الصحية وذلك بالإشراف المباشر ورفع التقارير كل شهرين لضمان فاعلية المشروع واستفادة المستهدفين بأفضل درجة ممكنة.

مشاريع انسانيةمتنوعة

ويقول مسئولو منظمة الاغاثة الاسلامية في اليمن بان من اهم المشاريع التي تنفذها المنظمة في اليمن في ظل هذه الظروف العصيبة التي تعيشها البلاد يتمثل في مشروع توزيع المساعدات الغذائية الطارئة وذلك بدعم من برنامج الأغذية العالمي، حيث يغطي المشروع العديد من المديريات في محافظات: صنعاء، الحديدة، ذمار، مأرب، ريمة، وعمران. تحتوي المساعدات على سلات غذائية متكاملة تغطي السلة الواحدة الاحتياجات الأساسية لأسرة مكونة من 6 أفراد لمدة شهر كامل. حيث يستفيد من هذا المشروع أكثر من 200,000 ألف أسرة، أي حوالي 1,200,000 فرد في الست المحافظات.

وكذلك مشروع تعزيز الصمود في الريف اليمني (النقد مقابل العمل)الذي يتم تنفيذه بدعم من الاتحاد الأوربي وإشراف من قبل برنامج الأغذية العالمي، وهو عبارة عن مشروع تنموي يتم تنفيذه في مديريتي زبيد وبيت الفقيه في محافظة الحديدة. ويهتم هذا المشروع برصف وتوسعة الطرق الريفية، إنشاء خزانات المياه، تأهيل الحواجز المائية والآبار، استصلاح الأراضي الزراعية، تأهيل قنوات الري وشبكات المياه، وتحسين الوضع البيئي بعمل حمامات عامة للمدارس والمساجد وغيره الكثير.

ويتم تنفيذ هذا المشروع على أيدي أهالي المناطق المستهدفة أنفسهم، بإشراف مباشر من قبل الإغاثة الإسلامية، حيث توفر المنظمة جميع احتياجات تنفيذ المشروع من مشرفين، مواد أساسية، ومعدات. وتقوم المنظمة بتوظيف عدد 557 من العمالة من أهالي المناطق المستهدفة لمدة عام كامل، حيث يستفيد الأهالي من مبالغ مالية بقيمة 220 دولاراً للفرد بشكل شهري مقابل العمل في قراهم، بالإضافة إلى تأهيل هذه العمالة وإكسابها مهارات العمل حتى تصبح قادرة على العمل في مشاريع أخرى في السوق المحلية مستقبلاً.

ويشير مسئولو الاغاثةالاسلامية الى ان المنظمةنفذت 36 تدخلاً، منها 8 مشاريع خاصة بالطرق و، 17 مشروع مياه،و 6 مشاريع زراعية، و 5 مشاريع بيئية. الى جانب تنفيذ مشروع تعزيز الصمود في الريف اليمني في 20 قرية في 8 عزل في مديرية زبيد، و 16 قرية في 3 عزل في مديرية بيت الفقيه.

كماقامت المنظمة بتنفيذ مشروع الأمن الغذائي والمياه والإصحاح البيئي في محافظة ريمة حيث استفاد منه أكثر من 28000 فرد منهم أكثر من 13400 طفل. في جانب الغذاء وسبل المعيشة تنوعت المساعدات المقدمة من المنظمة على التدريب الزراعي والحيواني، توزيع البذور والأسمدة، المعدات الزراعية، الأعلاف، والثروة الحيوانية. أما في جانب المياه والإصحاح البيئي، فقد تم صيانة وترميم ثلاثة من مصادر المياه الرئيسية في محافظة ريمة إلى جانب إنشاء مشروع لحصاد مياه الأمطار، وتوزيع 2000 حقيبة صحية أثناء توعية وتدريب المستفيدين على النظافة الشخصية. تنفيذ المشروع أعتمد على آلية النقد مقابل العمل بحيث يتم ضمان استفادة أهالي القرى المنفذ فيها المشاريع الاستفادة القصوى، ليس من خلال المشاريع بذاتها فحسب، وإنما أيضاً من خلال جذبهم كعمالة تقوم بتنفيذ المشاريع في قراهم مقابل حصولهم على منافع مادية. أختتم المشروع بإقامة أربع دورات توعوية عن العنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث شارك فيه أكثر من 80 فرد من النساء والرجال.

كما ان هناك مشروع الدعم النفسي للأطفال المتضررين من الحرب في اليمن، الذي نفذته المنظمة لمدة سبعة أشهر بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وبدعم من منظمة راديو هيلب في السويد، استهدف ما يزيد عن 5800 طالب وطالبة في ثمان مدارس حكومية في كلاً من مديريات سنحان، بني بهلول، وجحانة في محافظة صنعاء.

وخلال فترة المشروع قامت المنظمة بتأهيل وتأثيث ثمانية فصول في المدارس المستهدفة لتشكل مساحات صديقة للأطفال، كما قامت بالتعاقد مع ثمانية مدربين استشاريين متخصصين لإدارة هذه المساحات. حيث تم تنفيد 3072 جلسة حماية ودعم نفسي اجتماعي وترفيهي للطلاب من الصف الأول إلى التاسع. كما تم تدريب 40 معلماً ومعلمة ومدراء مدارس، و 64 من أولياء الأمور على مفاهيم الحماية والدعم النفسي والترفيهي والصحة والنظافة والإسعافات الصحية الأولية، وأنشطة الحد من مخاطر الألغام والأجسام الغريبة.

اصرا رغم الصعوبات

إزاء هذا الوضع الكارثي الإنساني، والحاجة الملحة والمتصاعدة، تجد منظمة الإغاثة الإسلامية  نفسها كما يقول مسؤلوها نفسها في مواجهة مفتوحة مع الكارثة وتداعياتها، تسخر في هذا جل قدراتها وإمكاناتها، مستنفرة كل ما تستطيعه من قدرات  وإمكانيات وطاقات في محاولة لتخفيف آلام الملايين، وسد احتياجاتهم ومساعدتهم على تجاوز المحنة، التي نسأل الله أن تنزاح قريباً، وأن تتكاتف كل الجهود المحلية والدولية للانتصار على أعراضها وآثارها في كل مجالات حياة الإنسان اليمني.

قد يعجبك ايضا