المؤتمر القومي العربي الــ 28 يدين العدوان السعودي على اليمن ويؤكد رفضه للنزعات الانفصالية والمذهبية والمناطقية

> أكد رفضه لكل مشاريع التقسيم والتفتيت والتمسك بوحدة الدولة الوطنية

الثورة/
أكد المشاركون في المؤتمر القومي العربي الــ 28 على وحدة اليمن وعروبته واستقلاله ويرفض النزعات الانفصالية والمذهبية والمناطقية معبرا عن إدانته للعدوان الذي تقوده السعودية على اليمن وجرائمه المتمثلة بالقصف والقتل والتهجير والحصار والتجويع وانتهاك حقوق الإنسان وتدمير مخزونه الثقافي والحضاري، ويدعو فورا إلى وقف هذا العدوان بكل أشكاله.
ودعا المشاركون في المؤتمر في بيانهم الختامي إلى حل سياسي يقوم على الحوار بين مكوناته الوطنية دون إقصاء أو تهميش أو وصاية خارجية، محذرين من خطر المجاعة وانتشار وباء الكوليرا وذلك بسبب الحصار، محملين قوى العدوان على اليمن والمجتمع الدولي مسؤولية في ارتكاب جريمة بحق الإنسانية.
كما دان  المؤتمرون التدخل الأمريكي في الشأن اليمني ومحاولة وضع اليد عليه وإقامة القواعد العسكرية فيه ودعم العدوان عليه.
هنا نص  البيان ….
انعقدت الدورة الثامنة والعشرون للمؤتمر القومي العربي يومي 12 و13 مايو 2017م وعشية الذكرى التاسعة والستين لنكبة فلسطين ومائة عام على وعد بلفور والذكرى السابعة عشرة لتحرير لبنان، بمشاركة 250 عضواً وضيفاً وإعلامياً، ناقش المجتمعون خلالها أوضاع الأمة العربية في ظل مشهد معقّد دوليا وإقليميا وعربيا تناولته ورقة سياسية شاملة قدّمها الأمين العام للمؤتمر القومي العربي د. زياد حافظ، تحدوهم في ذلك المصلحة العليا للأمة ومستقبلها، في وجه الإخطار التي تحدق بها تمزيقا وتفتيتا وقتلا وتهجيرا واحتلالا ومصادرة للثروات. أخطار، رأى المؤتمرون، انه لا يمكن التصدّي لها إلا بالتمسك بالانتماء القومي العربي الحضاري الجامع الذي يرفض أي تمييز أو تهميش أو إقصاء على أساس ديني أو عرقي، مع التمييز الأكيد بين الانتماء للعروبة كهويّة وبين الانتساب للأنظمة بظرف الواقع.
إن المؤتمر، وفي ظروف بلورة نظام عالمي جديد تتراجع فيه قوى وتنهض فيه قوى أخرى، يشدد على وجوب أن تملأ الأمة العربية موقعها في هذا النظام، بما تؤهلها له جغرافيتها السياسية ومواردها الروحية والمادية، لتكون ركنا فيه وليست أداة في أحلاف يقودها أعداؤها المتمثلون بالصهيونية والإمبريالية وعملاؤهما.
وعلى ضوء ذلك أكد المؤتمرون على ما يلي:
أولاً: في القضية الفلسطينية:
يحذّر المؤتمر بشكل مفصّل من المخاطر التي تهدّد القضية الفلسطينية ومن إيجاد تحالفات عربية إسلامية صهيونية للتطبيع مع العدو ولتصفية القضية وضرب المقاومة فيما يؤكّد شعب فلسطين بمقاومته وانتفاضاته المتتالية أن قضيّته عصّية على التقويض.  ولذلك يؤكّد المؤتمر ما  يلي:
1 – إن فلسطين، من البحر إلى النهر، جزء لا يتجزأ من الوطن العربي غير قابل للتصرف، من قبل أيه جهة وفي أي ظرف، وأن حق العودة لجميع الفلسطينيين حق مقدّس غير قابل للتفاوض.
2 – رفض أي نوع من أنواع التطبيع مع العدو الصهيوني، أو التنسيق، أو عقد الاتفاقات معه، ودعم كل مبادرات مقاطعة العدو عربيا وعالميا.
3 – إن فلسطين بالاحتلال كلها أسيرة، والانتفاضة الثالثة للشعب الفلسطيني بما فيها انتفاضة الأسرى الراهنة هي تجسيد لإرادة الأمة في المقاومة، وانتصارها انتصار للأمة مما يستدعي أوسع تحرّك شعبي عربي وعالمي على كافة المستويات لمساندتها.
4 – يوجّه المؤتمر التحيّة للأسرى وعوائلهم ويقف متضامنا معهم وينوّه بالوحدة في معركة الإضراب ويدعو إلى تصعيد المساندة لهم إلى درجة إعلان العصيان المدني.
5 – يدعو المؤتمر إلى مواجهة جرائم العدو في الاستيطان والتهويد في فلسطين بعامة وعاصمتها القدس بخاصة والتصدّي لمحاولات الإجهاز على المقدّسات الإسلامية والمسيحية في القدس وعموم فلسطين.
6 – إن تحرير فلسطين هي قضية العرب والمسلمين وأحرار العالم ولا يتم إلا بالقوة، وبالتالي فإن المقاومة بكافة أشكالها وفي مقدمّتها المقاومة المسلّحة هي الخيار الاستراتيجي الوحيد للتحرير.
7 – إن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود لا صراع حدود، ولا يقبل اي نوع من الحلول التسوية.
8 – يدعو المؤتمر إلى رفع الحصار عن قطاع غزّة وإلى دعم مقاومته وصموده.
ثانيا: في العدوان الخارجي على الأمة والأحلاف الأجنبية
1 – يرفض المؤتمر كل مشاريع الأحلاف الأجنبية الهادفة إلى تمزيق الأمة وتقسيمها، ووضع اليد على قرارها وسلب إرادتها وثرواتها وصرف نضالها عن البوصلة الحقيقية التي هي فلسطين وعن مواجهة العدو الحقيقي.
2 – يرفض المؤتمر اية صيغة من صيغ الأحلاف الإقليمية والدولية التي يكون العدو الصهيوني جزءا منها، ويدعو إلى مواجهتها بالوسائل كافة.
3 -يميّز المؤتمر بدقة في العلاقات الإقليمية والدولية بين من يخدم مصلحة الأمة العربية ومن يعاديها، انطلاقا من معيار أساسي ومركزي هو الموقف من القضية الفلسطينية.
ثالثا: في المخاطر التي تهدد الأمة
1 – يدعو المؤتمر إلى مواجهة التعصب الطائفي والتمييز المذهبي، ونزع فتيل التطاحن والانقسام بين مكونات الأمة سواء على أساس ديني أو عرقي أو اثني.
2 – ينبّه المؤتمر من محاولات قوى أجنبية وصهيونية من زرع الفتنة بين الإخوة في المغرب العربي عبر إثارة النزعة الانفصالية في وجه وحدة المغرب الكبير وعروبته.
3 – يرفض المؤتمر كل مشاريع التقسيم وتفتيت الوطن العربي، في اية صيغة كانت ومن اية جهة أتت، ويؤكد على التمسك بوحدة الدولة الوطنية وعروبتها، ويدعو إلى تطوير أنظمة الحكم فيها بما يحفظ للمواطن حقوقه السياسية والمدنية بوسائل ديمقراطية تقيم دولة العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وتحفظ السيادة والاستقلال، وتمهد للتكامل العربي نحو إقامة الدولة العربية الموحدة.
4 – يدعو المؤتمر إلى مواجهة كل أشكال التطرف والغلو والتعصب والتكفير، ويدين كل من يغذّي هذه الظواهر فكرا وممارسة.
5 – يدعو المؤتمر إلى مقاومة الغزو الثقافي والفكري الأجنبي وإلى الحفاظ على اللغة العربية عبر تعميم استخدامها والحرص على سلامتها وغرس الاعتزاز بها رسميا وشعبيا.
رابعا: في الساحات الساخنة
يواجه الوطن العربي بشكل عام، وفي كل من سورية واليمن والعراق وليبيا، بشكل خاص، فتنا ونزاعات وصراعات مسلحة وحروبا بالوكالة، تهدف الى هدم البلدان وتفتيتها وتدمير جيوشها وبناها وإعادة تركيبها بعد تغيير هويتها العربية بما يخدم المصالح الصهيونية والأجنبية. وبناء عليه يرى المؤتمر ما يلي:
أ – في سورية:
1 – يؤكد المؤتمر على وحدة سورية وعروبتها وخيارها الاستراتيجي ودورها في مقاومة العدوان الصهيوني والتصدي لمشاريعه وأدواته ما جعل سورية أرضا وشعبا وجيشا وقيادة مستهدفة من قبل دول العدوان الكوني عليها.
2 – يرفض المؤتمر أي مشروع، صريح أو مقنع، يؤدّي إلى تفتيت الدولة المركزية الموحدة أو النيل منها، ويعتبر أن مشاريع ما يُسمّى بالمناطق الآمنة والحظر الجوي هي اعتداء سافر على سيادة البلاد. كما يحذر المؤتمر من الانحراف في مفهوم مناطق تخفيض التصعيد إلى مناطق آمنة تمس بوحدة سورية.
3 – يدين المؤتمر الإرهاب الذي تمارسه قوى التطرف والتكفير، والتحضيرات والحشود الأجنبية في الجوار السوري التي تستهدف المس بوحدة أراضيها وسيادتها، ويحيي صمود سورية شعبا وجيشا وقيادة في مواجهتها.
4 – يؤكد المؤتمر على أن الخروج من الأزمة السورية الناتجة عن دخول إلى سورية حوالي 365 ألف عنصر من جماعات التعصّب والغلو والتوحّش يرتكز أولا على الحل السياسي الوطني بحوار سوري -سوري يلتزم بوحدة وعروبة سورية واستقلالها وسيادتها وحقوق مواطنيها في المساواة والعدالة والإصلاح والتطوير، وثانيا على أن يتم إيقاف كل أشكال الدعم الإقليمي والدولي لجماعات الإرهاب.
5 – يدعو المؤتمر إلى إلغاء كل أشكال الحصار والعقوبات على سورية لا سيّما تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية التي باتت مظلّة لكل المشاريع المعادية للأمة.
ب: في العراق:
1 – يؤكد المؤتمر على وحدة العراق وعروبته واستقلاله ويرفض التدخلات الأجنبية وعلى رأسها التدخل الأمريكي ومشاريع الفتنة والتفتيت والانفصال.
2 – يدعم المؤتمر ما يقوم به العراق في مواجهة الإرهاب والعدوان الخارجي ويرفض إقامة القواعد العسكرية الأطلسية على أراضيه.
3 – يدعو المؤتمر إلى حل سياسي عراقي – عراقي يقوم على الحوار بين كافة المكوّنات السياسية والمجتمعية يؤدي إلى إقامة الدولة الوطنية المدنية ويرفض كل أشكال المحاصصة الطائفية والإقصاء والاجتثاث والتهميش.
ج: في اليمن:
1 – يؤكد المؤتمر على وحدة اليمن وعروبته واستقلاله ويرفض النزعات الانفصالية والمذهبية والمناطقية.
2 – يدعو المؤتمر إلى حل سياسي يقوم على الحوار بين مكوناته الوطنية دون إقصاء أو تهميش أو وصاية خارجية.
3 – يدين المؤتمر العدوان على اليمن وجرائمه المتمثلة بالقصف والقتل والتهجير والحصار والتجويع وانتهاك حقوق الإنسان وتدمير مخزونه الثقافي والحضاري، ويدعو فورا إلى وقف هذا العدوان بكل أشكاله.
4 – يحذّر المؤتمر من خطر المجاعة وانتشار وباء الكوليرا وذلك بسبب الحصار ويحمّل قوى العدوان على اليمن والمجتمع الدولي مسؤولية في ارتكاب جريمة بحق الإنسانية.
5 – يدين المؤتمر التدخل الأمريكي في الشأن اليمني ومحاولة وضع اليد عليه وإقامة القواعد العسكرية فيه ودعم العدوان عليه.
د: في ليبيا
1 – يؤكد المؤتمر على وحدة ليبيا وعروبتها واستقلالها ويرفض النزعات الانفصالية والمناطقية والقبلية.
2 – يعتبر المؤتمر أن تدمير ليبيا بقوات أطلسية مؤامرة يستهدف الأمن القومي العربي بدءا من مصر والمغرب العربي الكبير وصولا إلى كل أرجاء الوطن. ويدين كل من ساهم في ذلك وكل من يمده بوسائل الاستمرار.
3 – يدعو المؤتمر إلى حل سياسي في ليبيا يقوم على الحوار بين مكوناتها الوطنية يعيد بناء الدولة التي أجهز عليها العدوان الأطلسي بمساعدة من بعض الأنظمة العربية والإقليمية.
هـ: في البحرين:
يدعو المؤتمر إلى حل سياسي في البحرين يقوم على أساس المواطنة والعدالة والمساواة ويرفض كل أشكال التمييز والقمع وإسقاط الجنسية والمحاكمات الصورية والتدخل الأجنبي ويؤكّد على عروبة البحرين ويدعو إلى حوار وطني متوازن بين مكوّناته.
و: في مصر
1 – يدين المؤتمر كافة محاولات جماعات التعصّب والغلو والتوحّش ومن يدعمهم إقليميا ودوليا لضرب وحدة مصر ونسيجها الاجتماعي عبر استمرار عمليات العنف التي تستهدف العيش المشترك بالفتن الطائفية والاعتداءات على الكنائس كما يدين استهداف مؤسسات الدولة من قوى الأمن والجيش وأمن المواطنين.
2 – يدعو المؤتمر إلى حوار جاد مع كافة مكوّنات المجتمع الوطني لترسيخ الأمن والاستقرار.
3 -يعتبر المؤتمر أن استئناف جمهورية مصر العربية لدورها العربي والمساهمة في انتشال النظام العربي من الانقسامات لا يستقيم مع دخولها طرفا في محاور عربية متصارعة.
ز: في المغرب الكبير
1 – ينبّه المؤتمر إلى محاولات قوى أجنبية وصهيونية في زرع الفتنة بين الأخوة في المغرب العربي عبر إثارة النزعة الانفصالية في وجه وحدة المغرب العربي وعروبته الجامعة.
2 – يدعو المؤتمر إلى تفعيل اتحاد المغرب العربي وإيجاد حلّ عربي لقضية الصحراء الغربية
خامساً: ناقش المؤتمرون أوراقاً سلطت الضوء على التحوّلات الدولية والإقليمية والعربية وعلى بنود المشروع النهضوي العربي، وأكدّوا فيها على الوحدة العربية، والديمقراطية، والاستقلال الوطني والقومي، والتنمية المستقلة، والعدالة الاجتماعية، والتجدد الحضارة.
سادسا: في التعاطي الرسمي مع المؤتمر
إن المؤتمر بوصفه مؤسسة شعبية عربية مستقلة يؤكد على:
1 – حق أعضائه في الانتقال والتعبير بحرية كاملة.
2 – رفض قيام بعض الحكومات والأنظمة العربية بالتضييق على أعضائه ومنعهم من المشاركة في أعمال المؤتمر.
3 – استنكاره لما تمارسه بعض الجهات والوسائل الإعلامية من حصار عليه.
4 – شكره لكل من يؤازره ويسانده بدون أي تدخل.
الخاتمة:
إن الأمة العربية سبق لها أن واجهت أشكال العدوان والاحتلال وأسقطت الأحلاف، وهي قادرة بإرادة أبنائها على مواجهة الأخطار الراهنة وتحويل التهديدات إلى فرص، يؤكد على ذلك قدرة المقاومة التي فرضت على العدو الصهيوني التحول من الاستراتيجية الهجومية إلى الاستراتيجية الدفاعية عبر بناء جدران عازلة لن تحميه بالتأكيد.

قد يعجبك ايضا