الجرحى المكرمون: الإعاقة لن تثنينا عن مواصلة مشوارنا الجهادي في جبهات العزة والكرامة

*تكريم 500 من جرحى العدوان في مختلف المحافظات
*استمرار العدوان والحصار وتضرر القطاع الصحي من أكبر الصعوبات التي تواجه المؤسسات المعنية برعاية الجرحى

لقاءات / اسماء حيدر البزاز
في ظل التكريم الحكومي والمجتمع لجرحى العدوان نظمت المؤسسة الصحية للرعاية والتنمية للجرحى حفلا تكريميا لـ 500 جريح قدموا من مختلف محافظات الجمهورية ، أجرت (الثورة) لقاءات مع عدد منهم والذين لم تعقهم جراحهم وإعاقاتهم عن مواصلة مشوارهم النضالي في جبهات العزة والكرامة حتى تحقيق النصر أو الشهادة.. إلى التفاصيل:
الجريح صدام العسرة – من محافظة عمران، أصيب في جبهة نهم ، اثر غارة جوية لطيران العدوان السعودي استهدفت المنطقة ، اصيب صدام في رجله اليمنى وكتفه الايمن الامر الذي سبب له إعاقة إلا أن عزيمته على مواصلة النضال والجهاد لاتزال تنبض في خافقيه ،، حيث يقول لنا صدام: منذ شهر اصبت باعاقة نتيجة تلك الغارة الا ان ذلك لن يثنيني فأنا منذ بدء العدوان على بلادنا لم اتخلف لحظة واحدة عن مشوار الجهاد وفي مختلف الجبهات ، ومع هذا لن نخضع او نكل او نمل وسنواصل ما بدأناه اما ان ننتصر او نموت شهداء
الجريح نجران دهاق – مصاب بساقه الايسر اصيب جراء صده للزحف في جبل ملح يقول اصابتي هذه لم تزذني الا اصرارا لمحاربة كل عميل ومرتزق ، فانا مجاهد منذ عام 2014 وفي سبيل ذلك اصبنا وجرحنا وكبرنا على الجراح في سبيل الله والوطن وفي سبيل هذه المسيرة القرآنية سنبذل أرواحنا حتى يمكننا الله من النصر على من عادانا. .
بذل وعطاء
الجريح محمد علي الاسعد ،من محافظة حجة، أصيب في منطقة ميدي أثناء صده لزحف الغزاة والمرتزقة الامر الذي جعله معاقا اعاقة كاملة لا يقوى على الحركة ، هذا البطل الجريح رغم صغر سنه الا انه ضرب أروع الامثلة في البذل والعطاء في سبيل الدفاع عن الارض والعرض ، منظمات دعمته بكرسي متحرك وبعض الأجهزة الطبية الا انه يستحق الرعاية والاهتمام الحكومي والمجتمعي الكبير امام عظمة تضحياته. .
الجريح المعاق محمد سعيد من مديرية همدان محافظة صنعاء ، يثني على الجهات الحكومية والخاصة التي تعني وتهتم بالجرحى ومعاناتهم ورعايتهم ، ورغم اعاقته لم يستسلم فهو الان في مرحلة الشفاء حتى يعود لميدان العزة والشرف مدافعا عن ارضه لا يريد من هذه الحياة شيئا.
وقال سعيد: لقد بعنا من الله انفسنا ونعاهد الله وقائد المسيرة اننا على درب العزة سائرون.
ظروف مأساوية
من جهته أوضح لنا رئيس المؤسسة الصحية للرعاية والتنمية الأخ عبدالوهاب الحوثي انه نظرا لما يعانيه الجرحى والمعاقون من ظروف صعبة بالغة الخطورة جراء انقطاع خدمات الرعاية وافتقارهم الى ابسط الاحتياجات الانسانية فقد عملت المؤسسة على المساهمة الفاعلة لتقديم الرعاية الصحية والانسانية المتكاملة للكثير من هذه الفئات من خلال مشاريع وبرامج انسانية تلبي معظم احتياجاتهم.
ويضيف: حيث عملنا على استيعاب الكثير منهم وقدمت لهم خدمات الرعاية الصحية المتخصصة وتوفير الاحتياجات الانسانية من الغذاء والملبس والادوات الشخصية الاخرى وتقديم معونات مالية ورعاية أسرهم.
ويؤكد الحوثي أن المؤسسة تقوم باستيعاب الجرحى بعد خروجهم من المستشفيات في مراكز الرعاية الصحية الخاصة بالمؤسسة وكذلك متابعة من تم خروجهم الى منازلهم والذين لايزالون بحاجة ماسة لمتابعة حالاتهم وتقديم الرعاية المتكاملة لهم واعادة تأهيلهم والعمل على دمجهم في المجتمع، واحداث تنمية شاملة للجرحى والمعاقين وتعزيز الوعي العام بالمكانة الكريمة للجرحى والمعاقين لإثبات حقهم القانوني رسميا وشعبيا ، اضف الى ذلك رعاية اسر الجرحى وتوفير الخدمات اللازمة لهم وتبني المهارات والقدرات والابداعات لدى الجرحى وتنميتها والعمل على اعدادها تربويا ومهنيا وعلى خلق أجواء وأماكن مناسبة لاستيعابها بالتعاون مع الجهات المختصة.
دعم حكومي
اللواء جلال الرويشان – نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، أكد لنا على اهمية الدعم الحكومي لدعم اي جهة مؤسسية تعنى بالرعاية والاهتمام بالجرحى ، ومنها المؤسسة الصحية للرعاية والتنمية ، بالتنسيق مع وزارة المالية لتحديد المساعدات المادية للمؤسسة ، داعيا المجتمع الدولي والامم المتحدة لفتح مطار صنعاء الدولي لنقل الجرحى للعلاج في الخارج باعتبار ذلك حقاً تكفله مختلف القوانين والشرائع والاعراف ، ومشيدا بالدور البطولي العظيم الذي قدمه الجرحى والذين هم رغم جراحهم وآلامهم متأهبون للعودة الى جبهات العزة والكرامة لمواصلة مشوارهم البطولي والجهادي، موضحا أنه وتقديرا لنضالاتهم فإن الحكومة ستقف معهم وترعاهم عرفانا بجسامة وجسارة التضحيات التي قدموها. .
صمود اسطوري
من جانبه أوضح وكيل وزارة الصحة الدكتور ناصر العرجلي انه لولا تضحيات هؤلاء الجرحى لما صمد شعبنا اليمني العظيم هذه السنين من حرب ودمار وعدوان استهدف كل شيء حتى دور الرعاية والصحة ومنع الادوية والمستلزمات الطبية من دخول البلاد لانقاذ الجرحى ، وهنا يأتي الدور الحكومي الواجب تجاه جرحانا في توفير كافة أنواع الرعاية الصحية الممكنة للتخفيف من معاناتهم واعانتهم على مواصلة حياتهم المعيشية والصحية والمهنية.
استمرار العدوان
قاسم الحمران – رئيس مؤسسة الجرحى اوضح ان استمرار العدوان والحصار وتضرر القطاع الصحي والخدمات الطبية في اليمن من أكبر الصعوبات التي تواجه المؤسسات المعنية برعاية الجرحى والذي يؤدي الى تزايد في أعداد الجرحى وعدم القدرة على نقل الحالات الحرجة الى الخارج بالاضافة الى الحصار المفروض على البلاد أدى الى نقص حاد في الادوية والمحاليل الطيبة وجعل المؤسسة غير قادرة على إرسال الحالات الحرجة الى الخارج بسبب إغلاق المطار ، ايضا بعض العمليات الجراحية باهظة الثمن مثل عمليات جراحة الوجه والفكين التي تشكل عائقاً أمام المؤسسة حيث لا تستطيع المؤسسة تحمل نفقاتها كاملة. ايضا صيانة الأجهزة الطبية وخاصة المرتبطة بالشركات الأجنبية تزيد الوضع سوءاً فعندما يتعطل أي جهاز يبقى لأشهر عديدة أو سنوات دون صيانة وأغلب الأجهزة أصبحت خارج الخدمة..

تصوير/ عادل حويس

قد يعجبك ايضا