سفيان بن مجيب الثمالي .. فاتح طرابلس وأمير بعلبك

عرض/ هاشم السريحي
jshashem@gmail.com

هو الصحابي الأمير الفاتح سفيان بن مجيب الثمالي الأزدي، وثمالة بطن من الأزد، أزد السراة، بمنطقة السروات بأعالي اليمن، ومنها انطلق سفيان بن مجيب الثمالي وعبدالله بن قرط الثمالي وغيرهما من رجالات ثمالة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنين برسالته ومبايعين، وأخذ كل منهم مكانه في موكب رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وجاء في كتاب الجامع: “سفيان بن مجيب الأزدي: صحابي، شهد مع النبي عليه الصلاة والسلام حجة الوداع”، وقد شهد سفيان بن مجيب موقعة اليرموك وافتتاح دمشق وحمص والسواحل في ولاية أبي عبيدة بن الجراح، وقد تم افتتاح سواحل دمشق سوى طرابلس وذلك لقوة الروم فيها.
وقد كان فتح طرابلس حدثاً تاريخياً هاماً حيث كما جاء في فتوح البلدان: (لما استخلف عثمان وولى معاوية بلاد الشام، وجه معاوية سفيان بن مجيب الأزدي إلى طرابلس وهي ثلاثة مدن مجتمعة).
فبنى سفيان في مرج على أميال منها حصناً، سمي حصن سفيان، وقطع المادة على أهلها من البحر وغيره، وحاصرهم، وكان يبيت كل ليلة في حصنه ويحصن المسلمين فيه ثم يغدو على العدو، فلما اشتد عليهم الحصار اجتمعوا في أحد الحصون -المدن- الثلاثة، وكتبوا إلى ملك الروم يسألونه أن يمدهم أو يبعث إليهم بمراكب يهربون فيها، فوجه إليهم ملك الروم بمراكب كثيرة، فركبوها ليلاً وهربوا، فلما أصبح سفيان -وكان يبيت كل ليلة في حصنه ثم يغدو على العدو- وجد الحصن الذي كانوا فيه خالياً، فدخله.. وهو الذي فيها الميناء اليوم وبذلك تم فتح طرابلس عام 24 هجرية.
وقد أدى فتح سفيان بن مجيب لطرابلس إلى تأمين سائر حصون ومدن السواحل وتم ترتيبها بالحاميات والمقاتلين وإقطاعهم القطائع، وتوطدت دعائم فجر العصر العربي الإسلامي في تلك الربوع، وتم اتخاذ مدينة بعلبك عاصمة إدارية وتولاها وأقام فيها سفيان بن مجيب، فكان أول أمير لبعلبك وأعمالها في الإسلام ومكث أميراً عليها منذ ما بعد فتح طرابلس سنة 24 هجرية إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى سنة 53 هجرية.

* من كتاب يمانيون في موكب الرسول
للباحث محمد حسين الفرح

قد يعجبك ايضا