قطب العباد سيدي أحمد عُباد.. الحلقة الأخيرة

إعداد/عدنان أحمد الجنيد *
مؤلفاته:
رغم انشغاله بالعبادة ودوام الطاعة, وأدائه لأوراده, واستقباله لوارداته, وبتعليمه دروس العلم لمريديه وطلابه وأحبابه, وإصلاحه بين الناس ـ(فقد كان شيخاً ومصلحاً لجميع القبائل التي سكن بين ظهرانيهم أثناء تنقله في البلاد واستقراره بـِ أنبيان)ـ, وسيعه الدائم في منفعة العباد وو…إلخ
إلا أن هذه الأمور لم تمنعه عن الكتابة والتأليف, فألف كتباً ينتفع بها مريدوه ومحبوه..
فمن مؤلفاته : “تاج الفلاح لأهل الصدق والصلاح ” وكتاب في المولد النبوي الشريف الموسوم بــ “شفاء الروح وبلسم القلب المجروح في ميلاد النبي المصطفى الممدوح”
وله قصائد منها باللغة العامية, ومنها بالفصيح يطرب لسماعها أهل الأذواق وتتراقص لنغماتها أرواح أهل الأشواق كقوله :
أنتُمُ في الكونِ شغلي حبكم فرضي ونفلي
دُكَّ طوري بالتجلي ففنا جزئي وكلي
وبموتي وحياتي وبفصلي صح وصلي
مراثيه:
لقد رثاه الكثير من أهل العلم فمنهم الشيخ العارف بالله السيد أحمد إبراهيم الطيب بقصيدة نقتطف منها هذه الأبيات.
رحل الأحبة ثم عزَّ المطمعُ إن الحياة بعدهم لا تنفعُ
والنار في الأحشاء هاج لهيبها والقلب عند لهيبها يتقطعُ
ولقد بكيت دماً وعزَّ مدامعي فكأن عقلي مُسَّهدٌ ومُضيَّعُ

من فرقة الشيخ المعظم قدره أحمد عفيف الدين نعم الأروعُ
كم أظلمتْ من بعده من أنجمٍ والبدر غاب بنوره لا يطلعُ
إلى آخر قصيدة الكريمة
وفاته ـ قدس الله سره ـ
وبعد حياة حافلة بالعطاء والخير, انتقلت روحه الطاهرة إلى جوار باريها حيث كانت وفاته في يوم السبت 12 ربيع أول 1337هــ في قرية أنبيان مديرية المسراخ(محافظة تعز الجمهورية اليمنية) وبُنيتْ على ضريحه قبةٌ عظيمة يعلوها البهاء والنور, وتمَّ بناء مسجد بجانبها.
هذا ولقد قام بالأمر بعد وفاة سيدي أحمد عباد ولده الأمين ,وكان أميناً حقاً وبلغ درجة كبيرة في العلم الرباني ونطقت لسانه بالحكمة وجوارحه في خالص الخدمة وكان له من الأتباع والمحبين الكثير حتى توفاه الله ودفن إلى جوار والده.
وقام بالرباط بعده ولده السيد عباس وقد طعن في السن فقام أولاده الأنجاب أشبال الرجال ـ محمود وهاشم ومشرف وأمين ـ وكلهم سادة وقادة ومصدر خير وإفادة وفقهم الله إلى كل خير
قلتُ: وأما الذي يقوم بإحياء حوليَّة سيدي أحمد عباد ـ من حيث تمويلها ودعمها ـ هو الشيخ جمال محمد هاشم وهو أحد أحفاد سيدي أحمد عباد, والحوليَّة تُقام في 12 ربيع أول من كل عام ويأتي المحبون من كل فج وصوب, فيتناولون وجبة الغداء والعشاء عند أحفاد سيدي أحمد عباد, فتتجلى فتوته بأولاده وبأهل وداده فيرحبون بالزائرين, ويكرمون الواصلين, وتزدحم القبة والمسجد بالزائرين عصراً وليلاً فيؤدون الأذكار, والصلاة على النبي المختار, وتُلقى المحاضرات والقصائد النبوية والمدائح المصطفوية, ويستمد الحاضرون من نفحات سيدي أحمد عباد وتُسكر من خندريسه كل روح حاضرة وفؤاد
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله حق قدره ومقداره.

#المركز_الإعلامي_لملتقى_التصوف_الإسلامي

قد يعجبك ايضا