أبناء الجنوب.. من أكذوبة التحرير إلى حقائق الاحتلال

 

أبو غريب في عدن وجوانتانامو في المكلا.. ما أشبه الليلة بالبارحة
منظمات حقوقية دولية:
جرائم كبيرة يجب التحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها
تقرير / مصطفى المنتصر
في الوقت الذي لازال بعض المرتزقة يسوقون فكرة تحرير الجنوب والتي صاغتها قوى الغزو والاحتلال ..صعدت للسطح حقيقة تلك الأكاذيب والادعاءات الباطلة بشرعية التواجد الأجنبي في الأراضي اليمنية والتي لولا وجود نفوس دنيئة مهدت لهم المضي نحو تفريغ الجنوب من مخزونه الحضاري والتاريخي واستبداله بأفكاره تدميرية عبثية تنال من امن وكرامة المواطن الجنوبي .
كما فعلت أمريكا في عدوانها على العراق تطبق قوات الاحتلال الإماراتي ذلك السيناريو الإجرامي بإنشائها معتقلات وسجون سرية وبإشراف أمريكي لتعزيز نفوذها وتوسيع احتلالها للمحافظات والمدن الجنوبية مستخدمة بذلك طرق وأساليب وحشية تشبه تلك التي استخدمها الأمريكان مع السجناء العراقيين .
تتفق معظم المنظمات الحقوقية على أن قضية المعتقلين في سجون الاحتلال الإماراتي انتهاك بارز لحقوق الإنسان، كما لا تتوفر معلومات دقيقة عن أعدادهم أو أوضاعهم الإنسانية أو مصيرهم.
منظمة “هيومن رايتس ووتش” كشفت في تقرير لها في الـ 22 من يونيو الماضي عن وجود سجون سرية تشرف عليها قوات الاحتلال ألإمارتي في جنوب اليمن ويمارس فيها أصناف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي بعد عمليات اعتقال قسري وإخفاء تعسفي لمئات المواطنين دون وجود أي مسوغ قانوني .
وأورد المنظمة في تقريرها أماكن تواجد السجون التي أنشأتها قوات الاحتلال الإماراتي في كل من عدن وحضرموت الخاضعتين للاحتلال الأمريكي الإماراتي محذرة من أن القوات الإماراتية تدير مراكز احتجاز غير رسمية وأن المسؤولين على تلك امروا باحتجاز الأشخاص رغم صدور أوامر بإطلاق سراحهم .
فيما وثقت تقارير حقوقية أخرى وجود ثمانية معتقلات في عدن منها منها معتقل خور مكسر، ومعتقل معسكر العشرين في منطقة كريتر ، ومعتقل معسكر الحزام الأمني في منطقة البريقة ، ومعتقل بير أحمد وهو مزرعة استؤجرت لإقامة سجن فيها، ومعتقل معسكر الإنشاءات (معسكر الإسناد والدعم) ، ومعتقل في منطقة البريقة، ومعتقل في قرية الظلمات.
كما رصدت المنظمة معتقلات أخرى في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرق اليمن والتي يشرف عليها عسكريون تابعون لقوات الاحتلال الإماراتي وتمارس فيها أنواعاً مروعة من الانتهاكات التي وثقتها المنظمة. وأهم هذه المعتقلات معتقل الريان، ويقع داخل مطار الريان ، ومعتقل ميناء الضبة، ومعتقل ربوة في مديرية المكلا، ومعتقل القصر الجمهوري، ومعتقل غيل بن يمين، ومعتقل جزيرة سقطرى، وهو سجن أنشئ حديثا في جزيرة سقطرى.
وبحسب منظمة هيومين رايتس فإن قوات الاحتلال الإماراتي قد قامت بنقل محتجزين إلى خارج اليمن وتحديدا إلى قاعدة عسكرية إماراتية في اريتريا وان الولايات المتحدة الأمريكية متورطة في هذه الانتهاكات التي ترتكبها الإمارات وبتواجد قيادات عسكرية .
منظمة العفو الدولية من جانبها طالبت بإجراء تحقيق دولي عاجل في دور الإمارات في تأسيس شبكات تعذيب في اليمن , وأكدت مديرة البحوث في منظمة العفو الدولية أن الآلاف من اليمنيين اختفوا في شبكات السجون السرية وان الإخفاء القسري والتعذيب جرائم يعاقب عليها القانون الدولي ,مشددة إلى أن هذه الجرائم يجب التحقيق فيها ومحاسبة المسئولين عنها .
18 معتقلاً سرياً
إلى ذلك ذكر تحقيق استقصائي لوكالة ” أسوشيتد برس” أن قوات الاحتلال ألإمارتي أقامت عدداً من السجون والمعتقلات السرية والتي تديرها قوات يمنية موالية لها ويخضع فيها المعتقلون لصنوف مختلفة من التعذيب.
ووثق التحقيق الذي نشرته الوكالة ما لايقل عن 18 عملية احتجاز سرية جنوب اليمن تشرف عليها قوات الاحتلال الإماراتي وتشرف عليها قوات يمنية مدعومة إماراتيا تطلق على نفسها قوات الحزام الأمني في عدن والنخبة الحضرمية في المكلا وقد أنشئت تلك المعتقلات والسجون السرية داخل قواعد عسكرية وموانئ ومطارات وفلل خاصة وبداخل ملهى ليلي .
في حين تساءل تقرير نشره موقع ديلي بيست الأمريكي عما إذا كانت دولة الإمارات الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية وراء حالات التعذيب واختفاء قسري في اليمن .
ونشر الموقع تحقيق استقصائي نقل فيه شهادات عدد من أقارب مختطفين وناشطين حقوقيين أن رجالاً يرتدون زيا عسكري كانوا يقتحمون البيوت في العام الماضي ويقتادون رجالا ولا يظهر عنهم أي خبر بعد ذلك، رغم محاولات أقاربهم الحثيثة للحصول على معلومات عنهم.
وتذكر الشهادات أن رجالا ينتمون لقوات النخبة التي تتبع دولة الاحتلال الإماراتي يقتادون أشخاصا إلى سجون سرية في مطار الريان جنوبي اليمن، ثم يوضعون في حاويات معدنية معدّة لشحن البضائع ويتركون تحت شمس تصل حرارتها إلى 50 درجة مئوية.
وقارن ناشط في حديثه بين الأوضاع في هذه السجون السرية وبين معتقل جوانتانامو الأميركي وسجن أبو غريب في العراق من حيث أسلوب والشكل ومن ناحية أخرى مشاركة الولايات في هذه السجون .
شهادات سجناء سابقين
من المؤسف جدا أن تتحول المحافظات والمدن اليمنية في جنوب الوطن إلى سجون ومعتقلات لقمع أبنائها ويسوق لهم الغزاة والمحتلون أكذوبات مستهلكة لتحويلها إلى دبي أو أبو ظبي أخرى والأبشع من ذلك أن يستغل تواجد هذا الاحتلال والذي بات مشغولا في تمرير مخططاته الدنيئة والرامية إلى النيل من مكتسبات تلك المحافظات وحقوق أبنائها لصالح مشاريع الغزو والاحتلال ليحظى أبناء الجنوب بمصيرهم المنتظر من قمع وتشريد وانتهاك ينافي ما سوق له العدوان وأدواته .
تقارير حقوقية إفادات عن محتجزين سابقين وأقارب لهم عن بشاعة الانتهاكات التي تعرض لها المحتجزون داخل المعتقلات ونالهم على أيادي يمنية وإيعاز أمريكي إماراتي مباشر تمثل بالضرب المبرح استخدم فيه المحتلين فيه أسلحتهم الشخصية وأدوات معدنية أخرى , فيما ذهب آخرون إلى القول بأن قوات الاحتلال الإماراتي تستخدم أبشع أساليب التعذيب بحق الموقوفين من تلك الوسائل الهجوم بالكلاب والصعق بالكهرباء والاعتداء الجنسي.
فيما قال أحد أقارب المحتجزين انه تمكن من زيارة طفل من أسرته في سجون الاحتلال بعدن انه ” بدا مجنونا ” أثناء خروجه من زنزانة مكتظة بالمساجين وعندما عاد لزيارته مرة أخرى تفاجأ بعدم وجوده في ذلك المعتقل .
تورط أمريكي مباشر
شيئا فشيئا يتكشف للعيان حقيقة الأهداف والأطماع الدنيئة التي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقها في اليمن على أيدي الأعراب المستعربة وتحالفهم المهين والذي يتعرى عن حقيقته وبات واضحا للجميع، ولكن هل يعي أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة حقيقة ما يجري ويبادروا في إنقاذ ما تبقى من مكتسباتهم وسيادة وطنهم المستباحة ؟
تشير التقارير إلى أن السجون السرية في اليمن تديرها قوات الاحتلال الإماراتية في حين تشرف عنها الولايات المتحدة الأمريكية وهي من تقوم باستجواب المحتجزين وتترك أمر التعذيب لشريكها الإماراتي ومرتزقة يمنيين .
وأقر عدد من المسئولين في البنتاغون بأن القوات الأميركية تشارك في التحقيق مع المعتقلين في باليمن، وتقدم أسئلة إلى آخرين للحصول على إجابات، وتتلقى ملفات التحقيق بالفيديو والصور من حلفائها الإماراتيين، وذلك وفقا لتحقيق أسوشيتد برس.
وقالوا إن كبار القادة العسكريين الأميركيين كانوا على بينة من المعلومات حول التعذيب في السجون في اليمن، ونظروا فيها، بيد أنهم راضون عن عدم وقوع أي إساءة من القوات الأميركية المتواجدة، في تنصل من المسؤولية حول تعرض المساجين للتعذيب، في حين لم ينفوا أن الإمارات التي تدير السجون هي المسؤولة عن الأمر.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي لوزارة الخارجية الأميركية، قالت المتحدثة باسم الوزارة هيذر نويرت الخميس إن الوزارة اطلعت على التقارير والمقالات التي تحدثت عن دور الإمارات في هذه الشبكة، مضيفة أنه “تقرير أولي وهناك مقالات إخبارية أخرى، ونحن غير قادرين الآن على تأكيد أي شيء حسب معرفتي، لهذا أحيلكم إلى وزارة الدفاع (بنتاغون)”.
فيما طلب زعماء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، من وزير الدفاع جيم ماتيس، التحقيق في أي مشاركة لمحققين أمريكيين في سجون سرّية باليمن، حيث ذكرت تقارير أن سجناء تعرضوا للتعذيب، فيما أعلنت حكومة هادي، تشكيل لجنة للتحقيق في هذه التقارير.
وطلب السناتور الجمهوري جون مكين، رئيس اللجنة، والسناتور جاك ريد، أبرز الأعضاء الديمقراطيين باللجنة، من ماتيس، إجراء مراجعة فورية في الانتهاكات المزعومة بما في ذلك دعم أمريكي لقوات شاركت فيها.
وقال مكين وريد، في رسالة، إن أي إشارة إلى تواطؤ الولايات المتحدة في التعذيب تضر الأمن القومي.
وطلب الاثنان من ماتيس، أيضاً تقييم ما قد تكون القوات الأمريكية قد علمته بشأن الانتهاكات المزعومة، وتقديم تقرير إلى اللجنة في أسرع وقت ممكن.
وقالا في الرسالة “نحن على ثقة بأنكم مثلنا تماماً تعتبرون تلك المزاعم مقلقة للغاية”.
هادي ..دمية عاجزة عن الحركة
تلك حقيقة لا لبس فيها ..ما الذي حققه تحالف العدوان لإعادة الشرعية لهادي في عدوانه على اليمن سوى انه احتل ودمر وقتل المدنين واستباح أعراضهم وحقوقهم ليشرعن لهم هادي ومن سار خلفه هذا الإجرام وليكتفي الغزاة بتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني ليتسنى لهم المضي نحو تحقيق الأهداف التي لطالما حلمو بتحقيقها .
حكومة هادي كانت أخر من يعلم عن وجود سجون سرية لقوى الاحتلال في جنوب الوطن , أو ربما أجبرت على القبول بها من قوى الاحتلال التي تعيش تحت رحمته ونعمته لتجد نفسها أخيرا في قفص المسائل والاتهام بالتواطؤ والتمهيد لقوى العدوان بالعبث بأرواح المواطنين وانتهاك كرامتهم , حيث اكتفت تلك الحكومة الهزيلة بتشكيل لجنة للتحقيق فيما ورد في تقارير حقوقية عن انتهاكات لقوى العدوان والاحتلال في المدن القابعة تحت سيطرتها ولم نسمع عن تلك اللجنة أي صوت بعد المضي على تشكيلها منذ أسابيع .
حسين عرب وزير داخلية هادي قال أن قوات الاحتلال الإماراتي تقوم بنقل المحتجزين لديها إلى قواعد عسكرية لها خارج اليمن.
وعن ذلك يقول احد قيادات المرتزقة في المكلا أو ما يطلق عليه قائد المنطقة العسكرية الثانية ، فرج سالم البهساني، إن القوات الأميركية، كانت ترسل أسئلة إلى قوات الاحتلال الإماراتية التي تحتجز المعتقلين، والتي كانت ترسل بدورها ملفات ومقاطع الفيديو مرفقة بإجابات، وهي معلومات أكدها مسئولون أميركيون لـ”أسوشييتد برس”.
وكشف البهساني أن الولايات المتحدة سلمت سلطات الاحتلال في المكلا، قائمة بأسماء أخطر المطلوبين، تم اعتقالهم لاحقًا، وهو يؤكد ضلوع الولايات الأمريكية وبصورة مباشرة في انتهاكات السجون السرية في جنوب الوطن المحتل .
اعتداءات تطال أهالي السجناء
إلى ذلك قامت قوات الاحتلال الإماراتي بمشاركة قوات أمنية تابعة لها بالاعتداء على مظاهرة لأهالي المختفين قسريا أمام مقر قوات الاحتلال في .
وقال شهود عيان إن هذه القوات أطلقت الرصاص على عشرات الأهالي الذين تجمعوا أمام مقر قوات الاحتلال الإماراتي في مدينة الشعب بمحافظة عدن، وكان المتظاهرون يرفعون لافتات تطالب بمعرفة مصير أبنائهم وإطلاق سراحهم.

 

قد يعجبك ايضا