الأقصى في قلوب اليمنيين

 

 

عبدالفتاح البنوس
حتى في ظل العدوان الغاشم والحصار الجائر تظل فلسطين ويظل الأقصى وتظل القضية الفلسطينية حاضرة في قلوب كل اليمنيين الشرفاء، ولم يخفت بريقها ولم تتراجع وتيرتها في نفوسهم وفي تعاملاتهم وفي نشاطاتهم، وهذه هي ثقافة أبناء يمن الإيمان والحكمة وهذه هي قناعاتهم وثوابتهم وقيمهم ومبادئهم التي لا يمكن المساومة والمقايضة عليها مهما حصل، فستظل القضية الفلسطينية هي محور اهتماماتنا ومنطلق تحركاتنا الجهادية والتحررية وستظل في صدارة أولوياتنا كيمنيين .
ستظل فلسطين وسيظل الأقصى رمزا للمقاومة والنضال، حتى في ظل العدوان والحصار، فرغم المآسي والأخطار والضحايا والأضرار، ورغم الأوجاع التي أنهكت الجسد اليمني ونالت منه خلال أكثر من عامين وأربعة أشهر، ورغم كل ما حصل وما يحصل وما سيحصل يظل الشارع اليمني أكثر انحيازا واهتماما وتفاعلا مع الأوضاع في فلسطين المحتلة والتطورات التي طرأت على المشهد الفلسطيني والمتمثلة في التصعيد الإسرائيلي بإغلاق المسجد الأقصى ومنع الصلاة فيه للمرة الثانية ومحاولة فرض إجراءات تعسفية في حق الفلسطينيين من شأنها تقييد حريتهم ومنعهم من الدخول للمسجد الأقصى والسعي لتحويله إلى ثكنة عسكرية إسرائيلية، وما أعقب ذلك من مواجهات وصدامات ومسيرات مناهضة لهذه الممارسات والإجراءات القمعية والتعسفية.
هذه الأحداث المؤسفة التي فجرت براكين الغضب في صفوف اليمنيين الشرفاء الذين خرجوا في مسيرات غضب حاشدة في عدد من المحافظات اليمنية كان أبرزها وأكثرها تأثيرا تلك التي شهدتها مدينة صعدة وهي المسيرة الأولى التي تشهدها المحافظة المنكوبة منذ شن العدوان على بلادنا والذي حولها إلى منطقة عسكرية ولكن مكانة فلسطين والمسجد الأقصى في قلوب أبناء صعدة خاصة واليمن عامة دفعت بهم للخروج غير آبهين بالمخاطر التي قد تترتب على ذلك، وفي العاصمة صنعاء كانت مسيرة الصرخة نحو الأقصى هي الأكبر من حيث المشاركين والرسائل التي بعثت بها، حيث عكس المشاركون فيها نبض الشارع اليمني ومواقفه وقناعاته حيال القضية الفلسطينية ودعمه لخيارات المقاومة وهو ما عبر عنه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته بمناسبة تدشين فعاليات أسبوع الصرخة .
لقد مثلت مسيرات الغضب اليمنية دافعا معنويا للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية الخانعة والخاضعة للهيمنة الأمريكوصهيوسعودية، لكسر حاجز الصمت والخروج في مسيرات غضب عارمة للتنديد بالممارسات والأعمال القمعية والتعسفية والانتهاكات السافرة التي تمارسها في حق الفلسطينيين والمسجد الأقصى، وسنشاهد المزيد من التفاعل الشعبي في الساعات القادمة بعد أن كسر اليمنيون حاجز الخوف و تناسوا أوجاعهم ومعاناتهم وجراحهم وخرجوا من أجل فلسطين والأقصى في تجسيد عملي للنخوة العربية الأصيلة وللروح الوطنية القومية الإيمانية التي يتحلى بها شعب المدد والنصرة .
بالمختصر المفيد، مهما أوغل صهاينة العرب في صلفهم وإجرامهم ووحشيتهم في حق اليمن واليمنيين فإننا لن ننسى فلسطين والأقصى، لن ننسى فلسطين المقاومة والنضال ، ولن نغفل عنها ولن نتجاهلها ولن نكترث بمواقف السلطة الفلسطينية المساندة للعدوان على بلادنا فهؤلاء لا يمثلون الشعب الفلسطينى وفلسطين والأقصى ليست قضية تخصهم فقط، بل هي قضية كل العرب والمسلمين ولا يمكن التفريط في نصرتها والوقوف في صفها باعتبارها قضيتهم المركزية التي ستظل محور اهتمامهم حتى يتحقق التحرير والنصر على أحفاد القردة والخنازير .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا