باب المندب وسياسة التغيير الديموجرافي

 

الثورة /..
تهجير سكان مديريتي المخا وذوباب الساحليتين ، وتوطين مرتزقة أصوليين من الجنوب بدلا عنهم ، يأتي في سياق مخطط تحالف العدوان والإحتلال لإحداث تغيير ديموجرافي في مديريات تعز الساحلية فمنذ إعلان التحالف ، على لسان الدمية هادي ، بدء عملية “تحرير” سواحل تعز ، لم يسمح التحالف بإشراك المقاولة التعزية في العملية وحتى بعد انتهاء عملية التحرير أو الاحتلال ، لا يسمح لأبناء تعز دخول المخا إلا بموافقة من قيادة التحالف التي لا يعرف أين مقرها.
كما أن الموظفين من أبناء تعز في المكاتب والمنشآت الحكومية في ذوباب والمخا، يجري استبدالهم بآخرين من الجنوب .
وحتى الآن ، لم تستطع أي من الـ 200عائلة التي نزحت من المدينة السكنية التابعة لموظفي المحطة البخارية بعد قصفها من طائرات التحالف في مايو 2015 م، لم تستطع العودة إلى مساكنها .. الآن أصبحت المدينة السكنية مقرا للقوات السودانية.
مركز مديرية ذوباب لا يزال مغلقا ، ولم يسمح للأهالي بالعودة إلى ديارهم, النازحون من المديريتين ، تلاحقهم غارات التحالف شرقا إلى موزع والوازعية ، كما في مجزرة الثلاثاء الماضي التي راح ضحيتها 22 شهيدا في موزع ، معظمهم نساء وأطفال.
يهدف التحالف إلى إبعادهم أكثر ، لأنه بحاجة إلى التوسع وضم المديريتين الجبليتين ، موزع والوازعية ، لتأمين تواجده على الساحل في ذوباب والمخا .
وفي حين لم يسمح للمقاومة التعزية بالمشاركة مع قوات التحالف في معارك ” تحرير ” سواحل محافظتها ، تم إشراك المقاومة الجنوبية ومعظمهم من أبناء الصبيحة التابعة لمديرية المضاربة والعارة ، والتي تشكل مساحتها نحو 42% من مساحة محافظة لحج الجنوبية.
المضاربة والعارة ، التي تسكنها قبائل الصبيحة ، هي المديرية الخامسة في المحافظة الجديدة التي يسعى التحالف لإنشائها باسم محافظة باب المندب ، مع المديريات الأربع التابعة لتعز ، ذوباب ، المخا ،موزع ، الوازعية والتي تشكل مساحتها أكثر من 40% من مساحة تعز .
محافظة باب المندب ، المزمع إنشاؤها ضمن مخطط دولي للسيطرة على باب المندب ، بمساحة 8 آلاف كيلومتر مربع ، ستمتد شواطئها من غرب البريقة على خليج عدن ،إلى جنوب حيس شمال المخا على البحر الأحمر بطول 400 كيلومتر تقريبا . بينما لا يتجاوز سكان المديريات الخمس ، 200ألف نسمة. وهذا ما يغري التحالف بسهولة إحداث تغيير ديموجرافي في تلك المنطقة كتمهيد لإجراءات لاحقة ، قد تؤدي في نهايتها إلى فصلها عن الشمال والجنوب ، وإعلانها دويلة “مستقلة” على غرار جيبوتي في الضفة الغربية لباب المندب .

 

قد يعجبك ايضا