القدس وتصريحات اردوغان

 

اسكندر المريسي

التصريحات المتبادلة بين اردوغان تركيا وخارجية الكيان الصهيوني تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان أنقرة تستخدم القدس ورقة للمزايدة السياسية ولتحقيق مصالحها الاقتصادية في البلاد العربية ولتضليل الرأي العام في تركيا وفي دول الجوار .
وان كانت تلك التصريحات بالتأكيد تعكس حقيقة الارتباط وثيق الصلة بين أنقرة وتل ابيب، فالمشكلة الداخلية التي تعاني منها تركيا هي صناعة اليهود بكل الوثائق والأدلة ، ولذلك يخطىء من يعتقد أن اردوغان خارج النادي اليهودي، فهو يدغدغ مشاعر المسلمين بتصريحات أقرب إلى البالونات الحرارية التي دائماً ما يطلقها من وقت لآخر كتلك البالونات المليئة بالهواء والتي سرعان ما تتبخر وتذهب ادراج الرياح .
لو كان ذلك الذي يتطلع لكي يكون السلطان العثماني الجديد في بلاد العرب، صادقا في ما يقول لألغى اتفاقياته مع اليهود لأن تركيا تربطها بتل أبيب ليست علاقات متبادلة ولكن ما يجمعها باليهود لجهة نظام اردوغان وحدة عضوية متكاملة شملت جميع الأصعدة السياسية والثقافية تحديدا بدلا من المزايدة بخصوص القدس .
هو بذلك يصرف انظار المسلمين عن عشرات الاتفاقيات الموقعة بين أنقرة واليهود ابرز تلك الاتفاقيات الارتباط العسكري ومن يصدق ان تصريحات اردوغان صحيحة وأنه حريص على القدس نظريا في الكلام الذي يردده من وقت لآخر إلا أنه عمليا ليس ضمن النادي الصهيوني فحسب ولكنه بالتأكيد مسمار في ترسانة اليهود ، ولأن اقرب طرق القول الفعل عندما ينتقد الممارسات الصهيونية بخصوص القدس ولا ينتقد اليهود بخصوص تركيا كبلد إسلامي بات بلا هوية يقوده اليهود أنفسهم الذين يعتدون على الأقصى، يعتدون على تركيا من خلال اردوغان بالنظر كما أشرنا إلى عشرات الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين أبرزها العسكرية والأمنية والاقتصادية كون تركيا سوقا للمنتجات اليهودية والعكس .
فهل يستطيع ولو من باب المزايدة ان يعلن بأن بلادة تقطع علاقاتها مع تل ابيب حتى تكتسب تصريحاته حول القدس مشروعيتها وإن كان اليهود بغض النظر عن مسمى الديمقراطية والانتخابات التي جرت وحشد الصور في الإعلام فما ذلك إلا تغطية واضحة لدور تركيا ضمن المحاور اليهودية أكان ذلك في السياسات الإقليمية أو الدولية تؤدي أنقرة دور الكمبارس في خدمة المشروع الصهيوني .
وإذا ما دققنا جيدا كعرب ومسلمين لا يجب ان ننخدع بالتصريحات المتبادلة برغم أن اختلافاتها توحي بأنها بين طرفين مختلفين ومتناقضين، وما ذلك إلا تضليل واضح يعكس حقيقة أن ما طرح سواءً في تصريحات اردوغان أو في خارجية اليهود، فكلاهما تعبير واضح عن جهة واحدة ومحددة تتبادل الأدوار في سياق مسمى اليهود.
ولعلنا نذكر فيما كان قد جرى في مؤتمر دافوس الاقتصادي عندما كان رئيس الوزراء الصهيوني شمعون بيريز حاضرا وتكلم حينها اردوغان باللسان العربي عندما قال عفوا سيد بيريز انا احترمك لأنك أكبر مني سناً ولكني لا أفرط في قضية الشعب الفلسطيني فيما معناه، انا تربية اليهود ولا يمكن ان أفرط في مصالح الدولتين بالنظر للاتفاقيات الموقعة بين أنقرة وتل ابيب .
لذلك يواصل ذلك المدعو أردوغان انتهاك الحقيقة وتضليل المسلمين عندما يزايد على القدس كأن من ضمن التعليمات أن تهديد تركيا يشترط مساندة القدس .

قد يعجبك ايضا