مسؤول في المخابرات الأمريكية: السعودية تعارض بشدة الصفة الاستقلالية لليمن

 

> أكد أن سياساتها تهدَّد منطقة الخليج:

 

الثورة/..
رأى مسؤول استخباراتي أمريكي سابق ان السياسات التي تنتهجها السعودية بزعامة ولي العهد محمد بن سلمان تشكل التهديد الأكبر على دول الخليج الأخرى، مشيرا إلى وجود مخطط سعودي لترسيخ الفكر الوهابي في الخليج وشبه الجزيرة العربية.
وفي هذا الصدد كتب المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية Graham Fuller مقالة نشرت على موقع “LobeLog”، أشار فيها إلى ان الحملة التي تقودها السعودية والإمارات على قطر تحمل معها مؤشرات سلبية لمستقبل شبه الجزيرة العربية الجيوسياسي.
وقال الكاتب ان السعودية تشن حملة طويلة الأمد من أجل توسيع سلطتها وسيطرتها في شبه الجزيرة العربية لتحقيق ما وصفه بـ”سلالة وهابية”، أي ترسيخ الفكر الوهابي في المنطقة. وأشار الى ان السعودية هي المروج الأساسي للفكر الوهابي السلفي المتشدد من بريطانيا وصولاً الى اندونيسيا وجنوب افريقيا. وذكر ان الرياض تمول المدارس والمساجد المروجة لايديولوجية القيام بعمليات إرهابية، مؤكدا ان تعزيز هيمنة السعودية في شبه الجزيرة العربية سيعزز هذه المشكلة.
واستبعد الكاتب ان ينجح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تحقيق أهدافه، مثل رؤيته الاقتصادية الهادفة إلى تقليص اعتماد السعودية على النفط، وتخفيف بعض القيود “الدينية” المفروضة في البلاد. ولفت الى ان ابن سلمان تبنى سياسية خارجية عدوانية وغير تقليدية تختلف عن السياسة الخارجية الحذرة التي لطالما اتبعتها الرياض.
وأضاف ان اولى مؤشرات سياسة بن سلمان هذه جاءت مع بدء العدوان على اليمن في العام 2015م، وأشار إلى ان السعودية تدَّعي ان هدف هذا العدوان هو التخلص من “نفوذ إيران” في اليمن، وقال إن “السعودية تعارض بشدة “الصفة الاستقلالية” لليمن حيث هناك ” البرلمانات المنتخبة – و هي مؤسسة تحتقرها الرياض”.
وتابع الكاتب ان الرياض تروج علناً لفكرة ان إيران و”المذهب الشيعي” هما التهديدان الأساسيان للخليج، ورأى ان حكام دول الخليج يملكون اسبابا تستدعي الخوف من سياسة السعودية بقيادة ابن سلمان، ما يعد السبب الأساسي وراء ممانعة بعض دول الخليج للموافقة على خطط السعودية للسيطرة العسكرية المركزية في الخليج، ولفت إلى ان دول الخليج تخشى تآكل سيادتها من قبل الرياض.
ورأى الكاتب ان الأزمة الحالية مع قطر تعزز المخاطر على الدول الخليجية الصغيرة، وقال ان مطالب السعودية والإمارات من قطر هي بمثابة مطالبة الدوحة بالتخلي عن كل مظاهر السيادة والرضوخ لإملاءات السعودية في مجال السياسة الخارجية. واعتبر ان هذا يبشر بتطورات جيوسياسية جديدة في شبه الجزيرة العربية.
وأشار الكاتب الى ان غالبية دول الخليج استجابت لمطالب السعودية، لافتا إلى تاريخ الوهابيين البدويين في التوسع شمالاً باتجاه جنوب العراق في العام 1801م، والتوسع باتجاه البحر الأحمر أوما يعرف اليوم بالأردن والكويت بعد الحرب العالمية الأولى. وقال إنه “ليس من الغريب جداً اليوم الحديث عن “سلالة وهابية سعودية” من الناحية المناطقية أو الفكرية، بغية السيطرة على شبه الجزيرة العربية بأكملها.
واعتبر ان عاملين اثنين أساسيين يقفان دون تحقيق التوسع السعودي وضم بعض دول الخليج الأخرى، الأول هو الانتهاك الفاضح للقانون الدولي امام الرأي العام في حال تحقق هذا السيناريو، والثاني هو انه “سيكون من مصلحة دول أخرى في المنطقة مثل العراق وإيران وتركيا ان تمنع التوسع السعودي”، مشيراً الى ان مصر ستعارض مثل هذه الخطوات السعودية، إلا انها اليوم بحاجة الى الدعم المالي السعودي.

قد يعجبك ايضا