الشلل الدماغي.. خطر يهدد حاضر الأطفال ومستقبلهم

> البرامج الترفيهية تسهل إدماج مرضى الشلل في المجتمع

> الوعي المجتمعي والتعامل السليم مع المريض الطريقة المثلى للشفاء

الثورة/زهور السعيدي

يعتبر مرض الشلل الدماغي من اخطر الأمراض التي تهدد حياة الأطفال في مجتمعنا اليمني ويقع العديد من الصغار ضحايا لهذا المرض منذ وقت مبكر من حياتهم بسبب القصور الكبير في الوعي المجتمعي إزاء هذا المرض الذي يصيب الطفل عند ولادته إذا لم يتم التعامل السليم وبالطريقة الصحية مع الأم والوليد .
«الأسرة» ناقشت هذه القضية مع عدد من المختصين بهدف الوصول إلى الطرق المثلى للوقاية من الشلل الدماغي .

أهم الأسباب التي تقف وراء انتشار مرض الشلل الدماغي في أوساط الأطفال في اليمن يعود كما تقول نيفين الكاف المدير التنفيذي لمؤسسة تنمية القدرات للشلل الدماغي إلى قصور الوعي المجتمعي بالمرض وبطرق تجنبه والوقاية منه ناهيك عن غياب المراكز والمؤسسات التخصصية التي تعني بالتعريف بهذا المرض الخطير..
وتضيف الكاف بان ندرة المراكز المتخصصة لتأهيل المصابين والمساهمة في وضع استراتيجيات وقائية للحد من نسبة الإصابة بأمراض الشلل الدماغي في اليمن ساهم في انتشار المرض في أوساط الصغار..
خدمات علاجية
وتوضح نيفين الكاف المدير التنفيذي بمؤسسة تنمية القدرات للشلل الدماغي بان المؤسسات المختصة بالشلل الدماغي تقدم خدمات علاجية لعشرات من الأطفال المصابين في سبيل رعايتهم وتسهيل عملية إدماجهم في المجتمع وذلك من خلال الأقسام والوحدات العلاجية والتعليمية والتوعوية الموجودة في المجتمع والتي تدار تحت إشراف فريق من الخبراء والمختصين من ذوي المهارات المهنية العالية في هذا المجال ولكنها تفتقر إلى الدعم في هذه الفترة.
العلاج الترفيهي
ويوضح المختصون في تنمية قدرات أطفال الشلل الدماغي بأنه لا بد من إقامة الندوات التوعوية للتعريف بالشلل الدماغي للأطفال بأنواعه وما يترتب على الطفل من مشاكل حركية ووظيفية والتي تؤثر بدورها على تكيف الطفل بشكل سلبي في مجتمعه و زيادة توعية الأمهات بطبيعة المرض من الناحية الطبية بمفهوم عام وبسيط وتوضيح المفهوم العلمي والمنطقي للعلاج الطبيعي بشكل عام والخاص بالأطفال والذي يجهله الكثير من الأمهات في مجتمعنا .
ويضيف المختصون بان العلاج الجماعي الترفيهي هو أحد الطرق العلاجية الحديثة في العلاج الطبيعي للأطفال وخاصة المصابين بالشلل الدماغي (النصفي) والتي يعطي نتائج جيدة ويتم فيه إقامة الندوات والفعاليات حيث يتم توعية الحضور بفعاليته وسهولة تطبيقه وتوضيح فوائده للأمهات حيث أن البرامج الترفيهية تحفز الطفل على تحسين مستواه الحركي والوظيفي وتزيد من قدرته على الاعتماد على النفس في الأنشطة الحياتية اليومية سواء في منزله أو في مدرسته و الأنشطة الجماعية الترفيهية على الأطفال والمطبقة بالبرنامج العلاجي لتوضيحه بشكل عملي للحوار وكذلك فتح باب الحوار والمناقشة بين الأمهات الحضور ومن ذوي التخصص .
التدخل المبكر
الدكتور موسى احمد ناجي التويتي مسؤول الشؤون الاكاديمة في نقابة المعالجين الفيزيائيين اليمنيين قال : من خلال إحساسي وبما أشاهده كوني اعمل طبيباً في مؤسسة تمنية القدرات للشلل الدماغي من حرص واهتمام من قبل أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بأبنائهم، ومن مبدأ أن هؤلاء الأسر لهم حق علينا في توجيههم بما فيه مصلحة أبنائهم الغاليين على قلوبنا فلا بد أن نوضح لهم أهمية التدخل المبكر بالنسبة لأبنائهم. إنه من الأهمية بعد مرحلة الكشف المبكر عن وجود إعاقة لدى الطفل يجب على أسرة هذا الطفل أن تتوجه لمؤسسات او مراكز خدمات التدخل المبكر التي يوجد بها مجموعة من الأخصائيين، وهذه المراكز تساهم بمشيئة الله في تحسين قدرات الطفل في مجالات متعددة مثل المجالات (الحركية – الاجتماعية- اللغوية- الراعية الذاتية-…إلخ) وتعطي أيضاً فرصا كبيرة للوقاية من تفاقم وتطور المشكلات لديه، إضافة للإرشادات الطبية والفحوصات المخبرية وذلك من خلال مجموعة من البرامج والأنشطة والتي من ضمنها تدريب الآباء والأمهات. ويشير مصطلح التدخل المبكر إلى أنه نظام متكامل من الخدمات التربوية والعلاجية والوقائية تقدم للأطفال منذ الوالدة وحتى سن 6 سنوات ممن لديهم احتياجات خاصة نمائية وتربوية والمعرضين لخطر الإعاقة لأسباب متعددة. وبما أن المرحلة العمرية الأولى للطفل تعتبر اللبنة الأساسية في بناء الطفل لذلك تبرز أهمية التدخل المبكر،
برامج
ويضيف التويتي ان الدراسات التي أجريت على برامج التدخل المبكر أثبتت مدى فاعليتها في تقويم الجوانب النمائية الممكنة لهؤلاء الأطفال، وأثبتت الدراسات أيضا أن هذه البرامج تُعد مهمة جدا لهؤلاء الأطفال قبل مرحلة التعليم الابتدائي وذلك لتهيئتهم التهيئة المناسبة. ومن أهم برامج التدخل المبكر التي تقدم هي: برامج الخدمة المنزلية: من خلال هذه البرامج يتم تدريب الوالدين على كيفية التعامل مع طفلهم وتعليمهم المهارات الضرورية ضمن البيئة المنزلية، ومن أحد البرامج التي تهتم بهذا الجانب هو برنامج يسمى برنامج (البورتج). البرامج النهارية داخل المراكز: هي برامج خاصة تقدم لهؤلاء الأطفال داخل مراكز التدخل المبكر ويمضي في هذه البرامج ما بين (3-5) ساعات وبمعدل ثلاثة أيام إلى خمسة أيام في الأسبوع يتم فيها تدريبه على مختلف المجالات. برامج الدمج: هذه البرامج يتم فيها الدمج بين الخدمات التي تقدم في المنزل والتي تقدم في المركز وذلك لتلبية حاجة هؤلاء الأطفال وأسرهم بكل يسر وسهولة. برامج التدخل المبكر عن طريق وسائل الإعلام (المقروءة والمسموع والمرئي): هذه البرامج تهتم بتدريب أولياء أمور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على كيفية التعامل مع أطفالهم في سن مبكرة. وفي الواقع يوجد لدينا في اليمن مراكز ومؤسسات جيدة تقدم خدمات التدخل المبكر منها مؤسسة تمنية القدرات للشلل الدماغي التي تعنى وتركز على أهمية تطبيق برامج التدخل المبكر.

قد يعجبك ايضا