مستلزمات عيد الأضحى.. ارتفاع جنوني في الأسعار والرقابة غائبة

 

تقرير/ هيثم القعود

أيام قليلة تفصلنا عن حلول عيد الأضحى المبارك حيث للأسف الشديد مع اقتراب بدايته باتت عادة سيئة يتبعها تجار الملبوسات وأصحاب الأضاحي بتصعيد الأسعار عما كانت عليه في السابق نظراً لزحمة وطلب المستهلكين عليها كونها مناسبة دينية عظيمة يحتفل فيها معظم دول العالم. مما يدفع التجار باستغلال هذا المناسبة العظيمة وفرض أسعار جنونية تجعل المستهلك في حيرة دائمة تجاه غياب دور الرقابة لمثل تلك الظواهر التي تستغل حاجيات الناس وطقوسهم الدينية .. آراء عدة لمواطنين حول تلك الظاهرة تجدونها أدناه:

لا شك أن أهم الأسباب لعوامل ارتفاع أسعار الملبوسات والأضاحي والمكسرات العيدية هي صعود العملة الأجنبية أمام العملة الوطنية حيث أن غالبية السلع المتوفرة في السوق المحلي مستوردة بل ويستلزم شراؤها بالعملة الصعبة مما ينعكس ذلك سلباً على قيمة العملة المحلية.. هكذا عبر بقوله (وليد الحدي) أمين عام الجمعية اليمنية لحماية وتشجيع الإنتاج المحلي حيث تحدث : إن ارتفاع تكلفة الشحن من بلدان المنشأ إلى البلد التي تضاعفت بسبب ارتفاع كلفة التأمين على الناقلات الواردة لليمن بسبب العدوان والحصار مما أضاف أعباء مالية جديدة تنعكس على السعر النهائي للسلع في السوق. وتأسف (وليد الحدي) من غياب الدور الرقابي الحكومي على التجار الذي شجع البعض منهم على التلاعب بالأسعار واستغلال الطقوس الدينية , بالإضافة إلى غياب الوعي الاستهلاكي للمستهلك حيث يحرص غالبية المستهلكين على شراء حاجياتهم المحدودة بعدد الأصابع نظراً لانعدام الرواتب وقلة الدخل لدى المواطن.
أسعار مفخخة
(كمال عيضة ) موظف في إحدى الجهات الحكومية قال: إن الارتفاع المفاجئ للمكسرات العيدية وغيرها من المواد الأخرى باتت مثل الأسهم الاستثمارية في صعود مستمر لا نزول لها .. وأضاف: رغم الإمكانيات الشحيحة وانعدام المرتبات لمدة 8 أشهر متواصلة إلا أن معظم التجار أصبحوا قبل تلك المناسبة الدينية بمثابة مفخخين بالأسعار المرتفعة لا فاتحين للخير والرحمة والتعاطف مع بعضنا البعض خصوصا وأننا في مناسبة عظيمة يستوجب منا نبذ الجشع واستغلال ظروف المواطنين خصوصا في ظل المرحلة الراهنة. وشدد بقوله: على أهمية زيادة الرقابة من قبل السلطات المعنية للحد من تلك الظاهرة التي باتت للتجار بمثابة موسم سنوي لجني الربح الوفير من مستهلكين بات همهم توفير لقمة العيش وشراء الأساسيات الضرورية بعيداً عن الكماليات التي لم تلق موضعها منذ زمن طويل .
لا للكماليات ..
(إشراق الحيمي ) موظفة أيضا في أحد القطاعات الخاصة في مجال أدوات التجميل والإكسسوارات النسائية أكدت أن مستلزمات وحاجيات عيد الأضحى المبارك لهذا العام هي الأرفع سعراً نتيجة الحصار وصعود العملة الأجنبية إلى أعلى المستويات .. فيما هناك تجار يستغلون هذا الظروف بتضعيف الأسعار إضعافا مضاعفة بحاجة أسباب عده منها: أن معظم التجار اليمنيين لا يقنعون بالربح المعقول وهو ما ينتج عن السبب الرئيسي غيب الرقابة التي دفعتهم لوضع أسعار حسب رغباتهم اللاواعية لتصل إلى المستهلك للبحث عن بدائل لتلك المنتجات والسلع المرتفعة أسعارها بمنتجات رخيصة السعر ورديئة الصنع .. وعن شرائها لمستلزمات العيد أردفت: ان راتبها لا يكفي لشراء كامل احتياجات هذا العيد , بالإضافة إلى شراء الغاز المنزلي , وإيجار المنزل الأمر الذي توجب علينا كموظفي قطاع خاص العمل الإضافي لساعات أكثر مقابل سد احتياجاتنا الضرورية بدون مكملات أو أشياء ترفيهية.
فائدة قليلة
حاولنا مراراً وتكرارا بتسهيل بيع منتجاتنا للمواطنين لكن الظروف الاقتصادية بالبلد هي التي جعلتنا مجبرين بالبيع ولو بفائدة قليلة – هكذا تحدث التاجر /صفوان المعلا واحد من تجار الجملة للمكسرات العيدية في العاصمة صنعاء حيث صرح لنا: ان عوائق الاستيراد وصعوباته الجمة جعلتنا مجبرين بين خيارين إما التوقف عن مزاولة مهنة التجارة أو الاستسلام للوضع الحالي ومواكبة التغيرات التي حدثت للبلاد والظروف السياسية مؤخراً. وعن أسباب الارتفاع الباهظ لأسعار المكسرات العيدية أشار (محمد) إلى أن ارتفاع سعر العملة الأجنبية مقابل العملة المحلية, ومضاعفة تكاليف الجمارك إلى أكثر من مرة, بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية استوجب علينا بمواكبة التغيرات ورفع الأسعار بربح ضئيل لا يتجاوز قيمة المصروفات التشغيلية.
تصوير/عبدالله حويس

قد يعجبك ايضا