تسييس الفيفا!!

عصام القاسم

حملت لنا إجازة عيد الأضحى المبارك كثيراً من الأحداث الرياضية العالمية التي أنستنا ولو قليلا جراحات وآلام الوطن والشعب الناجمة عن العدوان الغاشم وتوابعه من الحروب البغيظة والهمجية والحاقدة!!
وكان ولازال أجمل وأمتع الأحداث الرياضية العالمية التي نسعد بها خلال إجازة العيد السعيد هي التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال روسيا القادم في العام المقبل بحول الله .. هذه التصفيات الكروية المثيرة التي تضع منتخبات عالمية كبيرة وعريقة في محك اختبار صعب هو أن تكون أو لا تكون بحجز بطاقة التأهل إلى المونديال الكبير الذي يتسابق الكبار والصغار معا للوصول إليه في معقل الدب الروسي!!
وفي خضم المتابعة الرياضية المثيرة والممتعة لماراثون السباق إلى المونديال فوجئنا بخبر غريب وعجيب ومستهجن من معقل إمبراطورية كرة القدم وهو الاتحاد الدولي الفيفا الذي أضحكنا بخبره السامج والماسخ الذي لازال مفعوله ساريا في محطات الفضاء والأرض الإعلامية التي تدفع نصف عمرها إن لم يكن كله من اجل خبر مثير تشبع فيه لطم!!
وأما الخبر يا سادة يا كرام كما ورد بشكل رسمي، ففحواه أن الفيفا مستغرب ومعترض على صفقة نادي باريس سان جرمان التي اشترى بموجبها النادي الفرنسي من برشلونة النجم البرازيلي المعروف نيمار وكلفتها الكبيرة ومصادر التمويل للصفقة بذلك المبلغ الكبير والمهول على حد تعبير الفيفا الذي يؤكد بهذا الخبر الذي ورد من معقله وعقر داره بأنه صار مسيساً ويسعى لنقل المنافسات الكروية من ملاعب كرة القدم الحبية والسامية إلى ملاعب السياسة البغيظة والحقيرة!!
وأما لماذا وكيف ؟؟ فالإجابة بكل وضوح وصراحة وشفافية أن ذلك ليس من شأن الفيفا أن يصرف أي ناد في العالم على أي صفقة رياضية أي مبالغ كان حتى لو كان كنز أكمله لأن هذا شأن داخلي ليس فيه ضرر ولا ضرار لأحد .. ولكن لأن الأمر في صفقة نيمار متعلق بقطر لكون النادي الباريسي مملوكاً لشركة قطرية أقحم الفيفا رأسه بشكل سلبي وثقيل غير محكوم بأي لوائح وقوانين رياضية يقرها هو نفسه ويعمل بها ارضاء لأسياده وللمزايدة والاسترزاق!!
وذلك لا يعني سوى شيء واحد ومؤسف هو أن هذا الفيفا صار مسيساً ويغرد خارج السرب الرياضي .. وإذا ما ظل كذلك فمعناه أن كرة القدم ستفقد حيادها وسلميتها ورسالتها السامية والنبيلة وان مونديال كاس العالم بقطر 2022م على كف عفريت .. وكل هذا التسييس الذي ينتهجه الفيفا هو استرزاق رخيص على حساب المبادئ والقيم الرياضية النبيلة ويجب أن يقلع عن هذا السلوك ما لم فعليه الرحيل غير مأسوف عليه .. وكفى.

قد يعجبك ايضا