سلطنة عُمان ..الموقف والأمل

 

حمدي دوبلة
حين أساء هذا العالم الظن بالشعب اليمني وبدا لهم بأنه سيكون لقمة سائغة لوحوش البشر ممن يمتلكون افتك الأسلحة وأعظم الثروات على كوكب الأرض وان هذا الشعب الفقير والمنهك القوى لن يصمد أمام التحالف السعودي العالمي غير بضعة أيام أو أسابيع في أحسن الأحوال في ذلك الوقت الذي عميَت فيه عيون الدول والأنظمة والكيانات السياسية إلا عن رؤية الخزائن السعودية الملأى بالأموال كانت سلطنة عُمان الشقيقة وقيادتها الرشيدة ترى أشياءً أخرى لذلك لم تنخرط في ذلك التحالف المشؤوم وفضلت الوقوف على الحياد بعكس جميع البلدان في منطقة الجوار الخليجي ممن تسرعت في الانجرار خلف مراهقات الساسة الجدد في صحراء الأعراب ولم تجن غير العداء والكراهية والثارات مع الشعب اليمني بعد أن اقترفت بحقه كل هذا الظلم وكل هذه الجرائم المروعة والعبثية وعشرات الآلاف من الشهداء والمصابين وتدمير كلي وممنهج لمرافق ومنشآت حياته الإنسانية.
اختارت سلطنة عمان منذ وقت مبكر من العدوان الكوني الذي يتعرض له الشعب اليمني بأيد وأموال عربية منذ أكثر من تسعمائة يوم كسب ود الجيران في ارض الحكمة والإيمان وفضلت هذا المكسب الرابح على كل المغريات والمصالح الزائلة وحالف هذه الرؤية الثاقبة لسلطانها الحكيم التوفيق والسداد وظفر باحترام واعتزاز وتقدير كل اليمنيين الذين باتوا يكنون لعُمان سلطانا وحكومة وشعبا كل الحب والإكبار ويرون فيهم الشقيق الوفي الذي لا يزال يقيم وزنا للإخوة والجوار.
اليوم وقد سجلت السلطنة موقفها المشرف تجاه العدوان على اليمن وأثبتت وفي أكثر من مناسبة حرصها على أمن وسلامة واستقرار اليمن وشعبه الكريم يحدونا أمل كبير بأن يتم الأشقاء العمانيون مواقفهم الإنسانية الرائعة تجاه اليمنيين وخاصة مع أولئك الشباب من الصيادين من أبناء قرى الساحل الغربي وتحديدا في مديريتي الخوخة وحيس حيث ضاقت عليهم الأرض بما رحُبت بفعل جرائم تحالف العدوان وقصف طائراته لقواربهم وحرمانهم من ممارسة مهنتهم وإعالة أسرهم وعائلاتهم المعدمة وهؤلاء الضحايا وأنا اعرف عددا منهم اضطرتهم الحاجة والبحث عن لقمة العيش إلى الرحيل صوب السواحل الشرقية بمحاذاة الحدود العمانية بحثا عن الرزق الحلال وهناك وقع عدد منهم وخاصة من الشباب قليلي الخبرة والتجربة في أيدي مهربي”القات” إلى الأراضي العمانية وقد استسهل هؤلاء المهمة بالنظر إلى ما يتمتع به “القات” في اليمن من رواج ومشروعية ولكنهم وقعوا في قبضة حرس الحدود العماني ويقال بأنهم بصدد مواجهة أحكام قضائية قاسية قد تصل إلى السجن لسنوات طويلة مما جعل عائلاتهم المغلوبة على أمرها في حالة إنسانية بالغة الصعوبة والتعقيد حيث لا عائل لهم إلا هؤلاء السجناء ونحن هنا نوجه عبر هذه المساحة نداء إنسانيا إلى صاحب القلب الرحيم والرؤى الثاقبة السلطان قابوس وحكومته الرشيدة بان ينظروا إلى هؤلاء الشباب بعين الرحمة والعطف وان يرأفوا بهم وبعائلاتهم وان يُؤخذ في الاعتبار الأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمن بسبب العدوان والذي يزداد ضراوة ووحشية على طول الساحل الغربي وان يتم إعتاقهم وإطلاق سراحهم وإسعاد قلوب عائلاتهم الفقيرة وإعادة البسمة التي غادرت شفاههم منذ نحو ثلاث سنوات ويحدونا الأمل والثقة الكبيرة بان يجد هذا النداء الإنساني تجاوبا من الأشقاء في عمان فهم سباقون دائما إلى المكارم وفضائل الأخلاق كما نناشد القيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني أن تعطي هذا الموضوع الإنساني الهام ما يستحق من الاهتمام والمتابعة والتواصل مع الجهات المختصة في عمان والعمل على إيجاد المعالجات المناسبة لأوضاع هؤلاء المساكين ونعول هنا على دور وزارة الخارجية ووزيرها المخضرم المهندس هشام شرف المتوقد حيوية ونشاطا وان يبذل مع طاقمه في الوزارة الجهد اللازم لتامين إطلاق سراح هؤلاء المغرر بهم ونسال الله العلي القدير ان يتكلل هذا العمل المُنتَظر بالنجاح المنشود.

قد يعجبك ايضا