نطباعات زائر يمني إلى جبهة الحدود في نجران ( 2 )

عبدالفتاح حيدرة
لا ترعبني أبدا فكرة زيارة الجبهات، بل على العكس تماما، اتشوق لتلك الزيارات واتمناها في أي وقت وتحت أي ظرف كان، ما يرعبني حقا هو فكرة الكتابة عن زيارة الجبهة، ما يخيفني ويرعبني هو عدم تمكني من نقل وعي المقاتل اليمني لمجتمعه وشعبه اليمني..
زيارتي إلى جبهة نجران والتي عدت منها قبل أيام مليئة بحكايات وقصص وبطولات وتضحيات المقاتلين اليمنيين، الذين انتصروا على أكبر ترسانة للمال والسلاح والتكنولوجيا في العالم، ومرغوا أنوف أشرار العالم هناك، وكسروا كل القواعد العسكرية والسياسية والاقتصادية..
في جبهة نجران انتصر المقاتل اليمني بقواعده اليمنية التقليدية البسيطة المتمسكة بـ(الوعي) التام والكامل بهدى الله لمواجهة خطط تضليل الشيطان، انتصر بقواعده اليمنية البسيطة التقليدية المتشبثه بـ(القيم) التي راكمها التاريخ اليمني في تكوينه التاريخي والجغرافي منذ آلاف السنين نصرة للحق ضد الباطل، انتصر بقواعده اليمنية التقليدية البسيطة المؤمنة بـ(المشروع) المضحي بماله ودمه ونفسه من أجل ان يعم الخير على الناس جميعا مواجها كيان وادوات ودول وجيوش وشركات الشر الذي يريد ان يفرض على الانسان الاستعباد والتبعية والإذلال والخنوع..
في جبهة نجران شاهدت بعيني البطولات التي يقوم بها المقاتل اليمني هناك، واستمعت لوعي المقاتل اليمني هناك ، تلك البطولات الأسطورية التي صنعها وحققها بوعي كبير جدا ، وعي أكبر وأشمل من تنظيرات الكتاب والمثقفين والسياسيين والجامعات ، وعي لا يمكن لأي مثقف او صحفي زائر أن ينقلها للناس وهو لم يعترف اولا انه يشعر بالخجل لقصر وعيه وثقافته امام وعي المقاتل اليمني..
من جبهة نجران خرجت وانا اقول في نفسي إذا كنت لا زلت تتنفس، ولا زال القلب يدق، عليك ان تعمل لك بصمة في حياتك، عندما ترى الجميع ملتهين بغير وعي هدى الله وقيم اليمنيين المدافعة عن العرض والارض ومشروع المسيرة المنتصر لخير الانسانية كلها، إنها فرصه ان يثبت كل يمني على الحق ومع الحق وأهله، بمعرفته وعي هؤلاء المقاتلين المجاهدين الذين ضحوا بكل شيء في سبيل الله إنتصارا لله أولا والإنتصار ثانيا لقضيتهم الكبيرة في صون عرضهم وأرضهم ورفض الذل والإهانة والإستسلام والهيمنة والتشتت والتبعية..

 

قد يعجبك ايضا