26سبتمبر … الأهداف والتآمر السعودي

 

 

عبدالفتاح البنوس
الحديث عن ثورة 26سبتمبر حديث ذو شجون ، فالحديث عنها هو حديث عن ثورة متجددة ، ثورة لم يخفت بريقها ، ولم تذبل أزهارها ، ولم تحقق كامل أهدافها ، فما تحقق من أهدافها بعد مرور ما يقارب الـ55عاما من تحقيقها لا يرتقي إلى تطلعات وآمال الشعب ، الذي هتف بحياتها ، ووقف إلى صفها ، فالمتأمل والقارئ بإنصاف لأهداف الثورة يدرك بأن هنالك انحرافات وتجاوزات اعترضت وحولت مسارها ،وهو الأمر الذي أدركه الزعيم الراحل إبراهيم الحمدي طيب الله ثراه ، حيث سعى لتصحيح مسار الثورة ورسم ملامح الخطة الخمسية التي استوعبت على مدى مراحلها كافة أهداف الثورة السبتمبرية المجيدة ، ولكن سوس العرب والمسلمين صهاينة العرب (آل سعود ) ، وأدواتهم وأذنابهم من العملاء والمرتزقة وقفوا ضد ثورة تصحيح الثورة السبتمبرية ، وتآمروا عليها ، وعملوا على وأدها وهي لا تزال في بداية وهجها وألقها ، باغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي ، ليعيدوا اليمن واليمنيين إلى نظام الاستبداد والتسلط الذي قامت ثورة الـ26من أجل القضاء عليه وإقامة حكم جمهوري عادل ، فكان آل سعود ومن تحالف معهم من اليمنيين وما يزالون هم أعداء الجمهورية والحرية والكرامة .
واليوم وبعد 55عاما من عمر الثورة نحن أمام واقع يحاكي ما كان عليه الحال عقب ثورة 26سبتمبر من تآمر سعودي وقح وخيانة وتآمر من قبل ذات القوى اليمنية التي مدت أياديها للسعودية في الماضي وما تزال تمدها إلى لجنتها الخاصة اليوم لقتل اليمنيين وتدمير اليمن التاريخ والحضارة والتنمية ، فأعداء الأمس هم نفسهم أعداء اليوم ، ولكنهم اليوم أكثر وحشية وإجراما وأكثر قبحا ووضاعة ، فكما وقفوا ضد تنفيذ أهداف الثورة السبتمبرية في العام 1962م، وقفوا أيضا ضد الثورة التصحيحية التي قادها الرئيس الحمدي في العام 1974م ، ووقفوا ضد الوحدة ، ووقفوا اليوم ضد ثورة الـ 21من سبتمبر وعملوا على تشويه صورتها ، وإعاقة مسارها والعودة بالأزلام والأصنام والطواغيت الذين أطاحت بهم ولفظتهم إلى خارج الوطن تحت شماعة الشرعية المزعومة ، فهم بيت الداء ومصدر كل الشرور بالنسبة لنا كيمنيين خاصة وكعرب ومسلمين عامة .
اليوم نحتفل بالذكرى الـ55 لثورة الـ26من سبتمبر المجيدة ونشاهد بعض الإنجازات والأهداف التي تحققت وفي مقدمتها أغلى الأهداف وهي الوحدة المباركة ، وكذلك ما يتعلق ببناء الجيش وهذا الأخير كان هدفا للكيان السعودي حيث عملوا على تقسيمه وضرب نفسياته من خلال غرس الولاءات الشخصية في صفوفه وتحويله إلى جيش يتبع الأشخاص ، قبل أن يجهزوا عليه من خلال ما يسمى بعملية الهيكلة والتي سبقت شن العدوان على بلادنا والذي اكتملت به فصول المؤامرة ، كما تحقق أيضا الهدف السادس والذي نص على احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم ، أما بقية الأهداف فلا تزال تراوح مكانها وما تزال الجماهير في انتظار تحقيقها وترجمتها من شعارات إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع ، وما نشهده اليوم من حراك ثوري وملاحم بطولية في مختلف جبهات العزة والكرامة يندرج في إطار سياسة تصحيح مسار الثورة وتحقيق أحد أهم أهدافها وهو التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات .
بالمختصر المفيد، ثورة الـ 26من سبتمبر هي الثورة الأم والمطلوب اليوم ونحن نحتفل بعيدها الـ 55 أن نسعى جميعا من أجل نشر الثقافة الوطنية التي تعيد لليمن أصالته وتراثه وحضارته وتعيد له أمجاده ، وتقهر وتدحر العدوان وأذنابه وتصحح كافة المفاهيم المغلوطة التي علقت بالثورة .
الرحمة والخلود للشهداء، الشفاء للجرحى ، الحرية للأسرى ، النصر لليمن واليمنيين .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

 

قد يعجبك ايضا