أكتوبر الثورة

 

زينب الشهاري
شر البلية ما يضحك…. فعلاً مفارقة عجيبة وشيء مثير للسخرية، هم فقط مرتزقة الاحتلال من يحتفلون بذكرى استقلال أرضهم من الاحتلال بينما هم يعيشون في حضن احتلال جديد متعدد الأطراف والأطماع، باعوا كرامتهم وهويتهم بأرخص الأثمان وما زالوا يعدون أنفسهم من أبناء هذا الوطن!!، يحتفلون بذكرى الاستقلال رافعين أعلام المحتلين وشخصياته الذين يحتقرونهم ويستغلونهم لخدمتهم ولمصلتحهم لا غير.
ما يزيد عن120 سنة استمر فيها الاحتلال البريطاني الذي واجه مقاومة شديدة من أبناء الجنوب الأحرار وبفضل ثمرة تضحياتهم العظيمة نال الجنوب الحرية واستنشق عبير الكرامة والاستقلال، ها هو الجنوب اليوم يشهد احتلالا أمريكياً إسرائيلياً بأيادٍ سعودية إماراتية والتي أتت بأطماع استعمارية مثل سابقتها فتسعى لاحتلال أراضينا وجزرنا والسيطرة على مياهنا وموانئنا وصنع قواعد عسكرية لها ونهب ثرواتنا وسلب حريتنا وما التفجيرات والاغتيالات وانتشار القاعدة وداعش وقبوع أبناء الجنوب الأحرار في السجون الإماراتية حيث يسومونهم سوء العذاب لخير دليل على ما يريده المحتل في أي مكان وزمان على أي أرض يعتدي عليها، الاحتلال الإماراتي الذي قدم الوعود للمغفلين بجعل عدن جنة وصنع أبو ظبي ودبي أخرى منها، ها هم يرون واقعا مغايراً لتلك الوعود والحقيقة وحدها فقط تحكي عن معاناة مريرة فلا رواتب ولا كهرباء ولا غذاء وغياب أبسط مقومات الحياة فضلاً عن اقتياد المحتلين لأبناء الجنوب في معركة للقتال نيابة عنهم ضد أبناء بلدهم بغرض احتلال أرضهم ونهب ثرواته.
ها هو حزب الإصلاح يجني ما اقترفته يداه وهو من سخر كل طاقاته وإمكانياته ودعا المحتل وقاتل في صفه وتآمر معه ضد الوطن، ها هم المحتلون اليوم يحرقون مقره ويعتقلون أعضاءه في امتهان كبير لهم وهذا هو جزاء الخيانة وجزاء من باع وطنه للمحتل بثمن بخس، التاريخ يعيد نفسه والمرتزقة دائما يواجهون نفس المصير فهم مذمومون من أبناء الوطن ومن المحتلين أنفسهم.
في ذكرى ثورة 14 من أكتوبر من رياض تاريخ اليمن العظيم حيث نستنشق عبير القوة والعنفوان اليماني… ومن ملاحم البطولة حيث نستقي معاني الإباء والمجد ومن تضحيات أجدادنا الأوائل حيث نتعلم دروس الكرامة والحرية… هو اليمن الحر الأبي الذي لم يرصخ لاحتلال ولم يستسلم لعدوان وكان وسيكون إلى أبد الدهر مقبرة للغزاة… هي ثورة 14 من أكتوبر تطل علينا وخنجر قد غرس في جزء من أرض اليمن الحبيب… اليمن هذه الجوهرة الفريدة التي لم ينفك الطامعون يمدون أيديهم إليها يحاولون الظفر بها… سنرجع أمجاد آبائنا الأوائل وسنجدد انتصاراتهم العظيمة ويد سعودية إماراتية لمعتد أمريكي ستقطع عما قريب وسيطهر الجرح ويزال الألم وسيعود جسد الوطن الغالي معافاً سليماً عما قريب، سنحتفل بذكرى ثورة 14 من أكتوبر لأننا على يقين بأن المحتلين إلى زوال وأن الاحتلال إلى نهاية وأن اليمن سيبقى حراً عزيزاً كريماً إلى الأبد.

قد يعجبك ايضا