ذمار موطن الحضارات الغابرة

 

 

¶عشر مقاشم في المدينة القديمة لازالت على حالها وتعاني الإهمال

الثورة / عبدالباسط النوعة

تحوي محافظة ذمار الكثير من المعالم التاريخية وبعض المواقع التي لها قيمة حضارية كبيرة لعل أهمها على الإطلاق مدينة ذمار التاريخية تلك المدينة التي لا تقل أهمية ومكانة تاريخية وعمرانية عن أقرب المدن التاريخية التي تمثل تراثاً إنسانياً عالمياً وهي مدينة صنعاء القديمة تمتاز بمعمار مميز يجمع اللبن والآجور التي تستخدم فيها مادتا الجبس والقضاض وتحوي هذه المدنية ما بين (80 – 90) منزلاً تاريخياً بعضها بحالة إنشائية متدهورة وتحتاج إلى تدخل سريع وعاجل والبعض الآخر لا يزال صامداً رغم مضي السنين وعوامل التغيرات المناخية المتقلبة وتتكون هذه المدينة من ثلاثة أحياء “الحوطة – الجراجيش – المحل” وكانت مركزاً هاماً من مراكز العلم والثقافة العربية والإسلامية وأقيمت فيها مساجد تعود فترة بنائها إلى عهد الخليفة أبوبكر الصديق, وفي الناحية الشرقية من المدينة تقع مدينة المواهب عاصمة الإمام محمد بن أحمد بن الحسن ابن القاسم, كما يوجد في مدينة ذمار جامعها الكبير ذلك المعلم التاريخي القديم والذي يعد أبرز المعالم التاريخية في المدينة بعد المدرسة الشمسية التي تعد تحفة معمارية تزينها النقوش والزخارف البديعة.
السوق القديم
وتمتاز مدينة ذمار التاريخية بأن الساحات والبساتين وكذا المقاشم تحتل مساحة أكبر بكثير من المساحة المبنية حيث يبلغ عدد مقاشمها 10 مقاشم, كما تحوي ذمار واحداً من أهم وأبرز الأسواق وسمي السوق القديم للمدينة ويمتاز هذا السوق بأنه عبارة عن أسواق صغيرة كل منها مخصص لتقديم شيء معين كما هو موجود في سوق الملح بصنعاء القديمة إلا أن سوق الملح أكبر من السوق القديم في مدينة ذمار.
مبانٍ طينية
كذلك يوجد في محافظة ذمار مدينة معبر الطينية التي بنيت معظم مبانيها بالطين الخالص.
ولا ننسى الإشارة إلى المدرسة الشمسية حيث تعد من أبرز المآثر الإسلامية وتقع هذه المدرسة في حي الجراجيش وقد بناها الإمام المتوكل يحيى شرف الدين بن المهدي أحمد وبنيت سنة 950 للهجرة, أما المطاهير والمنارة فقد بناهما أحد القادة العثمانيين (محمد علي باشا) سنة (1155)للهجرة وقد ذكر القاضي الأكوع في كتابه (المدارس الإسلامية في اليمن) أن هذه المدرسة كانت تحوي مكتبة نفيسة وموقوفة.
وكانت المدرسة مقصداً لطلاب العلم من مختلف المناطق اليمنية وفيها ملحق عبارة عن سكن لطلاب العلم من خارج ذمار وتعد المدرسة آية من آيات المعمار اليمني الجميل بنقوشه وزخارفه البديعة وكذا القباب عند المدخل , وعلى سطح المدرسة ناهيك عن الزخارف البديعة في المحراب ويوجد في داخل المدرسة (الجامع) أربعة وعشرون عموداً يقوم عليها السطح.
صيانة وترميم
ويقول مدير فرع هيئة المدن التاريخية بذمار صفوان علي الضبعي إن العديد من منازل مدينة ذمار التاريخية بحاجة إلى ترميم وصيانة كونها ومنذ سنوات طويلة لم تتم صيانتها وكما هو معلوم لدى عامة الناس أن البناء الطيني أو الآجور بحاجة إلى صيانة دورية وهذا ما غاب خلال السنوات الماضية الأمر الذي أدى إلى تدهور الحالة الإنشائية لعدد كبير من المنازل وبالتالي باتت بحاجة إلى ترميم بعضها ترميماً سريعاً وعاجلاً.
مساحات بيضاء واسعة
وأوضح أن مدينة ذمار تمتار بأن مقاشمها أو مساحاتها البيضاء أكثر من المساحة المبنية, وأن هذه المقاشم على حالها لم يتم أخذ أو اجتزاء بعض منها وذلك لأن مشروعاً استهدف هذه المقاشم بدعم الصندوق الاجتماعي للتنمية واستهدف هذا المشروع تسوير كافة المقاشم وهو ما أدى إلى الحفاظ عليها وصونها وإذا لم يتم تسويرها فمن المتوقع جداً أن تلاقي نفس المصير الذي واجهته مقاشم صنعاء القديمة.
مخالفات معمارية مستمرة
*وعن المخالفات المعمارية والتشويهات في مدينة ذمار التاريخية أشار إلى وجود مخالفات وتشوهات معمارية وقد حاول فرع الهيئة التقليل منها إلا أن عدم تعاون الجهات المعنية بالضبط جعل جهود الحفاظ ضعيفة, ولعل أكثر المخالفات المعمارية قد ارتكبت بحق هذه المدينة قبل إنشاء فرع هيئة الحفاظ بذمار في العام 2009م إلا أن المخالفات لاتزال مستمرة.

 

قد يعجبك ايضا