أكاديميون وسياسيون يفسرون ما وراء الاضطراب السعودي في التصريحات تجاه اليمن

د. المطري:
هناك انقياد سعودي لاستراتيجية ترامب المستهدفة للقوى المقاومة للهيمنة الأمريكية

النعيمي:
تصريحات محمد بن سلمان مراهقة كشفت للعالم أن أمن إسرائيل من أمن المملكة المتآكلة

الغرسي:
تحركات المبعوث الأممي تأتي للتغطية على تصعيد العدوان وجرائمه

د. الشعبي:
الخلافات الداخلية بين آل سعود تبشر بقرب تقسيم المملكة .

د. الحاج:
السعودية هي من تقف وراء الكثير من الأزمات التي يعانيها شعبنا اليمني ليظل جائعا وتابعا

د. الحاضري:
ولي عهد السعودية بتصريحاته المتضاربة يدخل في حالة نفسية وعقلية مختلة
استطلاع/ محمد مطير

بعد أكثر من عامين ونصف من العدوان البربري الوحشي على اليمن من قبل السعودية ومن خلفها أمريكا بذريعة إعادة شرعية من لا شرعية له..من جديد ظهرت تصريحات محمد بن سلمان مضطربة ليحاول السفير السعودي في اليمن أن يخفي عوارها ثم تجشم عناء إصلاح ذلك الاضطراب الناطق السابق باسم العدوان لكن بعد أن ظهر الهدف والغاية من العدوان على اليمن …فلا شرعية مزعومة هي الهدف بل وضعت السعودية نفسها محل إسرائيل..وكشفت هدفها الخبيث تجاه اليمن وهو اجتثاث ما تراه انه نموذج في اليمن يحاكي تجربة حزب الله في لبنان..وفي الوقت الذي قامت فيه بتحشيد وزراء خارجية دول العدوان ورؤساء أركانها إلى الرياض لتسعير حربها تستجدي حلا امميا من الأمم المتحدة….فأين يا ترى يضع المراقبون كل هذا الارتباك السعودي..وما دلالاته اليوم بعد أن شارفنا على نهاية العام الثالث للعدوان؟..نتابع مع نخبة من الأكاديميين والسياسيين..ماذا قالوا:

الدكتور خالد المطري –جامعة صنعاء:
إن التطورات الأخيرة مرتبطة بشكل جذري بالسياسة الأمريكية أكثر من كونها نتاج سياسة سعودية .. فتصريح ولي العهد السعودي بأن حربهم على اليمن مستمرة لمنع تحول أنصار الله إلى مكون شبيه بحزب الله اللبناني يهدد كيان مملكته, وربطه للأمر بإيران وما تقدمه -حسب زعمه- من دعم حربي أو عسكري لأنصار الله خلال هذا الصراع, وربطه من ناحية أخرى بإمكانية تهديد أنصار الله للملاحة الدولية عبر باب المندب وتأثير ذلك على التجارة العالمية, فإنه يدل على الانقياد السعودي لإستراتيجية ترامب المستهدفة لإيران والقوى المقاومة للهيمنة الأمريكية على المنطقة. وما يؤكد هذا الأمر ما رشح قبل ذلك عن رغبة السعودية في إنهاء هذه الحرب وسعيها إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران إلى سابق عهدها وإعلان الطرفين عن قرب عوده العلاقات بينهما وإرسال كل طرف دبلوماسييه إلى عاصمة الآخر.
وأضاف : إن تصريحات بن سلمان الأخيرة واعترافه بأن العدوان الذي يتعرض له اليمن يهدف في المقام الأول إلى القضاء على تهديد أنصار الله لكيان مملكته وللملاحة الدولية في حال تم لهم حكم البلاد ليس إلا اعترافا بحقيقة الأهداف التي طالما جرى إخفاؤها خلف ستار الشرعية المزعومة ..
وختم حديثه: إن الحرب التي جرى إعلان انطلاقها من قلب العاصمة الأمريكية لن تتوقف إلا عندما يصل الأمريكي إلى قناعة باستحالة تحقيق تلك الأهداف بشكل كلي من خلال القوة العسكرية.
تقسيم المملكة
فيما تحدث الدكتور مجاهد الشعبي –جامعة صنعاء- قائلا: قد تظهر لنا الأحداث أمورا ﻻ يمكن تفسيرها في اتجاه قناعاتنا .. ومن هنا ﻻ نستطيع القول بأن مواقف السعودية مرتبكة إن لم تكن هناك مؤشرات على ذلك. وفيما يتعلق بالموقف السعودي في عدوانه على اليمن فقد ارتكز أساسا على البعد الإيديولوجي في المقام اﻻول, فالأمر يمثل عداء إيديولوجياً بين آل سعود وإيران, نجني عواقبها السلبية نحن في اليمن, وأما ما يتعلق باستمرارية العدوان فالفاعل الدولي المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية هي من بيدها إنهاء العدوان في أي لحظة تريدها لكنها تطيل من أمد العدوان لمصالح وأهداف إستراتيجية من شأنها تعظيم تلك المصالح والأهداف .. ولعل سيناريو إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة يتم تنفيذه في كل من سوريا والعراق, وهو ما لم يتسن لهم تحقيقه في اليمن إلى حد الآن إﻻ إذا تمت العودة إلى ما أسموه بأقلمة الدولة اليمنية .. ولعل النموذج الكردي في إقليم كردستان ليس ببعيد.
وأوضح أن الخلاف الداخلي والتباينات في المواقف السياسية ﻷفراد العائلة الحاكمة في المملكة تبشر بقرب انفراط حبل الدولة البوليسية ﻵل سعود وتقسيم المملكة إلى دويلات صغيرة وهو ما سنشهده على المدى المنظور..
اضحوكة
فيما أشار الدكتور علي إسماعيل الحاج –جامعة إب- إلى أنه لم يكن خفيا على العقلاء ورجال السياسة الأهداف الخفية الحقيقية التي تقف وراء العدوان السعودي الظالم والجائر على اليمن وشعب, فالسعودية حين أعلنت شن حربها وعدوانها الغادر، ادعت زورا وفجورا على مرأى ومسمع من العالم أن الحرب التي يخوضها التحالف تحت أمرتها ضد أبناء اليمن، تهدف إلى مصلحة اليمن والشعب اليمني، وإعادة الشرعية، وتخليص الشعب ممن يسمونهم الانقلابيين “قوات الحوثي وصالح”. وكان ردنا منذ اللحظة الأولى على هذه المزاعم والترهات التي قد تنطلي على بعض البسطاء السذج، أن السعودية لم ولن تقدم على أمر غايته مصلحة اليمن وأبنائه مطلقا..
وتابع :ونحن نقول ذلك ليس تحاملا تجاه السعودية، ولكن لأن الكثير من المعاناة التي ألحقت الضرر باليمن من أزمات اقتصادية، وأحداث وصراعات سياسية، تقف وراءها السعودية، وتعمل على تغذيتها وتمويلها، وواقع الحال يشهد بذلك .. وليس أدل على ذلك تلك الملايين التي تصرفها شهريا كمرتبات لكثير من المشائخ وزعماء القبائل، وبعض الخونة من ضباط وقادات الجيش طوال خمسة عقود .. ولو كانت السعودية هدفها مصلحة اليمن وشعبه لكان الأجدر بها تسليم الأراضي اليمنية التي تحتلها لإثبات حسن النوايا، بدلا من قضمها لأجزاء جديدة بين الحين والآخر، ولو كانت غايتها مصلحة اليمن لكانت اليمن ضمن مجلس التعاون الخليجي .. لذلك يجب أن يعلم من لديه أدنى شك بأن السعودية هي من تقف وراء الكثير من الأزمات التي يعانيها شعبنا اليمني، بهدف أن يظل اليمن جائعا راكعا ليس له القدرة على استعادة أراضيه ..
واردف :فحين أدركت السعودية أن اليمن بدأ ينهض، وأصبح يمتلك جيشا قادرا على حماية أرضه ووطنه، واسترجاع الأراضي المحتلة اتخذت السعودية من الأزمة اليمنية وسيلة وذريعة للانقضاض على اليمن وتدميره ، من خلال الدول العشر التي كانت ترعى المبادرة الخليجية، باستدراج وشراء من افتعلوا الأزمة ووصلوا إلى السلطة، كي يضعوا اليمن تحت الوصاية الدولية فكان للسعودية ما أرادت .. فعملت على جمع التحالف لضرب اليمن وتدمير جيشه وبنيته ومنجزاته التي تحققت خلال الثلاثة العقود الأخيرة, ليظل اليمن فقيرا عاجزا عن استعادة أراضيه أو التفكير في ذلك.
وختمت بالقول: ها هي اليوم وبعد مرور ما يقارب ثلاث سنوات من قيادتها لتحالف العدوان ضد اليمن وتدمير جيشه وبنيته وحصار شعبه، ورغم ما ارتكبته من قتل ودمار وجدت نفسها عاجزة عن ما وعدت به من إعادتها للشرعية المزعومة، أو القضاء على من تسميهم الانقلابيين، فأضحت أضحوكة، وفي حالة من الإرباك والتخبط، مما دفعها إلى أن تقولها صراحة بأن حربها على اليمن ليست من أجل تلك الشرعية المزعومة ..
حالة نفسية
ومن جهته يرى الكاتب والباحث الدكتور يوسف الحاضري أن المملكة السعودية وكذلك الإمارات بدرجة رئيسية يديرها حكام جهلة ومجهولون فأنتجوا لهم مجتمعات تناسقت مع جهلهم فأصبحت مجتمعاتهم لا تهتم إلا بما تهتم به الأنعام (الأكل والشرب والجنس ) وهذا ما فطن إليه الغرب على رأسهم أمريكا فاستغلت هذه الحالة العقلية لهؤلاء الحكام لاستنزاف ثرواتهم من منظور تعظيمهم وتعظيم أعمالهم وهذا الذي سقط فيه حكام هذا الجيل ، فكان التجاهل العالمي لممارسات حكام الخليج في اليمن بجانب الصمود التاريخي لأبناء اليمن أنتج هذه الحالة من التخبط لحكام الخليج فتارة يعلنون عن أهداف معينة لعدوانهم وفي نفس اللحظة يناقضون الهدف بأهداف أخرى ثم نجدهم في اجتماعات أخرى يناقضون كل ذلك ويذكرون أهدافاً جديدة وهكذا ، عوضا عن أن الاستمرار من التوقف خرج من أيديهم بعد أول مجزرة ارتكبوها في اليمن في أول يوم للعدوان فما بالك واليوم نتكلم عن مئات الجرائم والتي تلوح بها أمريكا والأمم المتحدة ودول أوروبية كثيرة لأهداف عديدة .. هذه جميعها كفيلة بأن تجعل ولي عهد عرش السعودية يدخل في حالة نفسية وعقلية مختلة، نتيجتها تلك التصريحات المتناقضة ..
مجرد غطاء
من جانبه أكد زيد الغرسي -محلل سياسي- أن تصريحات محمد بن سلمان الأخيرة تكشف عن جزء من الحقيقة التي طالما حاول العدوان إخفاءها لأكثر من ثلاث سنوات لكنها اليوم تتضح بشكل أكبر وهي السيطرة على اليمن وموقعه الجغرافي الاستراتيجي لطمأنة العدو الصهيوني بأن الموقع الجغرافي لليمن المطل على باب المندب لازال تحت سيطرة أدواته في المنطقة من النظامين السعودي والإماراتي وأن عنوان الشرعية كان مجرد غطاء لتحرك دول العدوان لتحقيق هذه الأهداف وهو ما نراه واضحا في احتلال الإمارات لجزر اليمن الإستراتيجية كسقطرى وميون ونهبها للنفط والغاز اليمني من شبوة وسعيها للتحكم بالمطارات والموانئ .. وإلا فما علاقة ذلك بالشرعية ؟ حتى اليوم ترفض دول العدوان عودة هادي إلى عدن فعن أي شرعية يتحدثون ؟.
للتغطية
وأضاف الغرسي قائلا: إذا ما جمعنا تصريح محمد بن سلمان باستمرار الحرب على اليمن واجتماع دول التحالف في الرياض بعده بأيام يتضح من ذلك استمرار دول العدوان في مسار التصعيد الميداني والعسكري وهذا ما برز واضحا بعد ذلك في شن زحوفات كبيرة في جبهات نهم ومارب وتعز والجوف وميدي وزيارة بعض قيادات المرتزقة لأبوظبي في سياق التحضير لخوض معركة الحديدة
ولفت إلى أن ما يتم الحديث عنه حول مبادرات سياسية لإيقاف العدوان فقد أثبتت الأحداث منذ بداية العدوان أن تحركات مبعوث الأمم المتحدة ولد الشيخ تأتي إما للتغطية على تصعيد العدوان العسكري أو محاولة لإيقاف انتصارات الجيش واللجان الشعبية واعتقد أن الحالة الأولى هي الحاصل اليوم فتحركاتهم غير ما يعلنون به في وسائل الإعلام ..
في مخنق ومأزق
فيما أكد أمير النعيمي -ناشط إعلامي- أنه أصبح من المُسلَّمات بل من القطعيات أن الجارة الكبرى في مأزق لا تحسد عليه بعد تورطها مع من شاركوا العدوان علينا منذ ما يقارب العامين والنصف والدخول في العام الثالث من فشلها في عدوانها .. فاليوم أدركت المملكة أن عدوانها كلف كثيراً من مليارات الدولارات وأدركت الفشل الذي يلاحقها في الجو بعد إسقاط أحدث الطائرات سواء الاستطلاعية طراز”إم كيو “ أو الحربية التايفون مما يعني أن دفاعاتنا الجوية في تطور يواكب تطور طائراتهم الحربية, وكذا في الأرض من خلال دحر مرتزقتها متعددة الجنسيات ومرتزقتها في الداخل, إلى جانب القوة البحرية المتعاظمة يوماً بعد يوم من خلال صواريخ نوعية مناسبة لكل بارجة وسفينة تنتهك السيادة اليمنية.. كل هذا جعل المملكة في تخبط وإرباك واضح بعد فشلها في كل المجالات من خلال جولات بن سلمان لبعض دول العالم وآخرها روسيا لتغيير سياستها تجاه اليمن بعد عقد صفقات لشراء أسلحة روسية متطورة وضمان من السعودية بتهدئة الوضع في سوريا..
وأضاف بالقول : إن أحد الإخفاقات التي منيت بها السعودية وأدخلتها في حال جنون هو فشل خلق صراع في الجبهة الداخلية وكشف مخططاتها وأدواتها المتخفية التي تعمل على خلق فبركات وأكاذيب لنتهم بعضنا البعض وفضح من يمولها ويقف وراءها..
بلسان الفشل
وأكد النعيمي أن السبب الجوهري في ازدياد حالة الإحباط في المملكة هو صبر الشعب على الحرب الاقتصادية المفروضة من قبل دول العدوان وتقدم الجيش واللجان الشعبية في العمق السعودي وتطهير المناطق التي يتواجد بها مرتزقة العدوان، كل هذه المعطيات جعلت أمراء وملك آل سعود يشعرون أن” المملكة في حالة تآكل” وخوفهم على ملكهم ومملكتهم الذي بدا واضحاً في تصريح بن سلمان الأخير والذي أقر واعترف بلسان القلق والخوف من الفشل الذي يلحقهم ويلاحقهم حين قال “ لن يسمح بوجود حزب الله آخر في اليمن “ فهذا التصريح الغبي من مراهق كشف للعالم أن دولة السعودية هي “دولة توسعية “ نفس الاحتلال الصهيوني في فلسطين وجنوب لبنان مما أكد للعالم أن أمن إسرائيل من أمن المملكة العربية السعودية وبقاءها من بقاء الاحتلال الصهيوني في فلسطين..

قد يعجبك ايضا