فن الإدارة وأخلاقياتها

إعداد : ملازم أول/ محمد لطف المعلمي
القيادة أصل الإدارة وأساسها فهي تجري في كل نواحي المشروع لجريان الدماء في عروق الجسد ويشعر بها العاملين مع القيادة الإدارية الناجحة. والقيادة الإدارية ليست سلطة تعلو على الموظفين وتسيطر عليهم بما تصدره من أوامر وانما هي نفوذ تكسبه في أوساطهم وفقاً للوائح المنظمة للعمل في المؤسسات وبالمثل العليا التي تتحلى بها نفوذ يمكنها من أن تحرك الجموع وتطلق فيهم الروح الخلاقة ليعملوا وينتجوا نفوذا يحرك وينسق أعمال العاملين ويحقق التعاون فيما بينهم. فن الإدارة.. وأخلاقياتها والقيادة هبة توجد في المدير أو لا توجد فإن كان محروماً منها فمن الصعب اكتسابها إلا بالمرات بالممارسة والمثابلة الطويلة والتركيز الشديد والرغبة الأكيدة والعمل الدؤوب والقيادة الإدارية يجب أن تعمل على خلق التعاون وبث روح الفريق الواحد بين العاملين والقيادة والمرؤوسين بالنواحي الإنسانية نحوهم.. وتعميم السلوك الإنساني في التعامل معهم. فالإنسان هو عقل وقلب وسواعد الأعمال يمكنه أن يعمل بانسجام مع الآخرين لتحقيق أهداف القيادة الإدارية متى شعر العاملون بالرضا النفسي وعلى العكس من ذلك لا يكون لعملهم أي ثمرة اذا فقدوا الرضا وارتابت قلوبهم.. والإدارة ليست ملك لأحد ينفرد بها يفرض رأيه فيها أصاب أو أخطأ بل أصبحت الإدارة ديمقراطية يشترك فيها الجميع كل المديرين والعاملين أيضاً. إن اختيار المدير أمر هام في حياة المؤسسة يجب أن تتوفر له كل عوامل حسن الاختيار مع الحيدة والبعد عن المحاباة حتى يمكن يحق أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب. والإدارة تعمل على خلق مبدأ المنافسة الخلاقة بين الموظفين للتجديد والابتكار، إن الطريق التي تدير بها القيادة الإدارية العاملين تؤثر تأثيراً كبيراً في إنتاجهم. إن الإدارة الجيدة هي التي تخلق جو صداقة وود مع العاملين لا يؤسسه على كلام لين فقط ولكن يؤسسه على أفعال تظهرها تصرفاته معهم فعلى المدير القائد أن يكون متفاهماً ومساعداً لهم في حل مشاكلهم وأن يتجنب التحيز لفريق دون آخر وأن يكون المدير عادلاً في كل معاونيه على حد سواء فلا يفضل أحداً فيسمع منه ولا يتجاهل أحداً فيصده. فإن من أخطر المؤثرات على الروح المعنوية للعاملين أن يشعروا أن المدير يصادق فريقاً من العاملين وأنه لا يهتم بفريق آخر وأن يكره فريقاً ثالثاً. كما أن على المدير أن يعترف بحق العاملين معه بأن يعاملهم المعاملة المستقيمة وعدم الالتجاء إلى سياسة تفضيل بعض العاملين على بعض أو خلق أو اتخاذ شلل داخل العمل فإن كل ذلك يهدم سياسة المدير نحو إيجاد علاقات إنسانية سليمة وعلى الإدارة العليا مراقبة تصرفات وأعمال هذا المدير فإن أصاب وأحسن كافأته وزادت في الثناء عليه وأن خاب وزادت شكاوي موظفيه منه فعليها محاسبته وعزله من هذا العمل وتعيين شخصاً أكثر كفاءة وحكمة. المدير في كل موقع والمسؤول في كل مكان وهو الذي تتعلق عليه الآمال فلنبدأ به فلن ينصلح أي أمر إلا بصلاحه وبدون صلاحه فإن كل محاولة للإصلاح لا تنجح. وعلى المدير أن يعتبر نفسه المثل الأعلى للعاملين معه لدى الإدارة العليا يشرح لهم أحوال موظفيه ويحصل منها على ما يريد من إسعادهم كالترقيات والدرجات الوظيفية. والمديرون والعاملون عموماً يختلفون في أشياء كثيرة في الخبرة وفي العلم وفي المعلومات وفي القدرات وفي العواطف وفي السلوك العاطفي أو في العقائد وفي المعتقدات وفي القيم والأخلاقيات وهذه الاختلافات أساسية للتجديد والابتكار وهي السبب فيما قد يطرأ من خلافات بين المديرين والعاملين وتدخل الغيرة بينهم والتي تقتل روح الفريق التي تنشدها الإدارة العليا. والخلافات الشخصية التي قد تحدث بين المديرين والعاملين قد يستعصي أمرها وتطول وتعكس على العمل والعاملين أثاراً سيئة كما أن الإدارة العليا قد لا تعلم بها وإن علمت فتصرفها أما أن يكون محدوداً لا يصفيها وإما أن يتخذ إحدى الطرق الآتية:- (طريقة فرق تسد) وهذه الطريقة تحقق محاولة للاحتفاظ بموازنة الاختلافات بين شخصين اثنين أو أكثر ليستفيد المدير من استمرار وجودها وهذه الطريقة تقتل روح الجماعة وتلغي وجودها ويستعملها المدير لإذكاء المنافسة بين العاملين بدلاً من حثهم على التعاون فيما بينهم وتعتبر طريقة العداء بين موظف وآخر وبين المدير وأحد موظفيه لتتمكن الإدارة العليا في النهاية من التخلص من أحدهم أو من الاثنين معاً. طريقة تحييد الخلافات والعمل بالرغم من وجودها: وهذه الطريقة لا تكون إلا مع مجموعة ناضجة جداً من العاملين تفرق بين الخلافات الشخصية وبين خلافات العمل فالأولى تعمل تماماً والثانية تناقش وتدرس وتوجد لها الحلول والنسوبات وهذا وحده كفيل بأن يجعل التفاهم حتى في المسائل الخلاقية والشخصية يحل كل سوء الفهم والخلاف والإدارة العليا مطالبة بمراقبة الجميع مدراء وموظفين. كما أن على الإدارة العليا بالمؤسسة عمل تنقلات بين المدراء في كل الإدارات الثابتة لهذه المؤسسة أو الإدارة بدلاً من بقاء المدير في المنصب أكثر من أربع سنوات فأكثر من هذه المدة تصبح الإدارة ملكاً للمدير وأعوانه ستنتج عن هذه الإدارة الدائمة الشللية. والمدراء أشخاص محظوظون لأنهم كما يعرف الجميع ليس لديهم أي أعمال سوى اتخاذ قرارات عما يجب فعله وكيف يتم ومتى يتم واستناد هذه الأعمال إلى أشخاص للقيام بها وإرشادهم في تنفيذها ورفع روحهم المعنوية وهؤلاء هم الجنود المجهولون. كما يجب على الإدارة العليا بالمؤسسة إشراك الموظفين المختصصين وفقاً لمؤهلاتهم في اللجان المختصة في إطار المؤسسة وعدم السماح بتكرار أي موظف في أي لجنة أخرى وذلك لإتاحة الفرصة لموظفين آخرين فرصة المشاركة في تلك اللجان ويستفيد الجميع من البدلات والامتيازات المخصصة لهذه اللجان. كما أن على الإدارة العليا دعم المدراء من الجيل الجديد الذين بولائهم لوظائفهم وتطبيق مبادئ الإدارة سيحققون التقدم الاقتصادي والحضاري وسيأتون بأفكار جديدة تهدف إلى الرقي بأعمال هذه الإدارات. أما العلاقة بين زملاء العمل الواحد فيجب أن تبنى دائماً على الصراحة والوضوح في كل وقت وعليهم ترك المؤامرات ضد بعضهم بعض وترك بث الدعاية الكاذبة والدس عليهم للنيل من سمعة زملائهم ويجب تصفية القلوب من الأحقاد ومواجهة الزملاء وجهاً لوجه حتى يتم إزالة أي التباس أو أخطاء قد حصلت بينهم وحتى يقطعون الطريق على أولئك المنافقين والمتمصلحين والمستفيدين من هذه الخلافات الطريق ستنتهي كل المشاكل بين زملاء العمل الواحد وستدرم الصداقة والزمالة على مدار الزمن. أخيراً يجب على الإدارة العليا عندما يسيء العاملون بالمؤسسة سواء كانوا مدراء أو موظفين فيجب أن لا يستثنى أحداً مهما كان مركزه، بالنسبة لتطبيق الجزاءات السلبية فكل شخص يعمل مسؤول عن عمله يجازى بالإحسان إحساناً وبالإساءة إسارة وإننا إن لم نفعل ذلك وأمسكنا بخناق الصغير وتركنا الكبير عم الفساد وساءت العاقبة وصدق فينا ما جاء في الحديث الشريف الذي يقول: (إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد).

قد يعجبك ايضا