ميدي ترسم لوحة الصمود وعظمة التحدي

 

> العدوان السعودي يمارس سياسة الأرض المحروقة والأهالي يتمسكون بأرضهم

 

حجة / عبدالسلام الأعور

كثيرة هي المآسي والأوجاع التي يخلفها العدوان السعودي كل يوم بحق أبناء الشعب اليمني الصامد في المحافظات والمديريات والمدن والأرياف لكن تبقى المظلومية الكبرى لأبناء مديرية ميدي العالقين في أطراف مدينتهم والذين لم تسمح لهم الظروف بالنزوح ومغادرة مناطقهم ، فمنذ أكثر من عامين ونصف وهذا العدو المتجرد من القيم والأخلاق الإنسانية يسعى إلى إبادتهم وطمسهم من الوجود من خلال الاستهداف المتواصل والقتل والتدمير والحصار والتجويع المستمر ، غير أنه فشل في ذلك ، فعزيمة وثبات أبناء ميدي تجلت من خلال صمودهم الأسطوري في وجه هذا العدوان البربري الغاشم وفي هذا المكان على الخطوط الأمامية للمواجهات دفاعا عن الأرض والإنسان وسط أوضاع إنسانية متدهورة غاية في الصعوبة والتعقيد.. وإليكم تفاصيل من بعض المعاناة :

أزمة مياه…
تتمثل مأساة أبناء ميدي الحقيقية في انقطاع المياه وعدم توفرها بشكل كاف إذ يتطلب توفيرها القيام بمغامرة وسط ساحة حرب حقيقية لا تبقي ولا تذر، ولهذا تبقى أزمة المياه واحدة من أهم التحديات التي تواجه أبناء عزلة الجعدة والمناطق المجاورة لها كبني فايد والطينة والحرجة .
الوضع الصحي…
الحكاية لم تنتهِ هنا والمعاناة لاتزال مستمرة وتلاحق أبناء ميدي ، فالجانب الصحي هو الآخر يشكل معاناة أخرى لأبناء تلك المناطق المحاصرة والمفتقرة لكل شيء عدا الموت الذي توزعه جارة السوء لأهلها ليل نهار من خلال الغارات التي لا تتوقف أو من خلال الحصار المحكم والتجويع المتعمد، فالأطفال والنساء وكبار السن في هذه المنطقة يتعرضون للإصابة بالأمراض المختلفة ولكنهم لا يستطيعون الخروج لتلقي العلاج بسبب الخوف وكذا بعد المسافة حيث والوحدة الصحية التي لاتزال قائمة لم تعد تقدم الخدمات الطبية لهم نظراً لعدم وجود الأدوية الضرورية وافتقارها لأبسط مقومات العمل وتقديم الخدمات للأهالي.
ويناشد السكان الجهات المختصة إيجاد المعالجات السريعة والحلول الناجعة التي قد تسهم في تخفيف جزء من معاناة أولئك المنكوبين في تلك المناطق.
الجوع والفقر والحرمان يخيم على هؤلاء الضعفاء الذين حاصرهم العدو وأجبرهم الفقر على البقاء في قلب الخطر فلا منظمات نظرت إليهم وقامت بواجبها تجاههم ولا سلطات محلية تلمست همومهم وخففت عنهم بل تركوا لمعاناتهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء على بعد بضعة كيلومترات فقط من خطوط النار الأمامية ، فالمساعدات الغذائية المقدمة من منظمة الغذاء العالمي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تلبي الحد الأدنى من احتياجاتهم حد تعبيرهم ، وبالتالي بات من الضروري تدخل المنظمات الأخرى وكذلك أهل الخير والإحسان والالتفات إليهم وتقديم المساعدات لهم.
جرائم العدوان
لم يكتفِ العدو السعودي بما خلفه من أوجاع ومآس وآلام بحق أبناء ميدي من خلال الحصار والتجويع بل عمد إلى ارتكاب أبشع المجازر والجرائم الوحشية بحق هذه الأسر الفقيرة وأبنائها الفقراء والمعدمين ، والمشاهد المرفقة ماهي إلا نماذج لوحشية هذا العدو الأرعن والجبان بحق هؤلاء البشر البسطاء.
وبحسب الأهالي في المنطقة الذين يعانون وينتظرون قيام الجهات ذات العلاقة ومنظمات الاغاثة بالتخفيف عنهم ومشاركتهم أوجاعهم وتشييع شهدائهم وإسعاف جرحاهم من المدنيين الذين يسقطون جراء غارات العدوان المتواصلة على منازلهم وتوفير ما يسد رمقهم من المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات، وتصريحاتهم الموثقة تؤكد ذلك.
ملاحم الانتصار
ينظر العدوان السعودي من خلال إبادة وقتل وحصار أبناء ميدي العالقين في أطراف المدينة على أنهم يمثلون عامل رفد إيجابياً للجيش واللجان الشعبية بميدي ولذلك يسعى إلى إجبارهم على ترك مناطقهم ليتسنى له استهداف وقصف وتدمير كل شيء في تلك المناطق ، ويجسد أبناء ميدي أروع لوحات الصمود والعزة وأعظم صور التحدي ويسطرون بتضحياتهم اليومية وبقائهم هناك وتمسكهم بأرضهم وإيمانهم بقضيتهم ومظلوميتهم أكبر وأعظم ملاحم الانتصار رغم كل الظروف لإفشال مخططات وأهداف العدو.

قد يعجبك ايضا