دك مطار خالد الدولي في الرياض بباليستي يمني ضربة عسكرية واقتصادية موجعة للعدو

مراقبون يقرأون أبعاد ودلالات الضربة الصاروخية اليمنية لعاصمة العدوان

بركان H2 يعتبر رداً على جرائم العدوان بحق المدنيين
المعنيون بتنفيذ المشاريع الاقتصادية القائمة والمخططة ستدفعهم الضربة الصاروخية لأن يعيدوا النظر في مسألة استمرار نشاطهم الاستثماري
استطلاع / إدارة التحقيقات

أشاد سياسيون ومراقبون بالنصر العسكري الذي حققه الصاروخ البالستي الذي استهدف مطار الملك خالد بالرياض مصيبا هدفه بدقةمعتبرين ذلك ردا على جرائم العدوان التي تجاوزت كل الحدود ، ومشيدين بقوة وتطور التصنيع الحربي اليمني رغم الحصار الجوي والبري والبحري ورغم القصف الجوي والتحليق المستمر لطيران العدوان واستخدام الأقمار الصناعية في التجسس على مدار الساعة إلا أن التصنيع الحربي اليمني استطاع أن يفاجئ العالم بصناعة صواريخ جديدة وتطوير الصواريخ بخبرات يمنية بحتة قادرة على تدمير القواعد العسكرية للعدو في عقر داره كرد مناسب على جرائم العدوان السعودي المستمرة في حق الشعب اليمني ..لكن في الزاوية الأهم كيف سيكون تأثير كل ذلك على الاقتصاد السعودي الذي يعاني من تراجع مخيف جراء العدوان على اليمن واستمرار حربه التي تكاد تكمل عامها الثالث.
البداية مع المحلل السياسي والخبير الاقتصادي الدكتور محمد الحميري حيث قال :
لقد كان لاستقبال قاعدة الملك خالد الجوية في الرياض لصاروخ بركان H2 الذي اصاب هدفه بدقة، بعد ان تمكن مطلقوه من مجاهدي القوة الصاروخية من أن يسددوه بطريقة عالية الدقة مكنته من مواصلة طريقه بشموخ يمني استثنائي إلى الرياض كان لكل ذلك معان وقراءات متعددة ليس فقط في جانب تأثير هذا الإنجاز على مجريات ومعادلة العدوان والتصدي اليمني له حيث أن نجاح هذه العملية سيجعل حسابات قوى العدوان بعدها تختلف عن حساباتهم التي قبلها .
دور مبشر :
وأضاف الحميري: كما سيكون له أيضا دور مبشر ومعزز لوسائل الحسم اليمني وأدوات تحقيق النصر وخلق ضغوط عسكرية وعملية تجبر حكام الرياض على الانصياع لاملاءات العقل والضمير والمصلحة قبل ذلك والاستناد إلى هذه الحقائق في الإذعان لكل ما ستفرضه وستتطلبه عملية إنهاء الحرب وإيقاف العدوان من كلفة وتبعات سياسية ومالية وتنازلات ما كان لهم أن يقبلوا بها لولا هذا التطور النوعي في العمليات القتالية الذي فرضه وصول هذا الصاروخ وما حمله من رسائل واضحة وما يعنيه من قدرات تدميرية في نطاقات ومديات لم تدر بخلد سلمان وابنه وحلفائه وشعبه.
وتابع : ولا شك أن آثار ذلك ستنعكس اولا وبدرجة رئيسية على الاقتصاد السعودي الذي ستتبدل أولوياته رأسا على عقب فبعد أن كان ولي العهد السعودي يتبجح بأن عدوانه على اليمن سيطول ظنا منه انه سيظل يلعب بنفس أدوات الحرب والعدوان السابقة وأن معادلات كلفة الحرب التي استقرت عليها في الآونة الأخيرة سوف تبقى كما هي بحيث يكون بوسعه التحدث عن استثمارات ومشاريع كبرى في الجانب المدني والاقتصادي تحقق له بعض الرضا الشعبي في مقابل تراجع الأداء الاقتصادي لبلاده منذ صعوده لموقع القرار بذلك الأسلوب غير المألوف والمثير للارتباك والشكوك حول استقرار الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد، فقد كان يأمل أن توفر له ظروف العدوان من جهة وطموحاته الاستثمارية المريبة من جهة أخرى فرصة القفز على صعوبات الواقع السياسي المزري الذي لم تعرفه مهلكة آل سعود منذ تأسست قبل نحو مائة عام خلت.
مبينا ان الآثار الكارثية لوصول هذا الصاروخ للرياض وعلى افتراض ثبات جميع الجوانب الأخرى السياسية منها والأمنية في السعودية ستدفع كل المعنيين بتنفيذ الأنشطة الاستثمارية الاقتصادية القائمة والمخططة يعيدون النظر في مسألة استمرارها والبحث عن البدائل الآمنة الأخرى ليس فقط خوفا من كونها قد تصبح في مرمى القوة الصاروخية المتصاعدة لليمن ولكن وهو الأهم التخوف من أن لا تفي الحكومة السعودية بتعهداتها التمويلية للكثير من الاستثمارات القائمة والمتوقعة، وهكذا يمكننا أن نقول وبمنتهى الثقة أن كل شيء في مملكة آل سعود سيتم إعادة التفكير فيه بطريقة مختلفة عن ما كان عليه الحال قبل وصول بركان H2 وفي جميع المجالات وليس فقط في الجانب الاقتصادي.
من جانبه يقول مدير مكتب الحقوق والحريات بمجلس النواب كهلان صوفان: ان إطلاق الصاروخ البالستي طويل المدى إلى عاصمة قرن الشيطان الرياض الرد المناسب على التصعيد الكبير الذي تقوم به دول العدوان.. وما كان اجتماع رؤساء أركان دفاع تلك الدول الذي عقد في الرياض إلا تدشيناً لمرحلة جديدة من التصعيد والذي بدأ بارتكاب عدد من المجازر الجماعية الجديدة بحق شعبنا اليمني في عدد من محافظات الجمهورية، وبمحاولته فرض واقع جديد في محافظتي حضرموت وعدن وفي بعض الجزر اليمنية، وبمحاولته إقناع المجتمع الدولي بأهمية السيطرة على الساحل الغربي لليمن المطل على البحر الأحمر .
رسالة صنعاء :
ومضى صوفان يقول : إذاً رسالة صنعاء البالستية للرياض كانت واضحة وجلية مفادها إنكم لم ترهبونا مهما امتلكتم من قوة ونفوذ، واننا جاهزون لأي تصعيد، وأن أي خيارات حمقاء قد يتخذها العدو سيرد عليها بقوة وحزم دون أي اعتبار لردات الفعل الإقليمية والدولية. وهنا يجب ان يعلم النظامان السعودي والاماراتي ومن ورائهما أن المعادلة قد تغيرت وأن حالة الدفاع عن النفس التي استمرت طيلة السنوات الثلاث الماضية ستتحول إلى الهجوم والاكتساح لمساحات واسعة من أراضي العدو كما أن قائمة الأهداف الصاروخية ستشمل قريبا منشآت ومرافق اقتصادية سيعمل قصفها على شل الاقتصاد السعودي بشكل كامل.
واستطرد بالقول : بمعنى أن لعب دول العدوان بالورقة الاقتصادية وعدم صرف المرتبات والتلاعب بأسعار الصرف وشل الاقتصاد الوطني لن يمر دون رد موجع للاقتصاد السعودي والاماراتي.. ولتعلم دول العدوان أن دماء الأبرياء من أبناء الشعب اليمني ليست أرخص من تلك المرافق الحيوية لكي يتم قتلهم بدم بارد دون رد مفزع ومزلزل. وليفهم العدو أنه لم يعد لدينا ما نخشى عليه، فما قبل صاروخ الرياض الأخير ليس كما بعده.
ابعاد قاسية :
الكاتب احمد عايض أوضح ان أبعاد الضربة الصاروخية ليست عسكرية فحسب بل ضربة صاروخية قاسية استهدفت البناء النفسي والمعنوي بشكل كامل للغزاة وهذه المرة حطمت الأركان الأربعة فانهار الغزاة نفسيا ومعنويا من قمة الهرم السياسي والعسكري حتى أدناه وباعتراف واسع وواضح وصريح ولا غبار عليه وخالٍ من التبرير تماما..فمنهم من وصف الضربة الصاروخية بالعمل الإجرامي وتتالت التصريحات الرسمية والبعض وصف الضربة الصاروخية بإعلان حرب والبعض وصفها بالعدوان والبعض وصفها بالاعتداء على المدنيين وجميع هذه التصريحات المذعورة تتابعت بساعات إضافة إلى تخبط الإعلام الغازي إلى المستوى المثير للسخرية ولازال غارقاً بين الاعتراف والتقليل من الضربة والترويج ان الضربة استهدفت المدنيين .
وتابع عايض: ولاشك ان معالجة الانهيار المعنوي والنفسي الذي أصاب تحالف الغزاة صعب جدا حيث هز تماسكها وثقتها خاصة بعد أن تحملت العاصمة السعودية وحدها، عبء الهزيمة الاستراتيجية التي تعتبر معقل النظام السعودي رغم أن الجيش السعودي هو أول ضحايا الحرب المدمرة والذي بات غارقا الى عنقه في جبهات ما وراء الحدود التي باتت اليوم مشكلة معقدة تعكس فشله وهزيمته. حيث بات الكابوس السعودي كيف تتم عملية إعادة تنظيم وبناء الجيش المنهار نفسيا ومعنويا وعملياتيا.
مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف يقول : قامت دول العدوان في حربها الظالمة على يمننا الحبيب بتدمير البنى التحتية بما في ذلك المنشآت العسكرية والأمنية وتدمير الطائرات ومنصات إطلاق الصواريخ وظنوا بذلك انهم قد قضوا على القوة العسكرية اليمنية متناسين شجاعة وبسالة وقوة المقاتل اليمني الذي لا يقهر وظن العدوان انه اصبح بإمكانه اجتياح واحتلال البلد خلال أيام معدودة ولكن بفضل الله تعالى وعزيمة الرجال البواسل من أبطال الجيش واللجان الشعبية لم يستطع العدوان أن يحقق أي انتصار رغم استخدامه أحدث الأسلحة المحرمة دوليا.
وأضاف الشايف : بل إن التصنيع الحربي اليمني رغم الحصار الجوي والبري والبحري ورغم القصف الجوي والتحليق المستمر لطيران العدوان واستخدام الأقمار الصناعية في التجسس على مدار الساعة استطاع ان يفاجئ العالم بصناعة صواريخ جديدة وتطوير الصواريخ بخبرات يمنية بحتة بحيث أصبحت الصواريخ اليمنية قادرة على تدمير القواعد العسكرية للعدوان في عقر داره وخير شاهد على ذلك هو إطلاق صاروخ على العاصمة السعودية الرياض وتحقيق هدفه بدقة عالية وهذه رسالة واضحة أن القدرات العسكرية اليمنية لا يستهان بها وان بمقدورها قلب موازين الحرب وتحقيق النصر إن شاء الله .
الدمار الكبير :
أما الإعلامي مجاهد راجح فقد أوضح أن إطلاق الصاروخ قلب المعادلة العسكرية وفاجأ تحالف قوى العدوان السعوأمريكي بأن الحرب لم تبدأ بعد وأن الحرب الحقيقية مازالت في بداية مراحلها بعد سنتين ونصف من الاستنزاف لميزانية قوى العدوان وعتاده وعدته وتساقط قواه البشرية.
وقال راجح : كما أن اطلاقه للرياض بهذا التوقيت رسالة واضحة للعالم أجمع أن الجيش واللجان الشعبية يمتلكون خطط ومهارات قتالية عالية حيث أنهم لم يظهروا كل وسائلهم القتالية منذ البداية ولم يستخدموا كل الإمكانيات المتوفرة لديهم كما هو حاصل من قبل قوى تحالف العدوان السعودي الذين استخدموا كل قواتهم وإمكانياتهم القتالية منذ الوهلة الأولى بعدوانهم على يمننا الغالي فكشفوا عن خططهم الحربية وكافة الإمكانيات.
وتابع :اليوم لم يتبق لهم ما يفاجئون به الجيش واللجان الشعبية رغم الدعم الكبير من دول الاستكبار بمدهم بالخبراء العسكريين وفخر صناعاتهم الحربية وأرتال من فيالقهم العسكرية ذات التدريب العالي مما ﻻ يجعل مجالا للشك بأن زمام حسم المعركة بيد الجيش واللجان الشعبية.
وختم بالقول : المؤكد أن لدى الجيش واللجان الشعبية القدرة والقوة على خوض المعارك بنفس طويل ما يجعل من قوى العدوان محبطة ومتخبطة ومنهزمة.. فاللحظة التي كان العدوان ينتهزها للانقضاض على فريسته حسب مخططاته تتعثر ووجد نفسه يلهث وراء سراب وأنه عاد إلى نقطة البدء، فالجيش واللجان الشعبية قد تمكنوا خلال مرحلة حرب فرضت عليهم لم يكونوا على علم بها من تطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى تطال جغرافية تمركز قوى العدوان مهما بعدت وتلاشت أطرافها .

قد يعجبك ايضا