أغلى 10 صفقات عسكرية أبرمتها الدول العربية 2017

قيمتها 161.4 مليار دولار:

بلغت القيمة الإجمالية للصفقات العسكرية التي أبرمتها ست دول عربية في خلال عام 2017م، حوالي 161.4 مليار دولار، كانت أعلاها؛ الصفقة المبرمة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية إبان زيارة ترامب للمملكة في مايو الماضي، والتي بلغت قيمتها 110 مليارات دولار.
تلك الزيارة التي أعقبها اندلاع «أزمة خليجية»، بمقاطعة كلٍّ من السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر، مما دفع قطر وعددًا من دول الحصار، لإبرام ثماني صفقات عسكرية بلغت قيمتها 46.2 مليار دولار، من بينها أربع صفقات سلاح أبرمتها قطر بلغت قيمتها 28.9 مليار دولار.
وحظيت أمريكا بنصيب الأسد من هذه الصفقات العشرة المبرمة، بقيمة إجمالية وصلت 130.8 مليار دولار، يليها روسيا بـ8.5 مليارات دولار، ثم بريطانيا بـ8 مليارات دولار، ثم إيطاليا بـ5.9 مليارات دولار.
الصفقة العسكرية الأغلى في تاريخ السعودية
حلّقت المملكة العربية السعودية بعيدًا عن الدول العربية الأخرى فيما يتعلق بأغلى صفقات السلاح لعام 2017م، و ذلك من خلال الصفقة التي أبرمتها في 20 مايو 2017م، مع الولايات المتحدة الأمريكية وبلغت قيمتها 110 مليار دولار، بالتزامن مع اليوم الأول لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة.
وبحسب البيت الأبيض فإن الصفقة العسكرية المبرمة، تشمل مبيعات للأسلحة ومعدات دفاعية وخدمات صيانة، وتهدف إلى: «دعم أمن السعودية ومنطقة الخليج على المدى الطويل في مواجهة التهديدات الإيرانية»، ذلك بالإضافة إلى دعم جهود المملكة في «مكافحة الإرهاب».
ولم يُعلن الجانبان بشكل تفصيلي عن ماهية الصفقة، لكن موقع جيزمودو الإسترالي (Gizmodo)، أفاد بأن الصفقة قد تشمل: 153 دبابة من طراز M1A1/A2 Abrams، و48 طائرة هليكوبتر من طراز شينوك CH-47K، و112محركًا مرتبطًا بها، و58 منظومة إنذار بالهجمات الصاروخية من طراز AN / AAR-57 و48 مدفعًا رشاشًا من طراز M240H عيار 7.62 مم.
فيما أعربت إسرائيل عن «قلقها» إزاء هذه الصفقة، وقال يسرائيل كاتس، وزير المخابرات الإسرائيلي: إن الصفقة قد تهدد «الميزة العسكرية النوعية لإسرائيل في المنطقة»، وبلغة حذرة، قال نوفال شتاينتز، وزير الطاقة الإسرائيلي: «إننا نحتاج للحصول على صورة دقيقة لتفاصيل هذه الصفقة».
وتُعد المملكة السعودية، من أكثر الدول في العالم في الإنفاق العسكري، وفي أبريل 2017م، أفاد المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم، بإن السعودية جاءت في المركز الرابع عالميًا، في الإنفاق العسكري خلال عام 2016م، بعقود بلغت قيمتها 63.7 مليار دولار، وهي قيمة تقترب من نصف الصفقة الأخيرة، تلك الصفقة التي من شأنها رفع السعودية في هذا التصنيف.
وتُعد هذه الصفقة العسكرية الأخيرة، واحدة من حزمة صفقات، أبرمتها الرياض مع واشنطن خلال زيارة ترامب، وبلغت قيمتها 400 مليار دولار. وعقب تلك الزيارة بنحو أسبوعين، وقعت تغيرات كبيرة ودراماتيكية في المنطقة بإعلان السعودية، والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو (حزيران) مقاطعتهم «المفاجئة» لقطر؛ مما تسبب في «أزمة خليجية» لا تزال قائمة حتى الآن.
في أعقاب زيارة ترامب للمملكة، وما تلاها من أزمة خليجية، ووصف الرئيس الأمريكي لقطر بأنها «راع على مستوى عالٍ للإرهاب»، أبرمت واشنطن صفقة عسكرية باهظة مع الدوحة بلغت قيمتها 12 مليار دولار، وتُعد ثاني أغلى صفقة عسكرية أبرمتها دولة عربية في عام 2017م.
فبعد أقل من أسبوعين من اندلاع الأزمة الخليجية، وتحديدًا في 14 يونيو 2017، أعلنت وزارة الدفاع القطرية، توقيع صفقة شراء مقاتلات إف-15 من الولايات المتحدة بقيمة 12 مليار دولار، وبحسب وكالة بلومبرج الأمريكية، فقد اشتملت الصفقة على شراء 36 طائرة أمريكية من طراز إف 15، وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بأن الصفقة « تزيد من التعاون الأمني والعمل المشترك بين البلدين».
الصفقة الثالثة الأغلى في ترتيب الصفقات العسكرية التي أبرمتها الدول العربية في 2017م، كانت من نصيب قطر أيضًا؛ وتمثلت في شراء قطر لـ24 طائرة حربية مُقاتلة من طراز «تايفون»، من بريطانيا، بلغت قيمتها حوالي 8 مليارات دولار.

وتضمنت الصفقة أيضًا صواريخ عالية الدقة إلى جانب برامج تدريبية بين البلدين، بحسب بيان غافين وليامسون، وزير الدفاع البريطاني، الذي أعلنه أمام نظيره القطري، يوم 10 ديسمبر (كانون الأول) 2017م، ولفت وليامسون إلى أن: «الطائرات ستعزز من قدرة الجيش القطري على مواجهة التحديات المشتركة للبلدين في الشرق الأوسط، وكذلك ضمان استقرار وأمن الدولة الخليجية، وستؤمن آلاف الوظائف للبريطانيين».
قطر أيضاً
الصفقة الرابعة كانت أيضًا من نصيب قطر، وتمثلت تلك الصفقة في شراء سبع قطع بحرية من إيطاليا، بقيمة كبيرة بلغت 5 مليارات يورو (وهو ما يساوي أكثر من 5.9 مليارات دولار).
وأعلن وزير وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن توقيع بلاده لتلك الصفقة مع إيطاليا «يأتي في إطار برنامج عسكري مشترك بين البلدين». أما اللافت في الصفقة فكان توقيتها، إذ جاء الإعلان القطري عنها ، في الثاني من أغسطس 2017م، أي بعد اندلاع الأزمة الخليجية، ففي خلال أقل من شهرين فقط من اندلاع الأزمة، أبرمت قطر صفقتين عسكريتين بلغت قيمتهما الإجمالية نحو 19 مليار دولار!
الإمارات
من جانبها، أبرمت الإمارات عددًا من الصفقات العسكرية مع مطلع عام 2017م، إذ استغلت الإمارات معرض الدفاع الدولي «أيدكس 2017م»، والذي تنظمه كل عامين، لعقد سلسلة من الصفقات العسكرية. ففي 23 فبراير (شباط) ومع انتهاء الأيام الخمسة للمعرض، قال العميد راشد الشامسي، المتحدث باسم المعرض، إن إجمالي الصفقات والتعاقدات التي وقعتها القوات المسلحة الإماراتية خلال كل أيام المعرض، بلغت قيمتها نحو 19.17 مليار درهم (وهو ما يوازي 5.2 مليارات دولار).
وأفاد الشامسي أن الصفقات تنوعت بين شركات محلية وعالمية، لتبلغ إجمالًا 90 صفقة: 57 صفقة مع شركات محلية إماراتية، و33 صفقة مع شركات إقليمية وعالمية، تضمنت صفقات مع شركات أمريكية وروسية، لشراء صورايخ وذخائر جوية، وصواريخ مضادة للدروع بأكثر من 1.46 مليار دولار.

ويعد معرض إيدكس «أكبر معرض دفاعي» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتشارك فيه 1200 شركة من 57 دولة في العالم، وقد شهدت دورة 2017م، تقدمًا عن دورة 2015م، من ناحية إجمالي الصفقات التي أبرمتها الإمارات في المعرض؛ إذ بلغ إجمالي الصفقات التي أبرمتها الإمارات في دورة 2015، 18.3 مليار درهم، أي ما يوازي (4.98 مليارات دولار).
مصر تعقد صفقة تاريخية
في أبريل 2016م، أفاد موقع ديفينس ويب المتخصص في الأخبار العسكرية بشراء مصر 50 طائرة من طراز «ميج 29»من روسيا، في إطار صفقة أسلحة كبيرة تشمل شراء منظومة دفاع جوي من الطراز «SA-23» و«SA-17»، بالإضافة إلى شراء 46 طائرة من طراز «ka-52» لحاملة الطائرات الميسترال، في صفقة يبلغ مجملها حوالي 5 مليارات دولار.
وفيما يبدو أنه تحقيق فعلي لتلك الصفقة، التي تقلّص الحديث الرسمي عنها وعن قيمتها وبالأخص من الجانب المصري، أفاد موقع روسيا اليوم الرسمي، في 8 أكتوبر 2017م، بأن روسيا أبرمت مع مصر «صفقة تاريخية، لم تحدث منذ انهيار الاتحاد السوفيتي». وبحسب الموقع فإن الصفقة تضمنت شراء مصر 50 مقاتلة روسية من طراز «ميج-29»
ويقول يوري سلوصار، رئيس «شركة الطائرات المتحدة» الحكومية في روسيا (UAC)، إن: «روسيا ستبدأ بتزويد مصر بالمقاتلات هذا العام، وتبدأ بتدريب الطيارين المصريين على قيادة هذه المقاتلات وتوفير الأصول المادية وقطع غيار لهذه الطائرات». وتستخدم تلك الطائرات لتدمير الطائرات الجوية والأرضية.
وتأتي تلك الصفقة ضمن حزمة من صفقات السلاح التي أبرمتها مصر مع روسيا وفرنسا وألمانيا خلال السنوات الأخيرة، بعد بيان القوات المسلحة في 3 يوليو (تموز) 2013م، وكلّفت الخزينة المصرية نحو 17.5 مليار دولار، ذلك بالإضافة إلى المساعدات العسكرية التي تُقدمها أمريكا إلى مصر سنويًا، بموجب اتفاقية السلام (كامب ديفيد) وتبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار.
الكويت
الكويت أيضًا كان لها نصيب كبير من صفقات السلاح الأمريكية، الذاهبة لدول الخليج ، ففي 7 سبتمبر 2017م، أعلن الرئيس الأمريكي ترامب، خلال مؤتمر صحافي جمعه بأمير الكويت صباح الأحمد، أن البلدين أبرما صفقة بيع طائرات حربية من أمريكا إلى الكويت تبلغ قيمتها 5 مليارات دولار.
وقال ترامب في حديثه عن إعلان الصفقة، إن التحالف بين الولايات المتحدة والكويت «لم يكن أقوى مما هو عليه الآن»، مشيرًا إلى أن صفقة الطائرات «ستساهم في تعزيز الأمن المشترك بين البلدين، وستأتي بالمنفعة على الأيدي العاملة في أمريكا»، وأفاد ترامب بقبول الخارجية الأمريكية لتلك الصفقة، وتلبية رغبة الكويت تجاهها، ولم يحدد ترامب عدد المقاتلات في الصفقة، لافتًا إلى أنها شملت مقاتلات من طراز «F|A-18 Super Hornet».
البحرين
لم يفت البحرين أن تعقد صفقة سلاح «تاريخية» بعد أربعة أشهر من اندلاع الأزمة الخليجية، ففي 17 أكتوبر 2017م، أعلنت مملكة البحرين توقيع صفقة شراء طائرات عسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية، في صفقة «هي الأكبر في تاريخ سلاح الجو الملكي البحريني من ناحية عدد الطائرات والقيمة»، بحسب الشيخ حمد بن عبدالله آل خليفة، قائد سلاح الجو الملكي البحريني. الذي أكد على أهمية الصفقة موضحًا: «أنها الأحدث والأكثر تطورًا في الطائرات المقاتلة، وأن هذه الطائرات المتطورة ستساهم بفاعلية في تطوير سلاح الجو الملكي البحريني، والذي يضم العديد من المنظومات الحديثة».
وأبرمت المملكة الصفقة مع شركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية، بقيمة بلغت 3.8 مليارات دولار، وبموجب الصفقة، تشتري البحرين 16 طائرة من طراز «إف- 16» بالإضافة إلى عقود توريد لقطع غيار الطائرة بمستلزمات صيانتها. وبدوره، قال ريك جوريس، نائب رئيس الشركة الأمريكية، إن: «عددًا من الدول الأوروبية تتفاوض لشراء ذلك الطراز»، لافتًا إلى أن البحرين من أوائل الدول التي تعقد هذه الصفقة في المنطقة.
توجه سعودي
يبدو أن السعودية لم تكتفِ بإبرام صفقة السلاح الأضخم مع أمريكا والتي بلغت 110 مليارات دولار، لتُبرم صفقة عسكرية أخرى قبل مرور شهرين على إبرام الصفقة الأولى، ولكن هذه المرة مع موسكو، ففي 10 يوليو 2017م، أبرمت السعودية صفقة عسكرية مع روسيا تبلغ قيمتها 3.5 مليارات دولار.

ولكن المميز في تلك الصفقة أنها تفتح المجال لإمكانية التصنيع العسكري للسعودية، بعكس الصفقات العسكرية التي تعتمد على الشراء المباشر للأسلحة العسكرية؛ فالصفقة في مجال التعاون العسكري التقني، وحددت السعودية شروطًا ليدخل الاتفاق السعودي الروسي حيز التنفيذ.
ومن بينها هذه الشروط: « تقديم روسيا جزءًا من التقنيات (للملكة)، والشروع في التصنيع على أراضي المملكة». بحسب سيرجي تشيميزوف، رئيس مؤسسة «روستيخ»، المتخصصة في تصنيع وتصدير المنتجات ذات التقنيات العالية. وأشار تشيميزوف إلى إمكانية «إنشاء مصنع لإنتاج الأسلحة الخفيفة، مثل بندقية كلاشينكوف، على الأراضي السعودية» لافتًا إلى تعثر سابق لتنفيذ عقود بين السعودية وروسيا، وقعت بين البلدين قبل خمس سنوات وبلغت قيمتها 20 مليار دولار، «ولكن الرياض لم تشتر حينها أي شيء»، بحسب تشيميزوف الذي تابع: «السعوديون لعبوا بنا ببساطة، قائلين: لا توفروا أنظمة الدفاع الجوي S-300 إلى إيران وسنشتري أسلحتكم، الدبابات وغيرها من المعدات».
وبالعودة إلى قطر
فقبل أيام قليلة فقط من شراء لـ 24 طائرة تايفون من بريطانيا، أبرمت الدوحة صفقة سلاح بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 2.6 مليار يورو ( وهو ما يساوي 06. 3 مليارات دولار)، وتحديدا في 7 ديسمبر 2017م، وتضمنت الصفقة عقودًا لشراء 12 طائرة من طراز رافال بقيمة 1.1 مليار يورو، بالإضافة إلى توقيع الجانبين خطاب نوايا لشراء قطر 490 آلية مدرعة من نوع «في بي سي إيه » من مجموعة نكستر الفرنسية بقيمة تصل إلى 1.5 مليار يورو، وبذلك تبلغ القيمة الإجمالية لأربع صفقات سلاح أبرمتها قطر في 2017م، 28.9 مليار دولار، كلهم عقب الأزمة الخليجية!

 

قد يعجبك ايضا