رؤى معاصرة

حسن الدبعي
السياسيون والمثقفون والعسكريون والأحزاب والمجتمع بكله مجمعون على أن الشباب هم عماد المستقبل ووقود التنمية المعول عليهم بناء الأوطان وحماية استقرارها وازدهارها ففي الدول التي تحترم العلم تعمل بكل الوسائل على تنشئة الجيل الجديد على التدريب الممنهج لاستلام زمام المبادرة في البلاد وتضع الإمكانيات المتاحة لكل بلد لخدمة توجهات الشباب وخلق روح المبادرة لديهم وإبعادهم عن المنغصات التي تحط من هممهم حتى يتفرغوا كل في مجاله لخدمة بلدهم، ولذلك نجد الدول التي تقدس التعليم أن شبابها جذوة لا تنطفي ونجدهم مبتكرين وأصحاب مهارات ولا نعرف عن أن هناك بطالة في أوساطهم أو عوزا يضطر الشباب بسببها الانحدار إلى مهاوي الضياع.
في العالم العربي مع الأسف الذي يحكمه عادة موروث الاستبداد لا يضع أدنى اهتمام لقيمة التعليم بل ويعملون على التجهيل المتعمد للشباب خشية أن يقودهم التنوير الفكري والذهني إلى تهديد مصالح النخب الحاكمة، ولهذا نرى أن النبوغ مقموع في عالمنا العربي عكس الدول المتحضرة التي تحكمها القوانين والتي تبحث عن الشباب الطموحين منذ الصغر حتى مرحلة التعليم الجامعي وتقدم لهم التسهيلات والإغراءات من أجل الوصول إلى مبتغاهم، وتبني لهم المعاهد التقنية والفنية والأدبية للانخراط فيها وتعلم المهن المختلفة وتفتح الجامعات والكليات العلمية والنظرية أمام الشباب للبحث عن المجالات التي تناسبهم وتفتح شهيتهم للإبداع.
نحن في اليمن نعاني من هذه السلبيات المثبطة للآمال، فمنذ قيام الثورة عام 1962م لم نلمس من أي حكومة أي تقدير لشبابها ولم تر اهتماماً يذكر لبناء أساس قوي للتعليم العام ولا أدنى أهمية في إنشاء المعاهد الصناعية والتكوين المهني التي هي عامل مساعد ومهم في خلق الإبداع وبناء قدرات العقل وتعمل على تضييق مساحة البطالة في المجتمع، ورغم هذه الإحباطات فإن الشباب اليمنيين يتميزون عن غيرهم في الذكاء والنشاط والحيوية رغم شحة الإمكانيات رغم الإهمال المتعمد ونراهم متحفزين للانفتاح على العالم من خلال العلم والاعتماد على الذات في أغلب الأحيان ونسمع عن كثير من المبدعين الشباب الذين يحرزون نجاحات علمية وثقافية وطبية واختراعات عالية الأهمية من الجامعات والمراكز البحثية في مختلف أنحاء العالم، وما يدل على ذلك أن شباب اليمن سيكونون نجوما في مختلف الإبداعات لو أن هناك دولة تتكفل بمتابعة تحصيلهم العلمي سواء في الداخل أو في الخارج غير أننا نعض أنامل الندم والحسرة من أن شيئا من هذا القبيل لم نلمسه على أرض الواقع.
ومع ذلك فإن روح الشباب اليمني متوثبة وخلاقة وعليهم الاستمرار في تحدي الواقع والانخراط في كل الأماكن التي تساعدهم على تلبية غرائزهم العلمية وعليهم مسؤولية الارتقاء بمستوى المجتمع اليمني المحتاج حقيقة لأن يعايش العصر بكل تحدياته، وذلك من خلال التحصيل المهني والفني والانخراط في المعاهد العليا ذات الطابع المهني والفني من أجل فتح أسواق العمل لكل الشباب العاطلين الذين تزدحم بهم الساحة اليمنية، فهم مازالوا حلم المستقبل لهذا الوطن ومن خلالهم تتحقق المعجزات فلا يسرنا أن نرى شبابا خنعا لا خير فيهم ونبارك هم الشباب الطامحينا.. والله معكم يا شباب اليمن وأمله المنشود.

قد يعجبك ايضا