مرضى الفشل الكلوي في الحديدة يستغيثون

 

> العدوان ضاعف معاناتهم

> مدير المركز:
نعمل وفق ما يتوفر من تبرعات ومهددون بالتوقف الكامل في أي لحظة
> العدوان فاقم معاناة المرضى بعرقلة وصول 5 أجهزة غسيل كلوي بميناء عدن
> وفاة 3 مرضى في طابور الانتظار و852 مريضا ومريضة يواجهون الموت
> يعمل 153 موظفاً في المركز بكل جهدهم رغم أنهم لم يستلموا رواتبهم
> يحتاج مركز غسيل الكلى 5000 دولار يومياً لإجراء 1100 جلسة أسبوعياً ولا إمكانيات

الحديدة / غمدان أبوعلي

مأساة حقيقية يعيشها مرضى الفشل الكلوي في محافظة الحديدة والذين يتدافعون على مركز الغسيل الكلوي من مختلف المحافظات والمديريات المجاورة للمحافظة بحثاً عن جلسات غسيل كلوي لعلها تعطيهم أملاً في الحياة بعد أن تفاقمت معاناتهم وزادت أوجاعهم جراء توقف المركز عن إجراء جلسات الغسيل لهم جراء نفاد محاليل الغسيل بفعل حصار العدوان مما يعرض حياتهم للخطر والموت في أي لحظة.
إنها مأساة أخرى من مأسي الحياة اليومية إضافة الى مآسي الحرب والعدوان يتعرض لها مرضى الفشل الكلوي في الحديدة ، وهي مواجهة الموت الحقيقي جرّاء حرمانهم من جلسات الغسيل الكلوي دون الاكتراث لمعاناتهم  ، ولا يعرفون ماذا يخبئ لهم مصيرهم بعد.
زمن جفت فيه ضمائر الإنسانية ، مما فاقم من معاناتهم التي تسلط “الثورة” الضوء عليها في ما يلي:

ماجد مانع، أحد مرضى الغسيل الكلوي وجدناه ينتظر دوره لإجراء الغسيل لكليته في المركز قال : أرحمونا شايرحمكم الله .. نحن نموت  في انتظار دورنا لإجراء جلسات الغسيل لنا  وهذا كله بسبب الحصار والعدوان لا سامحهم الله.. كنا من قبل نحضر للمركز ونغسل في اليوم 7 غسلات واليوم نجلس 10 أيام ونبحث عن جلسات غسيل للكلى لكن دون جدوى” واردف:” واليوم وبسبب نفاد المواد بسبب الحصار توفي 3 أشخاص من زملائنا الله ينتقم ممّن كان السبب..
رحلة عذاب
من جانبه الحاج علي محمد مقبول والذي يبلغ من العمر 50 عاماً، يصارع المرض في انتظار جلسات الغسيل.. يقول: “جئت من مديرية بيت الفقيه بحثاً عن جلسات الغسيل وفوجئت أن المركز توقف عن العمل فاضطررت الى الانتظار في المركز”.
تأخير جلسات الغسيل يسبب مضاعفات وآلاماً حيث توفي 3 من المرضى في المركز ولم استطع العودة إلى منزلي لارتفاع سعر المواصلات وأصبحت هنا مقيماً دائماً انتظر دوري في جلسة الغسيل أسبوعياً وأنا رجل فقير لا أملك ثمن المواصلات إلى بيت الفقيه ذهاباً وإياباً”.
اشتي اعيش
بصوت مبحوح متهدج ودمعة تغرق عينيها :” أشتي غسيل لكليتي .. أشتي غسيل لكليتي ” .. بهذا صاحت المريضة منى صالح حال لقيناها.
منى صالح واحدة من اللواتي يعانين من الفشل الكلوي في طابور الانتظار لموعد جلسة الغسيل تحدثت إلينا بأنها منذ أن أصيبت بالفشل والأسرة كلها في دوامة العناء لإيصالها للمركز لأن مسكنها يقع خارج المدينة ..
وأضافت: عند ما نصل إلى المركز ويخبرنا الأطباء بأن الأدوية نفدت أموت ألف مرة في اليوم .. وناشدت المريضة منى صالح حكومة الإنقاذ وكل فاعلي ومحبي الخير رفد المركز بالأجهزة ومحاليل الغسيل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مرضى الغسيل الكلوي بالحديدة .
852 مريضا
وخلال جولتنا التقينا بمدير مركز الغسيل الكلوي في الحديدة أيمن عبدالقادر أحمد كمال  وطرحنا عليه عدداً من التساؤلات عن عمل المركز وكم عدد المرضى الذين يترددون عليه فأجاب: “يتردد على مركز الغسيل الكلوي بمحافظة الحديدة 852 حالة مرضية ؛ حيث يستقبل المركز مرضى الفشل الكلوي بشكل كبير من المحافظات والمديريات المجاورة حيث يأتي للمركز مرضى من محافظات حجة والمحويت وريمة وذمار والمديريات ..
وأضاف: طبعاً معاناة مرضى الفشل الكلوي بالحديدة مستمرة منذ سنوات خصوصاً في ظل العدوان على بلادنا وما يزيد من حجم المعاناة هو توقف المركز عن إجراء أي عملية غسيل للمرضى المصابين بالفشل الكلوي مما يؤدي الى الوفاة وذلك بسبب شحة الإمكانيات وتأخر وصول الأجهزة حيث يعاني مركز الغسيل الكلوي من مشاكل كثيرة ومتعددة منها شحة الإمكانيات وانقطاع التيار الكهربائي ، وعدم قدرته على استيعاب المرضى القادمين يومياً إليه من مناطق قد تكون بعيدة جداً وبأعداد هائلة تفوق طاقته الاستيعابية .
تفاقم المعاناة
وتابع: “هناك نحو 554 مريضاً مصاباً بالفشل الكلوي بمحافظة الحديدة فقط حيث ان كل مريض فشل كلوي يحتاج الى جلستين في الأسبوع اقل شيء يعني نحتاج في الأسبوع الواحد 1100 جلسة ولا تتوفر لدينا الأجهزة لاستيعاب كل هؤلاء المرضى حيث يتوفر في المركز 16 جهازاً والجهاز يشتغل على مدار الساعة، يعني 5 فترات في اليوم تقريباً، 80 جلسة غسيل في اليوم الواحد، إمكانياتنا محدودة والمرضى يتوافدون إلينا من كل مكان.
من هنا يؤكد مدير مركز غسيل الكلى في الحديدة أن معاناة مرضى الغسيل الكلوي تتفاقم يوماً بعد يوم إذا لم يتم إيجاد الحلول لمعاناتهم والتي تنعكس على المركز وعلى مرضاه والذين قد يمضون الساعات الطوال وهم مسافرون إلى مركز الغسيل الكلوي فيصلون الى المركز فإذا هم بطوابير الانتظار فيقضون الأوقات الطويلة الى أن يحين موعد غسيلهم وهنا تنشأ المشاكل مما يزيد المرضى عناء نفسياً ومالياً ..
حصار العدوان
سألناه عن مدى تسبب العدوان والحصار على بلادنا في مفاقمة معاناة مرضى الفشل الكلوي فأجاب مؤكداً: “بالتأكيد العدوان السعودي على بلادنا والحصار المفروض على ميناء الحديدة فاقم بشكل كبير من معاناة مرضى الغسيل الكلوي بالحديدة ونحن لا نستطيع استيراد أي مواد أو أجهزة للمرضى حيث طلبنا 5 أجهزة للمركز وللأسف لم تصل إلينا حتى الآن ..هناك تعقيدات في ميناء عدن وهي السبب في (تأخر) وصول الأجهزة لمركز الغسيل الكلوي بالحديدة ..
وأضاف :نحن في مركز الغسيل الكلوي في الحديدة نحتاج الى أجهزة ومواد استصفاء حيث ان الجهاز الواحد يكلف نحو 16 الف دولار والجلسة الواحدة تكلف 50 إلى 60 دولاراً .. نافيا ما يشاع عن استقبال المركز مواد جلسات غسيل من بعض الجهات غير مطابقة للأجهزة في المركز بقوله: “استقبلنا نحو 1000 جلسة من مجموعة هائل سعيد أنعم كانت جميعها مطابقة لكن خطوط التي يسمونها “البيبات حق الدم ” كانت متغيرة فقط وتم استبدالها ووصلت الجلسات والحمد لله ..
تفاعل المحافظة
وعن مدى تفاعل السلطة المحلية مع المركز واحتياجاته أكد مدير المركز أن محافظ محافظة الحديدة اللواء حسن هيج يولي المركز جل اهتمامه ولم يقصر أبداً معهم وأكثر شخص يتواصل بهم.
وقال: “سبق وان ذهبت انا والمحافظ لصنعاء للمطالبة بدعم المركز وتمت الاستجابة لنا وتوفير المواد للمركز ولا يوجد اي تقصير من قبل السلطة المحلية، والتقصير هو بسبب العدوان والظروف التي تمر بها البلاد فقط .
5000 دولار
تتضح معاناة مركز غسيل الكلى في الحديدة بمعرفة موقف المنظمات الإنسانية التي أكد مدير المركز تعاونها وقال: تواصلنا مع المنظمات الفاعلة في بلادنا وتم التجاوب معنا من منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر السويسري وما قصروا مع المركز لكن المركز احتياجاته لا تنتهي ؛ المشكلة انه في اليوم نعقد 75 جلسة في المركز وزبيد 36 جلسة والقناوص 18 جلسة، حيث ان المبلغ الذي يستهلكه المركز كبيرجداً، يعني نحتاج الى 5000 دولار امريكي يومياً، المبلغ كبير جداً وإمكانياتنا محدودة ولا تستطيع الدولة ولا أي منظمة ولا فاعل خير استمرار دعم المركز ؛ ومركز الغسيل الكلوي يشتغل على حسب ما يتبرع به فاعلو الخير، نشتغل أسبوعا ويومين نتوقف عن العمل ..
ويخلص مدير مركز غسيل الكلى في الحديدة أيمن عبدالقادر كمال إلى إطلاق تحذير واستغاثة قائلاً: مركز الغسيل الكلوي مهدد بالتوقف في اي لحظة وحياة المرضى مهددة بالخطر والموت في أي لحظة إذا لم تتوقف الحرب والحصار”.
رواتب العاملين
يعمل في مركز غسيل الكلى في الحديدة وفقا لمديره ” 153 موظفاً منهم 33 موظفاً رسمياً و120 موظفاً متعاقداً لم يستلموا رواتبهم لكنهم يعملون من أجل هؤلاء المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة ..
كل ما سلف يدعو مدير مركز غسيل الكلى في الحديدة إلى توجيه مناشدة عاجلة لخصها بقوله:” رسالتي أوجهها إلى الخيرين وأصحاب الأيادي البيضاء ومؤسسات وجمعيات بأن يساهموا في التخفيف من معاناة مرضى الفشل الكلوي بالحديدة ودعم المركز بمواد الاستصفاء وجلسات الغسيل وان يعملوا على فتح وحدات للغسيل الكلوي في المحافظات التي لا يوجد بها للتخفيف من الازدحام والإقبال على المركز، وعلى الجميع أن ينظر إلى هذه الشريحة التي تستحق الحياة للتخفيف من معاناتها.

قد يعجبك ايضا