تضحيات الشهيد عزيزة ومقدسة تفرض حقوقاً ملزمة على الجميع

> المدير التنفيذي لمؤسسة الشهداء طه جران لـ”الثورة”
> الشهداء من كل مدن وقرى اليمن ولدينا 17 فرعا بعموم المحافظات
> هدفنا تخليد ذكرى الشهيد واستكمال رسالته برعاية أسرته وبناء أفرادها
> أنجزنا مع جهاز الإحصاء قاعدة بيانات الشهداء ولدينا 20 ألف أسرة شهيد مسجلة
> خدمات المؤسسة تشمل واجب العزاء والمواساة واعتماد راتب جندي وإعانة غذائية شهرية
> ظروف العدوان والحصار اضطرتنا لصرف نصف راتب لأسر الشهداء كل شهرين
> أصدرنا 70% من البطائق الالكترونية للرعاية وسنستكمل البقية خلال شهرين
> نناشد المجلس السياسي ووزارة المالية سرعة استكمال تعزيز مرتبات باقي الشهداء
> هناك جهات رسمية معنية بأسر الشهداء لا نلمس لها أي نشاط ولدينا ما يثبت ضعف الموارد لا يعفي الجهات المعنية من مسؤوليتها تجاه أسر الشهداء
> المنظمات الدولية تتعاطى مع الشهداء كأطراف وهذه جريمة ووصمة سوداء بتاريخها

لقاء/ جمال الظاهري
أغلى ما يمتلكه الإنسان هو حياته، وهي ما بذله الشهيد لأجل ما هو أجل وأعظم ليستحق هذا البذل.
وجود جهات تعنى بأبناء الشهداء وبأسرهم, ومن هذه الجهات مؤسسة الشهداء الأهلية كإضافة نوعية إلى بقية الجهات الرسمية التي تقوم بنفس الدور.
للتعرف على وأقع رعاية أسر الشهداء والخدمات التي تقدم لها والصعوبات التي تعترضها وغير ذلك.. التقت “الثورة” مع طه أحمد جران – المدير التنفيذي لمؤسسة الشهداء، وطرحت عليه جملة من الأسئلة وخرجت بالتالي:
بداية ما الذي تعنيه لكم ولأسر الشهداء الذكرى السنوية للشهيد؟
– في البداية نرحب بكم ونشكركم على استضافتنا في صحيفة الثورة.. في هذه الذكرى العزيزة والمقدسة والتي تصادف يوم 15 من جمادى الأولى وتستمر إلى 19 من نفس الشهر نستذكر شهداءنا العظماء ومواقفهم وتضحياتهم البطولية التي سطروها من أجل نصرة الحق ورفع راية الدين ونصرة المستضعفين, وأمام هذه التضحيات العظيمة كان حقاً علينا أن نفيهم حقهم ولو بالشيء القليل فهم أكرم الناس وأحقهم بالوفاء فقد ضحوا بأغلى ما يجود به المرء، حياتهم وبذلوها رخيصة في سبيل الله, ومن أجل المبادئ والقيم الدينية والإنسانية والأخلاقية.
وإزاء ذلك ومن منطلق القيام بالمسؤولية على أحسن وجه، حق على الجميع رعاية أبنائهم وذويهم, الجميع مسؤول سواء الجانب الحكومي الرسمي وكذلك المجتمعي, ومن هذا المنطلق ولأن جميع قرى ومدن وأحياء وجبال ووديان اليمن تحتضن ويعيش في أكنافها أبناء وأسر لشهداء فإن العديد من الأنشطة والفعاليات تقام تخليداً لذكرى الشهيد وللعناية والاهتمام والمواساة لأقاربهم وتنفذ العديد من الرحلات الترفيهية لأبنائهم وتقدم لهم في هذه المناسبة الهدايا والخدمات وتعالج مشاكلهم وتقدم لهم الخدمات.
وضعتم للمؤسسة 8 أهداف إلى جانب الهدف العام, ما الذي تحقق منها؟
– كان إنشاء مؤسسة الشهداء تحت ضغط الضرورة الحتمية والواقع الذي فرضه العدوان على بلادنا ومن قبله الحروب الظالمة على محافظة صعدة, ومنذ العام 1432هـ تاريخ التأسيس وضعنا للمؤسسة أهدافاً حرصنا على أن تكون واقعية وراعينا فيها الوضع القائم والحرب والحصار, وقد عملنا على تحقيقها وقطعنا شوطاً كبيراً في ذلك, والحمد لله نفذنا في كل مرحلة مشاريع ترجمة التوجيهات الخاصة برعاية أسر الشهداء والأهداف المرسومة من المؤسسة, من منطلق أن للشهداء حقاً علينا يجب الوفاء بها, وبما يتسق مع قيمنا كيمنيين عرفوا بالعطاء والوفاء على مر التاريخ, وكواجب ديني وأخلاقي.
ومن أهم هذه الأهداف .. تخليد الشهداء وإبراز عظمة الشهادة والجهاد, وفي هذا السياق كانت الذكرى السنوية للشهيد التي تقام فيها العديد من الفعاليات والزيارات والتدشين لرياض الشهداء الرسمية والمجتمعية والعناية بروضاتهم ومراقدهم عبر تأهيلها وتزيينها وتنفيذ شبكات الري فيها وتشجيرها وتنظيمها وتسويرها بما يليق بعظمة الشهداء العظماء.
أيضاً تخليدهم من خلال استذكار مواقفهم وأعمالهم من خلال عمل مسلسلات وحلقات لنماذج منهم, وهناك أنشطة أخرى، إصدار كتيبات تتحدث عن سيرهم الذاتية وما إلى ذلك.
هل لكم فروع في بقية المحافظات وكم يبلغ عددها؟
– لدينا أكثر من 17 فرعاً في عموم محافظات الجمهورية ولدى هذه الفروع امتدادات على مستوى المديريات والعزل والأحياء في بعض المحافظات التي لديها أعداد كبيرة من الشهداء, ومن خلال هذه الفروع نقدم العون ونتواصل مع أسر الشهداء بيسر.
ما هي رؤية المؤسسة التي تنطلق منها؟
– رؤيتنا تتمثل في العمل على استكمال رسالة الشهيد وبناء أفراد أسرته ليكون لهم دور فاعل في الارتقاء بمجتمعهم وبما يمكنهم من تأسيس حياتهم وفق رؤية واعية.
وأهم وأبرز أهداف المؤسسة رفع مكانة أسر الشهداء بين أفراد المجتمع, وتوفير الحياة الكريمة والتعليم الراقي لأسر الشهداء وإبراز عظمة الجهاد والشهادة والشهداء ودورهم من خلال إحياء المناسبات والفعاليات والأنشطة التي تخلد ذكراهم, وتمثيل أبناء وأسر الشهداء لدى الجهات المختلفة, وتعزيز مبدأ التكافل والدفع بالمجتمع للمساهمة في رعاية أسر الشهداء وغيره.
ما هي مشاريع المؤسسة الرعائية لأسر الشهداء؟
– بالنسبة لمشاريعنا فلدينا العديد منها مجتمعية “برنامج الغذاء” وإحسان لكفالة الأيتام وفيه تتم كفالة أكثر من (2100) من أيتام الشهداء بصورة دائمة وطوال العام, وفي هذا البرنامج الفرصة متاحة لكل الكفلاء والداعمين وفاعلي الخير للاشتراك في هذا البرنامج وهو برنامج شفاف وواضح ويتسم بالمصداقية لدى الكفلاء ويمكنهم من الإطلاع على بيانات المكفولين والالتقاء بهم, وميزته أنه ثابت ومستمر على مدار العام وقابل للتجديد, وفي هذا البرنامج يتم دفع الكفالة بواقع 10 آلاف نهاية كل شهر والمكفولون من مختلف محافظات الجمهورية أكثر من 17 محافظة.
لدينا أيضاً مشاريع موسمية منها مشروع العيدية الذي يستوعب جميع أبناء الشهداء ويتم من خلاله صرف مبالغ مالية لجميع أبناء الشهداء تحت سن 20 سنة, لدينا أيضاً مشروع الإعانة الذي من خلاله تتم المساهمة في (إعفاف) أبناء الشهداء الشباب وتحصينهم عن طريق دفع مبلغ من المال لكل شاب مقدم على الزواج, ولدينا الكثير من أنشطة الرعاية الاجتماعية والصحية, العمل الدؤوب هو ما يميز مؤسسة الشهداء التي تقدم الكثير من المساهمات والمعونات المادية بالتنسيق مع رئاسة الوزراء ووزارة الصحة وفي هذا الشأن فقد صدر قرار ملزم بإعفاء كافة أسر الشهداء من أي رسوم مادية في المرافق الصحية.
في جانب التعليم.. هل يقتصر دور المؤسسة على المنح الدراسية؟
– في الجانب التربوي لدينا العديد من الأنشطة أهمها متابعة أبناء الشهداء ودفعهم للالتحاق بالمدارس والمراكز الصيفية وفي هذا السياق يتم صرف الحقيبة المدرسية عبر مشروع الحقيبة المدرسية كل عام وتحوي جميع مستلزمات الدراسة وتوزع لكل أبناء الشهداء الملتحقين بالتعليم دون استثناء.
هناك الكثير من الأنشطة ينفذها القسم التربوي في المؤسسة تهدف للمتابعة والعناية بذوي الشهداء ونأمل أن تطور لتصل إلى الفرد وأن تقسم الأسر على نقاط ويتم تخصيص مندوب لكل مجموعة من أبناء الشهداء ونحن نعمل على أن تكون هناك متابعة وتقارير أسبوعية ترفع عن ابن كل شهيد من خلال هذا القسم.
ما هي صفة المؤسسة ونشاطها.. هل هي مدنية أهلية أم شبه حكومية؟
– نشأت مؤسسة الشهداء من رحم المعاناة وهي مؤسسة مجتمعية، منظمة مجتمع مدني تتبع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل, وفي هذا السياق فقد أنشئت الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء من أجل رعايتهم في جميع الجوانب وعلى أن تبقى مؤسسة مجتمع مدني لما تتميز به هذه المنظمات من مرونة تمكنها من العمل بأولويات في أي ظرف وفي أي مرحلة يرسمها الواقع والتوجه الشعبي في البلاد.
كم عدد العاملين في المؤسسة وما هي مصادر تمويلها؟
– عدد العاملين في المركز الرئيسي للمؤسسة 45 وفي بقية الفروع يصل العدد إلى أكثر من 350 مندوبا موزعين على كل محافظات الجمهورية أما مصادر التمويل فهي محلية ونعتمد بالدرجة الأولى على ما يقدمه أبناء المجتمع اليمني وعلى ما يجود به فاعلو الخير والتجار، وهناك معونات تقدم من بعض مؤسسات الدولة وبعض الصناديق.. وهنا نوجه شكرنا لكل من أمانة العاصمة والعديد من الصناديق وعلى رأسها صندوق تنمية المهارات وصندوق النشء والشباب, وهناك العديد من الجهات والشركات والتجار الذين يقومون بواجب كبير جداً تجاه المؤسسة وأسر الشهداء.
كم عدد الأسر المسجلة لديكم والتي تحصل على العون من المؤسسة؟
– أعداد الشهداء مهولة جداً ولا نحبذ في الوقت الحالي الإفصاح عن الأرقام بسبب الظروف الأمنية القائمة, ومسجل لدينا ما يفوق الـ 20 ألفاً من أسر الشهداء, وعملنا يستهدف جميع أبناء اليمن من أسر الشهداء الذين سقطوا في جبهات العزة والكرامة ينتمون لكافة شرائح المجتمع ومن كل الطوائف والانتماءات الحزبية, ومن أسس عملنا في هذه المؤسسة أن نحيدها عن الجانب السياسي وأن يكون نشاطها مقتصراً على الجانب الإنساني والخيري.
ما هي معايير تسجيل أسر الشهداء.. وهل لديكم قاعدة بيانات دقيقة يجري تحديثها؟
– لدينا معايير عامة وثابتة للعمل، من انطبقت عليه يسجل لدينا في قاعدة البيانات التي يتم تحديثها بشكل مستمر, وآخر تحديث لها كان في نهاية العام المنصرم, حيث عملنا مع الجهاز المركزي للإحصاء على مسح شامل لبيانات الشهداء وذويهم, وإنجاز هذا المشروع الكبير جداً كان قفزة في عملنا بعد أن كان حلماً تحقق في نهاية العام الماضي ولله الحمد بفضل جهود المتعاونين وعلى رأسهم الجهاز المركزي للإحصاء الذي أبلى بلاء حسناً في هذا المشروع والعمل به قائم، وحالياً يتم استكمال إدخال البيانات المسجلة في استمارات المسح, ولدينا أكثر من 80 شخصاً في الجهاز المركزي يعملون على مراجعة وفحص وإدخال البيانات بصورة دقيقة ووفق آلية منظمة.
إلى أين وصلتم في تدشين البطاقة الإلكترونية لأسر الشهداء؟
– في ما يخص البطاقة الالكترونية ونسبة ما تم إصداره منها فقد تم إصدار ما نسبته 70 % من البطائق الالكترونية التي تم تدشينها في نهاية العام الماضي, بغرض التسهيل وتيسير عملية الصرف لمرتبات الشهداء, كما أن الخدمة التي ستحصل عليها اسر الشهداء من خلال هذه البطاقة لن تتوقف على صرف المرتبات, وهدفنا أن نقدم كل المعونات (الرعائية) لكافة أسر الشهداء بواسطة البطاقة الالكترونية التي نأمل من خلال استكمال العمل بها أن نغطي الأعداد الهائلة لأسر الشهداء العظماء, لأن هناك أسراً لم تصلها هذه البطاقة, ويتم التعامل معهم بواسطة كرت مؤقت إلى حين حصولهم على البطاقة التي سيتم إصدارها وتوزيعها خلال الشهرين القادمين.
ما مقدار المعونة الشهرية التي تحصل عليها أسرة الشهيد وكيف تُصنف؟
– لدينا نموذجان من الشهداء، الأول: أولئك الذين كانوا يعملون في السلك العسكري والمدني وهؤلاء يحصلون على مرتباتهم من القطاعات الحكومية والوحدات العسكرية في الدولة.
النموذج الثاني: غير العاملين في أجهزة الدولة, وهم من نحن معنيون بصرف مرتبات لأسرهم, وبحمد الله صارت مستحقاتهم (المرتبات) معتمدة وصدرت بها التعزيزات من وزارة المالية ولكن وبسبب وضع البلاد الناجم عن العدوان لم تنتظم عملية الصرف الشهري ويتم الصرف كل 3 أو 4 أشهر بواقع (35170) ريالاً لكل أسرة شهيد, حدد هذا المبلغ كـ “مرتب كامل للجندي”.
طبعاً ما سبق كان عن المرتبات, ولكن لدينا برنامج ثابت لتوزيع السلال الغذائية على مدار العام, نستهدف من خلاله أسر الشهداء الفقراء في المقام الأول نصرف لهم شهرياً وقد بلغ عدد السلال التي تصرف أكثر من 12 ألف سلة غذائية في الشهر الواحد وعلى مدار العام.
ما الصعوبات التي تواجهها المؤسسة وتعيق خدمة أسر الشهداء
– رعاية اسر الشهداء واجب ديني وأخلاقي وفي هذه الجزئية نلمس توفيقاً ورعاية إلهية كبيرة جداً في الكثير من أنشطتنا لا شك بأن هناك بعض الصعوبة بسبب الوضع الاقتصادي الحالي لبلادنا نتيجة للحصار المفروض على بلادنا ونحن جزء من هذا المجتمع وتواجهنا الكثير من الصعوبات التي ينعكس أثرها أيضا على أسر الشهداء منها عدم انضباط المرتبات وقد ذكرت ذلك سابقاً ولكن تفرض الأوضاع علينا أن نصرف نصف راتب كل شهرين, أيضاً ضعف التفاعل مع أنشطتنا من المنظمات الأهلية حيث تكون مساهماتها ضعيفة جداً قياساً بالأعداد الكبيرة للشهداء وحجم التضحيات التي قدموها.
ومنها استمرار العدوان الذي يمثل عقبة كبيرة أمام الشعب اليمني وبالأخص أسر الشهداء الذين تتزايد أعدادهم وبالنتيجة تزداد أعداد الأسر التي تحتاج للرعاية والمساعدة, وتقديم واجب العزاء والمواساة وتقييد بياناتهم وبيانات أسرهم وضمهم إلى قاعدة البيانات الخاصة بالمؤسسة من أجل حصولهم على المرتب والدعم والرعاية اللازمة لأطفالهم وذويهم عبر الأنشطة التي نقوم بها.
فعليا.. هل تعد المؤسسة الجهة الوحيدة الناشطة في رعاية أسر الشهداء؟
– كلا فهناك جهات رسمية أخرى معنية برعاية أسر الشهداء, والشهادة لله فإننا لم نلمس لهذه الجهات أي نشاط يستهدف أسر الشهداء منذ بداية العدوان إلى اليوم ومن يقول غير ذلك فلدينا ما يثبت قولنا ونتيجة لذلك تتحمل المؤسسة أعباء كبيرة جداً بسبب تنصل هذه الجهات عن القيام بواجبها وأيضاً هناك جهات من ضمن أهدافها وأنشطتها العناية بأسر الشهداء تقدم بعض الدعم ولكنه دعم بسيط جداً لا يرقى إلى مستوى المعاناة التي تعيشها هذه الأسر ولا يتناسب مع الأعداد الكبيرة لشهدائنا العظماء.
هذا التنصل برأيك.. هل يرجع لافتقار قاعدة بيانات الشهداء ام لافتقار التمويل أم ماذا؟
– بالتأكيد هناك ضعف في الموارد التي تحصل عليها كل الجهات وبالأخص منها الجهات الحكومية, ولكن هذا لا يعفيها عن المسؤولية فبإمكانها لو كان هناك تحرك أن تنفذ بعض المشاريع والأنشطة ولكل مجتهد نصيب ولن تكون هناك ثمار إلا من خلال التحرك الدؤوب, ولكن وللأسف الشديد فقد لاحظنا أن هناك تسييساً لبعض الأعمال فمثلاً إذا كان هناك إيحاءات أو توجيهات بأن تتحرك فإنها تتحرك وتنفذ بعض الأنشطة, ليس هناك أي إحساس بأهمية المواكبة والعناية بأسر الشهداء وبدورهم في هذا الجانب وما يمكن أن ينتج عنه من تعزيز الصمود الأسطوري لدى المجاهدين.
طبعاً الحرب ليست مقتصرة على الجبهات فهناك حروب سياسية ومن ضمنها تعطيل بعض الجهات عبر إيحاءات سياسية وحزبية مع أن المفترض من هذه الجهات أن تكون بعيدة عن الكيد كون عملها إنسانياً وأخلاقياً ووطنياً ويخدم شريحة ضحت بأغلى ما تملكه من أجل شعبها ووطنها.
كيف تقيم الدور الرسمي (الحكومي) في رعاية وخدمة أسر الشهداء؟
– يقتصر الدور الحكومي على دفع المرتبات وفي هذا الجانب فقد عانينا بشدة حتى صدرت القرارات واستكملت الحكومة الاجراءات وخرج التعزيز المالي ولا تزال هناك نسبة من الشهداء لم تستكمل إجراءات اصدار التعزيز المالي لمرتباتهم من وزارة المالية وبهذه المناسبة (مناسبة الذكرى السنوية للشهيد ) وفي هذا السياق نوجه عبر صحيفتكم رسالة إلى المجلس السياسي وإلى رئيس مجلس الوزراء نناشدهم فيها بسرعة استكمال إجراءات التعزيز المالي لمرتبات من تبقى من الشهداء وبأن يصدروا توجيهاتهم العاجلة إلى البنك المركزي ووزارة المالية باستكمال التعزيز وفاء وعرفاناً لتضحياتهم العظيمة.
ماذا عن دور المجتمع ومساهماته على مدى الثلاث السنوات الماضية من العدوان؟
– بالنسبة للدور المجتمعي وعلى مدى الثلاث السنوات الماضية للعدوان جيد ومعطاء وكريم وإيجابي, كان هناك تفاعل جيد جداً من بعض فاعلي الخير وبعض التجار وكل المواطنين عزز الصمود والتلاحم الوطني من خلال العناية بأسر الشهداء وقد تفاوتت المساهمات بين فترة وأخرى، ضبط هذا التفاوت النشاط التثقيفي في أوساط المجتمع بأهمية العناية بأسر الشهداء والعكس صحيح.
هل هناك تعاون بين المؤسسة والمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن.. وماذا تقدم؟
– بالنسبة للمنظمات الدولية فإنها تتعاطى مع الشهداء كأطراف وهذه جريمة ووصمة عار ونقطة سوداء في تاريخ هذه المنظمات فدورها ضعيف جداً في العناية بأسر الشهداء, وفيما يخص المنظمات المحلية فدورها نسبي ولا يتناسب مع الواجب الإنساني تجاه اسر الشهداء والجرحى والمتضررين, تفاعلها نسبي وبسيط وعادة يكون نشاطها في الجانب الإغاثي.
ما خطتكم للعام الجاري وما هي طموحاتكم المستقبلية؟
* طموحاتنا كبيرة جداً ولكن وبسبب العدوان الغاشم والظالم على بلادنا فأنشطتنا وأعمالنا مقتصرة على تقديم الرعاية ومواكبة كل جديد ورعاية أسر من مضوا من الشهداء العظام, ولدينا أهداف كبيرة نسعى لتحقيقها في خطة العام الحالي 2018م في الجانب التربوي والتنموي, ففي الجانب التربوي سعينا في العام الماضي لاستيعاب أبناء الشهداء ومتابعتهم من أجل إلحاقهم بالمدارس والمراكز وحلقات الدرس التي تقام في المساجد والمراكز.
وفي هذا السياق تم استيعاب أعداد كبيرة من أبناء الشهداء في المدارس الأهلية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وإدارة التعليم الأهلي، أكثر من 800 طالب وطالبة تم استيعابهم في المدارس الأهلية مجاناً عن طريق المنح التي قدمتها وزارة التربية والتعليم، أما بالنسبة لطلاب الجامعات فقد تم استيعاب أعداد كبيرة من أبناء الشهداء وذويهم عن طريق منح مجانية قدمتها المؤسسة لـ(700) طالب وطالبة.
كلمة أخيرة تودون قولها؟
– نوجه شكرنا وتقديرنا لكل من ساهم ورفد مؤسسة الشهداء بأي شكل من أشكال الدعم, أفراداً أو جهات رسمية أو منظمات مجتمع مدني، ونحث الجميع على المزيد من البذل وتقديم العون لأسر الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن اليمن الأرض والإنسان فرعاية هذه الشريحة مسؤولية الجميع وأمانة في أعناقنا, ومن باب الوفاء لهؤلاء العناية بأسرهم ومواساتهم وتكريمهم.

قد يعجبك ايضا