العدوان يستهدف الحاضر والمستقبل .. ويحيل مقاعد الدراسة إلى أنقاض

> تدمير 260 مدرسة كلياً و1310 جزئياً والتكلفة الأولية (نصف مليار دولار)
> خارطة استهداف العدوان لمنشآت التعليم أكدت استهدافه تدمير اليمن كاملاً
> طيران تحالف العدوان استهدف (118) منشأة جامعية .. و(84) معهداً فنياً وتقنياً
> استمرار العملية التعليمية تحت نيران الصواريخ .. شاهد على فشل العدوان
> استطاعت الجهات المعنية توفير الكتاب والمعلم وبدائل مرافق التعليم المدمرة

الثورة/ خالد النواري
مع اقتراب دخول العدوان الكوني الغاشم على بلادنا عامه الرابع، يتواصل الحقد السعودي على وطن الحكمة والإيمان وتدميره الممنهج لكل خيراته ومكتسباته وبنيته التحتية وفي مقدمها قطاع التعليم كغيره من القطاعات الحيوية تصدر أهداف العدوان البربري الذي صب جام غضبه على مقاعد التلاميذ مستهدفاً الحاضر والمستقبل وهو يدمر آمال وأحلام النشء والشباب، أكبر قطاع في المجتمع تعداداً وأهمها رهاناً.
المئات من المدارس وعشرات المعاهد الفنية والتقنية والجامعات الحكومية والأهلية طالها القصف والتدمير الذي كشف حقد قوى العدوان على مكتسبات الشعب اليمني التي كانت ولا تزال في مرمى القصف الصاروخي بالرغم أنها منشآت مدنية لا يجوز استهدافها بأي شكل من الأشكال وفقاً للقوانين والمعاهدات الدولية.
وعلى أنقاض الدمار وأشلاء الضحايا تروى قصة أبشع عدوان في التاريخ المعاصر، تشنه جارة السوء السعودية التي فوضت نفسها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى وانتهاك سيادتها وقتل وجرح وتشريد شعوبها وتدمير مقدراتها ومكتسباتها ، في الوقت الذي التزم المجتمع الدولي الصمت حيال المجازر الوحشية التي ترتكبها طائرات العدوان في مختلف المحافظات والتدمير الهائل للبنية التحتية في شتى المجالات من عبارات الشجب والإدانة والقلق.
خسائر كبيرة
قطاع التعليم كان في صدارة أهداف تحالف العدوان السعودي الغاشم المتواصل على اليمن، حيث نال نصيبه من القصف والتدمير لمختلف مرافق قطاع التعليم بأنواعه العام والعالي والتعليم الفني.
ونالت منشآت وزارة التربية والتعليم النصيب الأكبر من الاستهداف الممنهج منذ الأيام الأولى للعدوان وحتى بعد مرور أكثر من ألف يوم لتسجل الحصيلة أرقاماً كبيرة جداً من الخسائر والأضرار التي تقدر كلفتها الأولية بنحو نصف مليار دولار.
كانت المدارس ومقاعد الطلاب الدراسية هدفاً أساسياً لصواريخ العدو التي طالت نحو (1600) مدرسة ومكتب ومرفق تربوي ، ودمرت كليا نحو300 مدرسة ومرفق تربوي ، فيما أسفرت الغارات العدوانية عن وقوع أضرار جزئية في 1300 مدرسة ومرفق تربوي.
وفي ظل العدوان وما ترتب عليه من قصف أماكن آهلة بالسكان فقد شكلت المدارس والمرافق التربوية ملاذاً لأعداد كبيرة من النازحين الذين لجأوا إليها لتأويهم وذويهم من حر الشمس نهاراً وصقيع البرد ليلاً ، فبلغ عدد المدارس والمرافق التربوية التي استخدمت مآوى للنازحين نحو (800) منشأة تعليمية ، وبعد ترتيب أوضاع النازحين تم إخلاء (700) منشأة تعليمية.
خارطة التدمير
وتتصدر محافظتا تعز وصعدة من حيث دمار منشآتها بعدما سوت صواريخ العدوان البنية التحتية فيهما بالأرض و مقدمها المرافق التربوية والتي بلغت (371) مدرسة دمرت كلياً وجزئياً في محافظة تعز ، و(252) مدرسة تعرضت للتدمير الكلي والجزئي في محافظة صعدة.
فيما جاءت أمانة في العاصمة في المرتبة الثالثة من حيث استهداف منشآتها التعليمية بواقع (244) مدرسة دمرت جزئياً وكلياً، ثم محافظة ذمار التي تعرضت (197) مدرسة فيها للقصف ، وفي حجة تعرضت (145) مدرسة للقصف والتدمير.
كما تم قصف (134) مدرسة في محافظة لحج ، وفي محافظة إب تعرضت (110) مدارس للتدمير الكلي والجزئي ، كما نالت محافظة أبين نصيبها من قصف طائرات وبوارج العدوان حيث تم تدمير (102) مدرسة تدميراً كلياً وجزئياً وبعضها اتخذت كمراكز إيواء للنازحين.
وفي محافظة مارب تعرضت أغلب المرافق الخدمية للقصف الممنهج وكان القطاع التعليمي الأكثر تضرراً في المحافظة بواقع (101) مدرسة دُمرت كلياً وجزئياً واتخذ ما تبقى كمراكز إيواء للنازحين.. كما أن محافظتي صنعاء والضالع حلتا في المرتبة العاشرة ضمن المحافظات الأكثر تضرراً على صعيد منشآتها التعليمية بواقع (84) مرفقاً لكل منهما تعرضت للقصف الكلي والجزئي.
وتأتي بعد ذلك محافظة المحويت بقصف 73 مدرسة فيها ، كما تعرضت (71) مدرسة للقصف في محافظة عمران ، وفي محافظة البيضاء كانت (69) مدرسة هدفاً لصواريخ العدوان ،وفي ثغر اليمن الباسم عدن تم استهداف (66) مدرسة .
أما في محافظة شبوة فقد تعرضت (60) مدرسةً للقصف والتدمير الكلي والجزئي .. وفي محافظة الجوف دُمرت (45) مدرسة ، بينما احتضنت (45) مدرسة بمحافظة ريمة النازحين الذين شردهم العدوان من مساكنهم، كما هو الحال في محافظة حضرموت حيث تم فتح (22) مدرسة للنازحين ، بينما تعرضت (31) مدرسة للقصف في محافظة الحديدة.
تدمير المستقبل
ونظراً لأهمية قطاع التعليم الفني والتدريب المهني كإحدى ركائز التعليم ورفد سوق العمل بالكفاءات الفنية المتخصصة والأيدي المدربة في مختلف المجالات ، فقد تعرض لهجمة شرسة من قبل العدوان الذي سعى لإلحاق أكبر الضرر بمنشآت التعليم الفني من معاهد تخصصية وكليات المجتمع.
ورغم أنها منشآت مدنية تعليمية ويجب تحييدها عن الصراعات والاستهداف أثناء النزاعات إلا أن العدو ضرب بكل تلك المواثيق عرض الحائط ولم يتوان عن تدمير كل شيء بما في ذلك المعاهد المهنية التي كانت تشكل مكسباً كبيراً للبنية التحتية في قطاع التعليم الفني في اليمن وتم تشييدها بمئات الملايين من الدولارات خلال السنوات الماضية.
العديد من المعاهد التقنية والصناعية والفنية وكليات المجتمع طالها العدوان الهمجي الذي استهدف الأرض والإنسان وسعى لقتل كل الآمال والتطلعات لمستقبل أفضل عبر تدمير مقومات التنمية واستقلال القرار، فطال قصف طيران العدوان نحو (48) منشأة تعليمية حكومية وخاصة فنية وتقنية تعرضت للقصف المباشر الذي أدى إلى تدمير تلك المنشآت كلياً وجزئياً.
* وكما هو الحال مع منشآت التعليم العام، لم يميز تحالف العدوان بين محافظة وأخرى، وعمد إلى تأكيد استهدافه تدمير اليمن بأكمله ومقدراته، عبر قصفه (4) منشآت تعليم فني ومهني في أمانة العاصمة، و(7) في محافظة صنعاء، و(3) في محافظة عدن، والمعهدين التقني والصناعي والتجاري في محافظة تعز.
* خارطة استهداف تحالف العدوان مرافق التعليم الفني والمهني في اليمن شملت قصف طيرانه (6) منشآت تعليم فني ومهني في محافظة الحديدة، و(5) منشآت في محافظة أبين، و (4) منشآت في محافظة صعدة، و(4) في محافظة البيضاء، ومنشأتين في كل من محافظات عمران، ذمار، الضالع، لحج، ومنشأة في كل من محافظات، حجة، إب ، المحويت، مارب ، وشبوة.
أما الكلفة التقديرية الأولية للأضرار التي لحقت بمنشآت وزارة التعليم الفني والتدريب المهني جراء القصف المتعمد من العدوان السعودي الغاشم، فبلغت نحو (100) مليار ريال ، منها قرابة (56) مليار ريال كلفة تقديرية أولية للأضرار التي لحقت بالمباني والمنشآت ، وقرابة (24) مليار ريال كلفة تقديرية أولية للأضرار في التجهيزات والمعدات التي تحتوي عليها المنشآت التي تعرضت للقصف ، ونحو (11) مليار ريال كلفة تقديرية للأضرار المتصلة بخسارة الفرص التدريبية للطلاب الملتحقين بتلك المنشآت التعليمية بالإضافة إلى الأضرار المتعلقة بالأجور والمرتبة الخاصة بالكادر التعليمي.
هدف الحرمان
ونتيجة للتدمير الكبير الذي طال عدداً كبيراً من منشآت وزارة التعليم الفني وقطاعاتها التعليمية فقد ترتب على ذلك انخفاض كبير في الطاقة الاستيعابية للطلاب الدارسين وبنسبة تصل إلى (62%) ، من إجمالي عدد الطلاب المنخرطين في العملية التعليمية خلال العام الدراسي قبل العدوان والبالغ(15287) طالباً وطالبة.
وبعد قصف العدوان منشآت وزارة التعليم الفني شهد العام الدراسي 2015م انقطاع (9500) طالب وطالبة عن الدراسة في 29 مؤسسة تعليمية ليصل العدد الإجمالي للطلاب الملتحقين بالدراسة (5787) طالباً وطالبة ، وبلغت أعلى نسبة لانقطاع الطلاب عن الدراسة في محافظات البيضاء وتعز وصعدة وعمران ولحج وبنسبة (100%) وهو إجمالي الطلاب الدارسين في كل محافظة.
كما ترتب على العدوان وقصف المنشآت التعليمية الفنية تراجع عدد الكادر التعليمي والتدريبي في المؤسسات التعليمية التابعة لوزارة التعليم الفني والتدريب المهني وبنسبة تصل إلى (58%) ، حيث كان عدد الكادر التعليمي في معاهد التدريب الفني والصناعي والتجاري وكليات المجتمع قبل العدوان (3315) ، وبعد العدوان تسبب قصفه في انقطاع (1928) كادراً تعليمياً فيما واصل العملية التعليمية (1387) كادراً.
التعليم العالي
المنشآت الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي هي الأخرى لم تكن بمنأى عن الاستهداف والقصف المتعمد من طائرات العدوان السعودي الغاشم الذي صب نيران الحقد على القاعات والمعامل في مختلف الكليات التخصصية في عدة محافظات.
طال العدوان بقصفه نحو (118) منشأة تابعة للتعليم العالي والتعليم الجامعي الحكومي والأهلي ملحقاً بها أضراراً كلية وجزئية وخسائر مادية كبيرة تقدر بأكثر من 300 مليون دولار.
ولا تزال مرافق ومنشآت جامعات صنعاء وعدن وتعز والحديدة وإب والبيضاء وذمار وصعدة وحجة، شاهدة على همجية العدوان التي طالت منابر التعليم مستهدفة أحلام الشباب، جيل الحاضر وأمل المستقبل.
لم يقتصر العدوان على الجامعات الحكومية حيث طال عدداً من الجامعات الأهلية التي كانت في مرمى صواريخ العدوان وعددها (12) جامعة منها جامعة الملكة أروى وجامعة آزال والجامعة الإماراتية الدولية والجامعة العربية للعلوم والجامعة اللبنانية وجامعة تونتك والجامعة الوطنية بتعز وجامعة الحضارة بعدن وكلية أكسفورد والأكاديمية اليمنية وجامعة الشرق الأوسط وجامعة سبأ.
وترتب على العدوان تضرر عدد آخر من الجامعات التي لم يطلها القصف المباشر، والتي تعرضت للنهب والتدمير من الجماعات الإرهابية كما حدث بجامعة حضرموت التي تم نهب معداتها وتجهيزاتها من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، كما تعرضت جامعات أخرى للنهب في المحافظات الخاضعة لسيطرة مرتزقة العدوان السعودي والتي تم اتخاذ عدد منها ثكنات عسكرية وأماكن تجمعات للمرتزقة.
معول الهدم الذي طال مختلف الجامعات اليمنية جاء في إطار منهجية العدوان التي هدفت بالدرجة الأولى إلى تحطيم آمال الأجيال المتعقبة بتدمير منشآتهم التعليمية وإيقاف عجلة الدراسة وتجهيل الشعب، إلا أن تلك الأهداف تحطمت أمام عزيمة الشباب الذين أصروا على الانتظام في جامعاتهم رغم الصعوبات والعراقيل التي فرضتها ظروف العدوان والتي تسببت في حرمان أكثر من 350 ألف طالب وطالبة من مواصلة تعليمهم الجامعي لأسباب أمنية واقتصادية ومنها ما هو متعلق بالتدمير الكلي الذي طال بعض المرافق التعليمية.
مواجهة وثبات
وبالرغم من الهجمة الشرسة التي طالت مختلف المرافق التعليمية إلا أنها لم تثن عزيمة الانسان اليمني الذي تسلح بالإصرار والصمود في مواجهة العدو المتغطرس.
وأصر الكادر التعليمي على فتح القاعات الدراسية للطلاب الذين لم ترهبهم أصوات الطائرات وأزيز صواريخها حينما شقوا طريقهم بثبات للانخراط بالعملية التعليمية التي سارت بانتظام رغم كل محاولات العدوان إيقاف الدراسة بمختلف السبل.
استطاعت الجهات المعنية توفير الكتاب المدرسي، والكادر التعليمي، وبدائل عن مرافق التعليم المدمرة، حتى أن العملية الدراسية استمرت تحت أنقاض بعض المدارس المدمرة جزئياً، وفي ظروف أخرى تلقى التلاميذ تعليمهم تحت الأشجار بعد الدمار الكلي الذي طال مدارسهم وحولها إلى ركام.
وبالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضها العدوان في ظل سياسة الحصار براً وجواً وبحراً وما ترتب عنها من توقف صرف مرتبات موظفي الجهاز الإداري للدولة إلا أن الكادر التعليمي ضرب أروع القيم حينما أصر على تقديم رسالته التعليمية بأمانة وكفاءة عالية مستشعراً لروح المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه الأجيال الملتحقة بركب التعليم والتطلع للانطلاقة نحو المستقبل الواعد بالخير والعطاء.

قد يعجبك ايضا