غرقة القليس بصنعاء القديمة معلم أثري يحتاج للاهتمام

> قد يكون الإهمال بفعل الخلفيات التاريخية
> هي نفسها كعبة ابرهة وليس كما يعتقد البعض انها في الجامع الكبير

السياحي / خاص
تحوي مدينة صنعاء القديمة الكثير من المعالم التاريخية التي دارت حولها الكثير من الأحداث والوقائع ومن تلك المواقع غرقه القليس وسط صنعاء القديمة ويختلط الأمر على كثير من الناس حول مكان وجود كنيسة أبرهة (كعبة أبرهة).. حيث يعتقد الكثير من الناس أن المبنى الصغير الواقع في ساحة الجامع الكبير بصنعاء هو الكنيسة التي بناها أبرهة او بمعنى أصح كعبة أبرهة التي ذكرت في القرآن الكريم .
قد يكون الغرض اقتصاديا
وكعبة أبرهة أو كما تسمى عند أهالي صنعاء “غرقة القليس” تقع وسط صنعاء القديمة في حارة القليس تم بناؤها في منتصف القرن الخامس بأمر من أبرهة الحبشي والهدف صرف أنظار حجاج بيت الله لكي تكون بديلا عن الكعبة يحج إليها الناس كل عام؛ ولعل الكثير يعرف هذه القصة جيدا وذكرها القرآن الكريم بالتفصيل .
وحسب مصادر فإنه تم بناء الكنيسة كما يحلو للبعض ان يسميها او (الغرقة) على ربوة بارتفاع حوالي 5 أمتار وكانت حولها مساحة فسيحة مخصصة لاستيعاب الوافدين والقادمين حجاجا إليها كما كان يريدها أبرهة .
ويبدو أن هدف أبرهة من فكرة إقامة كنيسة في اليمن بدلا عن الكعبة في مكة كان دينيا واقتصاديا لتكون اليمن قبلة لكل الوفود والقبائل التي كانت تحج إلى بيت الله الحرام وإيجاد حركة تجارية إضافية كونه كان حاكما على اليمن إبان الاحتلال الحبشي.. لكنه لم يتسن له ذلك ولم تتحقق رغباته بالاعتداء على بيت الله فعندما توجه إلى مكة بجيش جرار لهدم الكعبة أرسل الله عليه وعلى جيشه طيرا أبابيل رمتهم بحجارة من سجيل فقضي عليه وعلى جيشه ولم يعد إلى كنيسته التي بناها.. وقد وصف الله سبحانه وتعالى ذلك الحدث في سورة في القرآن الكريم ( سورة الفيل) تحكي عنه وغدا عبرة على مر العصور..
يزيد عمرها عن ١٤٠٠ عام
غرقة القليس (كعبة أبرهة) أو ما بقي منها تبقى مكانا أثريا من الآثار القديمة ويصل عمرها إلى أكثر من (1400) عام ولكنها مهملة وتبدو في وضعها الحالي كمقلب للقمامة فمن يطل عليها يجدها عبارة عن حفرة عليها سور بارتفاع حوالي مترين وفوق السور حاجز حديدي وبداخلها أشجار وقليل مما يشبه القمامة..
إن منطقة أثرية بهذا القدم يفترض أن تكون مزارا للكثير من السياح سواء من داخل البلد او خارجه .. يقول أحد أبناء الحي الواقعة فيه الغرقة انه لو كانت هذه الكنيسة أو ما بقي منها في منطقة أو دولة أخرى لحظيت باهتمام يجعلها وجهة لكثير من الزوار والسياح العرب والأجانب ولأوجدت فيها الخدمات التي تجعل مساحتها المحيطة بها أشبه بحديقة يأتي إليها الكثير لرؤيتها والاطلاع عليها وعلى تاريخها وحكايتها..
ويقول آخرون: صحيح أنها لم تحظ بالاهتمام لكن على رغم حالتها إلا أنه كان يأتي سياح لزيارتها والاطلاع عليها والتقاط الصور بجانبها لكن في وقتنا الحالي وبسبب الأوضاع لم نعد نرى سياحا هنا أو في صنعاء بشكل عام..
مكب للقمامة
ويقول آخرون ممن يملكون الاختصاص في المجال التاريخي والأثري حول هذا الموقع الأثري أنها مكان أثري قديم وهام ولكنها مهملة كما تبدو في حالتها التي عليها وتبدو كمكب للقمامة لولا أنها محاطة بهذا السور الحديث وقالوا: نعتقد أن وضعها هذا وعدم الاهتمام بها يبدو كردة فعل من اليمنيين على محاولة اعتداء أبرهة الحبشي على الكعبة لكنهم أردفوا بالقول: “ومع ذلك فهي تبقى من الآثار”..
وأكدوا أن فكرة أبرهة تبدو فكرة اقتصادية أكثر منها دينية ولو تم له ذلك – بعيدا عن هدم الكعبة – لكانت واجهة سياحية ودينية واقتصادية ويفترض الاهتمام بها وبمحيطها كونها من الآثار الهامة.
وهي رسالة للأجهزة المعنية بالدولة إلى للاهتمام بها وأيضا على الأهالي ان يحافظوا عليها باعتبارها معلما أثريا وأن يتناسوا خلفياته التاريخية وما يحمله من معاني العداء فقد أصبحت موقعا اثريا لكل اليمنيين وعلى أهالي الحارة تجنب رمي القمامة في تلك المنطقة.

قد يعجبك ايضا