مرحلة عسكرية

علي الشرفي
منذ بداية العدوان الأمريكي السعودي الغاشم على بلادنا كان لزاماً على كل رجل لا زال في قلبه ذرة من إباء وشيء من ضمير أن يتحرك وان يرفع صوته عالياً ضد هذا العدوان الغاشم الذي لم يستثن أي شيء إلا واستهدفه ،، وبما أن هذه المرحلة الهامة تستدعي شحذ الهمة والتشمير عن السواعد والتخلي بل والطرد لحالة اللامبالاة واللاشعور بالمسؤولية ، فقد وصفّها السيد القائد بأنها مرحلة عسكرية ولم يكن ذلك التوصيف لمجرد التعاطي الإعلامي بل ليشعر الجميع بأن العدو يعيش هذه الحالة ضدنا منذ زمن حتى قبل أن نحمل بنادقنا ونستل سيوفنا وأقلامنا لمواجهته ولم يكتف بالحرب الناعمة ( الخشنة ) رغم ضراوتها وشدتها وخطورتها أكثر من العسكرية إلا أن حالته العسكرية ووضعيته تلك قائمة ضدنا بكل قوة ويجب أن نواجه تلك الحالة بمثيلها كي لا نكون لقمة سائغة له.
وحينما نسلط تركيزنا على ما يعمله العدو نراه يحشد إلى مواقعه وجبهاته من الشعب وضد الشعب ممن هم سطحيون وبلا وعي أو قليلو الوعي ينخدعون بالكلام المعسول وبالترغيب والترهيب ،، ونرى أكثر أولئك الذين يجندلهم الجيش واللجان الشعبية في كل المحاور من أبناء البلد وللأسف الشديد بمعنى ” الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي ” كما يقول المثل الشعبي المتداول لأنه لا يريد أن يخسر شيئاً ودائما نرى أن من في الصفوف الأولى له ليسوا سعوديين أو اماراتيين بل يمنيين مرتزقة وهذا أمر مؤسف..
إذاَ العدو لا يكل ولا يمل يتواصل، مع هذا ويرسل لذاك ويرغب هذا ويرهب ذاك فهو في سبيل تحقيق أهدافه مستعد لعمل أي شيء رغم أنه يعمل ذلك وهو مع الشيطان قولاً وعملاً ، ولذلك الأحرى بنا أن لا نكل ولا نمل ونحن مع جبار السموات والأرض إذ لا يستطع أحد مغالبة الله عز وجل ، ومسألة مواجهة العدو عسكرياً بالدرجة الأولى باتت ضرورة ملحة وتوطين النفس على ذلك أمر لا بد منه ، بالاستعانة بالله في إصلاح انفسنا وعندها سنجد كل الصعاب تبدو سهلة ويتحول العسر إلى يسر { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }..
إذاً المرحلة عسكرية ويجب أن تصب كل الجهود المجتمعية في هذا الجانب وأن لا نترك للعدو اختيار زمان ومكان أي معركة على أي صعيد كان سواء فيما يتعلق بالعسكرية أو الناعمة ، وأن نتحلى بعنصر المبادرة إذ أن ما لدينا من هدى عظيم ومشروع قرآني مقدس يفرض علينا ويستدعي منا أن نكون نحن السباقين والمسارعين وأن يكون زمام كل الأمور بأيدينا كي نستطيع التنكيل بالعدو واختيار زمان ومكان المعركة ودراستها ومن ثم الانتصار فيها بمعية الله وقوته ، وتوصيف السيد القائد للمرحلة بالعسكرية تترتب عليه أشياء كثيرة على كل الصعد حتى فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والتوفير المجتمعي والأسري وحتى على مستوى الفرد الواحد في حاجياته الشخصية وأن يسهم الجميع في ذلك توفيراً لمن هم في خطوط التماس يواجهون أعداء الله، فنصرهم نصر لنا وهزيمتهم لا سمح الله هزيمتنا وأن لا نترك للخونة ومنعدمي الضمير والاخلاق أصحاب الطابور الخامس مجالاً للنيل من الرجال العظماء في الجبهات بالقيل والمقيل وأن نخرس أفواه كل من يتطاول عليهم ، وأن نكون خير السند والظهر لهم ليرضى عنا الله تعالى ويشملنا برحمته ويشركنا في أعمالهم العظيمة والمباركة.

قد يعجبك ايضا