الجيش السوداني يبلغ النظام السعودي رسمياً رغبته في سحب قواته من اليمن

ذكرت مصادر محلية أن هناك توجها في السودان بدأ يشكل لسحب قواته المشاركة في حرب اليمن. وكشفت صحيفة “أخبار اليوم” السودانية، نقلاً عن مصادر مطلعة عن أسباب اتجاه القيادة السودانية للانسحاب من قوات التحالف في اليمن، مشيرة إلى “معلومات شبه مؤكدة ببروز اتجاه قوي لدى قيادة الدولة لسحب القوات المسلحة السودانية من حرب اليمن”.
ولفتت المصادر إلى “تنامي روح واتجاه عامين مطالبين بسحب القوات السودانية من حرب اليمن، وانتقدت دعم دول في التحالف لمصر التي حظيت بزيارة سعودية عالية المستوى لم تحظ بها الخرطوم رغم مواقفها المناصرة للمملكة”.
وأشارت المصادر إلى «خذلان ما تسمى دول التحالف للسودان في أزمته الاقتصادية”، لافتة إلى “عدم دفع رواتب القوات السودانية رغم الأداء المتميز بشهادة الجميع”، مبينة أن “القوات السودانية في حرب اليمن مكشوفة الظهر”.
وأيدت قناة المدارية السودانية التي تبث من العاصمة البريطانية لندن المطالبات التي تحتشد داخل البرلمان للضغط على الرئيس البشير بهدف إجباره على سحب قوات بلاده من الحرب على اليمن.
وقالت القناة تعليقاً على مطالبات كتلة التغيير : “رشح في الأخبار إن عدداً مقدراً من أعضاء المجلس الوطني طالبوا بسحب قواتنا من اليمن. وهذا رأى عام سوداني بأن دخولنا في هذه الحرب اليمنية لم يكن له مبررات قوية وكافية ومقنعة دع عنك إنه قرار خطير يتطلب موافقة المجلس حسب منطوق الدستور”.
وأضافت المدارية : “الحرب الجارية في اليمن وغيرها هي حروب بالوكالة مثلما كان إبان الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفياتي وعليه نتساءل : ما هي أصلاً دواعي الحرب لولا العناد اليمني – اليمني والتدخل الخارجي غير المفيد ثم ما هي مصلحتنا في حرب اليمن التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل وتورطنا فيها من منطلق عاطفي لا يخلو من مصالح اقتصادية وآخرون دخلوا فيها بسبب صراعاتهم مع إيران وصداقتهم القوية مع أمريكا ومحورها الجديد الذي يضم إسرائيل ومصر في مقابل محور روسيا تركيا إيران، فهكذا انقسم العالم اليوم بتعدد الأقطاب”.!!
وتطرقت الى أهم المفارقات السياسية حيث قالت : “إن الذين تقاتلهم السعودية اليوم فيما عرفوا بالحوثيين تجاوزاً نسبة إلى أبيهم الحوثي الكبير يطلقون على أنفسهم (أنصار الله) هم موالون لإيران التي تتبنى المذهب الشيعي.. وهؤلاء شيعة زيدية يرجع نسبهم إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهم في الأصل (ملكيون) يرجعون إلى الإمام البدر الذي كانت تسانده السعودية ضد منافسه اليمني (السلال) الجمهوري القومي العربي المسنود من مصر عبد الناصر.. لقد أضرت حرب اليمن كثيراً بجيش مصر”.
وأوضحت المدارية أنه “في مؤتمر الصمود بالخرطوم ولاءاتها عقب هزيمة حزيران 1967م صالح السودان بين الملك فيصل والرئيس عبد الناصر فتوقفت حرب اليمن وعاد الصفاء العربي. واليوم مطلوب من السودان أن تكون سياسته الخارجية مثل الماضي محايداً تماماً في حرب اليمن بل كل الصراعات والخلافات العربية وحتى الإسلامية فذلك وضعه الطبيعي الذي يؤهله لأن يحترمه الجميع ويثقون في مبادراته لرأب الصدع”.
وأكدت بالقول “من الأسباب الأخرى التي تدفعنا لسحب قواتنا من اليمن إن هذه الحرب قد طال أمدها ولم يعد هناك أمل في حل سلمي قريب بل ارتفعت وتيرة الصراعات وحرب الصواريخ واغتيالات الزعامات مما سيزيد اشتعالها بالأخذ بالثأر والانتقام المتبادل سيما وأن أبناءنا قد كثر فيهم القتل بأكثر من قوات التحالف التي تقاتل أساساً من الجو فيقل ضحاياها أما السودانين فيحاربون على الأرض ويموتون بكثرة!!؟؟ زد على ذلك لقد صرنا في نظر اليمنيين كأننا مرتزقة من أجل المال, فهكذا نشروا صور القتلى والأموال التي تلقاها جنودنا على قلتها ونشروها في مواقع التواصل الاجتماعي فأساءت إلينا كثيراً”.
وقارنت بين تعامل دول الخليج مع السودان ومع بالقول “مما يستغرب له المرء إن دولاً مثل مصر لم ترسل قوات لليمن ورغم ذلك تتمتع بعلاقات قوية ودعم مالي ضخم والسودان لا يجد الاهتمام المماثل بل أقل من ذلك بكثير.. فلماذا نضع أنفسنا دائماً في أوضاع كهذه؟ أخشى أن ندفع بقوات إلى سوريا كما يشاع”!
واختتمت قناة المدارية رأيها بالتأكيد على أن الحرب في اليمن حرب سياسية وحرب فزّاعات آخرها فزّاعة إيران كما فزاعة صدام حسين سابقاً وقبلهما فزاعة الإمبراطورية العثمانية في الحرب الأولى حين خدع الشريف حسين عام 1917م بواسطة (لورانس) خططتها كلها دول لها مصالح حيوية مباشرة في المنطقة العربية والإسلامية لإضعافها وتقسيمها وإخضاعها ونهب ثرواتها فزرعت إسرائيل لتخدعنا اليوم لنتحارب نحن الأغبياء بالوكالة (إن للبيت رب يحميه).
لننسحب من اليمن فوراً.. كفاية اندفاع.

قد يعجبك ايضا