إسرائيل والحدود المفتوحة 1-2

محمد ناجي أحمد
“الوطنية شعور ينمو في النفس ويزداد لهبه في القلوب كلما كبرت هموم الوطن وعظمت مصائبه ” مصطفى كامل .
ليس هناك حدود لإسرائيل المزعومة ،ويظل الخلاف حول وضع حدود لها أو أن تظل حدودها تتسع باتساع المصالح الغربية –مثار جدل صهيوني ،الغلبة فيه للطرف الذي يعبِّر عن مشيئة الولايات المتحدة الأمريكية . فإسرائيل هي ذروة الرأسمالية وتوحشها الاستعماري .
أمن إسرائيل دوما هو الحصول على مواقع “هجومية ” تستطيع من خلالها أن تبقي البلاد العربية تحت هيمنتها . ومن هنا فإن مضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر ،ومضيق تيران في مدخل خليج العقبة من المواقع الهجومية المهمة للهيمنة الغربية والإسرائيلية في المنطقة .
في كتابه “أبعاد في المواجهة الغربية الإسرائيلية “الصادر عن المؤسسة العربية للنشر ،عام1972م – يتساءل المؤلف (أحمد بهاء الدين ) : ماذا تريد إسرائيل ، وما هو أسلوب عملها لتحقيق ما تريد ؟
إن إسرائيل بحسب أحمد بهاء الدين –لا تقول أبدا ما تريد بالضبط ،فهي تريد “حدوداً آمنة معترفاً بها ” و” سلاما تعاقديا كاملا ” وهذه عموميات وحدود مفتوحة على الأمن والمصالح .ودوما ترد بتصرفات فعلية كضم القدس وبناء المستوطنات .
تحتفظ إسرائيل بما احتلته من أراض ومواقع استراتيجية ،وتنتظر التنازلات تلو التنازلات .
لقد نظرت إسرائيل إلى مقترحات روجرز وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أواخر الستينيات –بأنها واضحة أكثر مما تريد ،وهي غلطة لا تغتفر ،لأن الوضوح “يضعف موقف إسرائيل التفاوضي ” الذي يرتكز على الغموض وعدم معرفة ما تريد .
ما تريده إسرائيل هو ” التوسع والأمن ” .
الإسرائيليون والأمريكيون لا يضعون أوراقهم على المائدة حتى لا يتضح هول ما يريدون . لكن بعد عزل مصر باتفاقية كامب ديفيد 1978م ،واحتلال العراق عام 2003م ،وإنهاك سوريا والعدوان على اليمن من 2011م –أصبحت مشيخات الخليج تنفذ طلباتهم التوسعية في المواقع الاستراتيجية في البحر الأحمر وخليج عدن ، ومشاريعهم الاقتصادية المزمع إنشاؤها من فلسطين ومصر إلى عدن والصومال وجيبوتي . وهي مشاريع موازية مع ما سموه ب”صفقة القرن “.
خارطة إسرائيل المزعومة تتحدد ملامحها وسعتها بحسب تاريخ صدورها. ففي كتاب بن جوريون الذي صدر عام 1971م تشمل كل الأرضي التي احتلتها آنذاك من الجولان إلى نهر الأردن إلى قناة السويس . ولو رسمت اليوم لامتدت شاملة مضيق تيران ومضيق باب المندب .
منذ بداية السبعينيات تحول “باب المندب ” إلى موقع استراتيجي لأمن إسرائيل . فالوجود الصيني تعاظم في شرق أفريقيا من الجهة المقابلة للمضيق ،لهذا بدأت إسرائيل تلفت نظر أمريكا بخطورة التواجد الصيني على الأمن الأمريكي في البحر الأحمر . ومن هنا بدأت أمريكا في جعل البحر الأحمر بحرا أمريكيا ،وموقعا من مواقع الاستراتيجية الإسرائيلية .
بحسب ما أورده (أحمد بهاء الدين ) في كتابه آنف الذكر فإن الخلاف بين صهاينة أمريكا وصهاينة العصابات الإسرائيلية في فلسطين ،طرح في المؤتمر الصهيوني الذي عقد في أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية ،وقبل إنشاء دولة إسرائيل كان حول قيام دولة إسرائيل على جزء من فلسطين وفقا لاقتراحات التقسيم المطروحة . إلاّ أن زعماء الصهيونية في أمريكا كان موقفهم أشد تطرفا في ما يريدونه من إسرائيل كدولة وظيفية ،عليها أن تمتد وتتسع باتساع المصالح الأمريكية في المنطقة .

قد يعجبك ايضا