الإعلام وهستيريا السقوط !!

أحمد يحيى الديلمي
يبدو أن حملات الكذب والتهريج من إعلام المعتدين فضح الزيف وأعاد السحر إلى الساحر كما يقال .
في ما يلي ملخص لرسالة صحفي تونسي عروبي قدير بعد الديباجة قال : إن دول العدوان تحاول استنطاق الواقع الميداني بكل صلافة وتفبرك له أخباراً وهمية عن انتصارات لا وجود لها إلا في أذهان من يوجه بتحريرها بما يوحي أن كاتبها مجرد أجير يكتب ما يُملى عليه دون أن يفقه شيئاً منها وطالما أنه استلم المقابل سلفاً فليس لديه أي حق في الاعتراض أو التأكد من صحة ما يكتب ، وهنا مبعث الدهشة إذ كيف لصحفي شريف يحترم نفسه وقلمه أن يهوى إلى نفس المنحدر من الإسفاف بقصد تزييف الحقائق والتعمية على الآخرين فقط ، وهو موقن كل اليقين أن المشهد مغاير تماماً في مسرح العمليات وأن المعطيات الماثلة تدحض الأخبار والبيانات الصادرة عن غرف الأخبار في القنوات المرتهنة للأعداء ، يصل الأمر إلى حد الخيانة العظمى والتخلي عن الأخلاق والقيم ومواثيق الشرف الصحفي عندما يجد هذا النوع من الصحفيين أنفسهم مجبرين على التناقض وتكذيب نفسه بنفسه ، حيث يُتبع الخبر المفبرك الصادر عما تسمى بقنوات الشرعية المؤكد لسيطرتها على مطار الحديدة بآخر يقول إن قوات ما يسمى بالتحالف الذي تقوده السعودية شنت عشرات الغارات على نفس المكان ، إنها مفارقة عجيبة تكشف بجلاء حقيقة ما يجري في الواقع ، لأن الخبر اللاحق يرسم العديد من علامات الاستفهام حول بيان الانتصارات المزعومة ويُدخلها خانة التضليل والإرجاف والتهويل للتأثير على الحاضنة الشعبية وهز ثقة المقاتلين الأبطال ، كم كنت أتمنى على أي صحفي انحدر إلى هذا المنزلق أن يسأل نفسه :
لماذا يتعمد المنتصر استهداف الموقع الذي زعم أنه استولى عليه ؟!! وسيجد أن الإجابة ماثلة أمامه تنفي مزاعم الانتصارات أو أن ما يُسمى بقوات التحالف استهدفت جموع المرتزقة المقاتلين معها للخلاص من أعباء الاستحقاقات المطلوبة لهم ، في هذه الحالة يزداد حجم المخاطر ويصبح كارثة كبيرة توضح مرامي المعتدين والنوايا الخبيثة المُبيتة من دول العدوان ، بالذات السعودية ودولة الإمارات وبالتالي تكشف عن خسة وحقارة الإعلاميين اليمنيين ممن ارتضوا الذل والهوان وتحولوا إلى محور للتآمر على بلدهم وهم على يقين بحقارة المسار وأنه يتعدى دول العدوان المباشر إلى النطاق الدولي ممثلاً في أمريكا وبريطانيا ودولة الكيان الصهيوني وأخيراً فرنسا وفقاً للتصريحات الصادرة عن مسؤولين في هذه الدول تعززها المشاهد العملية في الميدان فكلها تجمع على أن اليمن يتعرض لحرب كونية ممولة من السعودية والإمارات ، وأن هذه الدول الأولى هي من قررت الهجوم على الحديدة بعد أن وضعت الخطط في زمن مبكر وأرسلت مستشارين وخبراء لتدريب فلول المرتزقة بميناء عصب الإريتري ، لكن الأبطال رجال الرجال من أبناء اليمن الميمون أحبطوا هذه المخططات وسيفشلون أي مؤامرة لثقتهم بنصر الله سبحانه وتعالى ، وعلى كل عربي شريف أن لا ينصاع لتسريبات الضلال ويسعى إلى إسناد هؤلاء الأبطال حتى بالدعاء موقناً أن هذه الكتائب إنما تدافع عن العقيدة وحياض الأمة ، وتمثل محور انطلاق إيماني لإسقاط حلقات التآمر على العقيدة والأمة ، وهذه الدول إن قُدر لها النجاح لا سمح الله ستطال كل عربي ومسلم لن تستثني أحداً ، وفي المقدمة الدول المخدوعة التي تشن عدواناً بربرياً غاشماً على اليمن وأبنائه الطيبين من حملوا مشاعل نور الهدى إلى أرجاء الكون، أسأل الله النصر لهؤلاء الأبطال إنه الغالب على أمره وهو على ما يشاء قدير وأشكر الزميل الصحفي التونسي القدير فأكتفي بما أسلفت من الرسالة لأتمكن من الإجابة على أسئلته التي ختم بها رسالته القيمة، فأقول :
الموضوع لا يحتاج إلى بحث، فالنظر إلى حالة الفوضى والاغتصاب وتزايد الاغتيالات والجرائم البشعة فيما يُسمى بالمناطق المحررة تحت مظلة الغزاة المحتلين شاهد حي على المرامي الخبيثة والنوايا المبيتة لدى دول القرار والمأجورة المستميتة في خدمة أعداء الأمة وفي المقدمة دولة الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين والقدس قبلة المسلمين الأولى، وبالتالي فإن أمامك أدلة وبراهين ساطعة تمثل أهم حافز لليمنيين على التلاحم ووحدة الصف للدفاع عن الأرض والعرض ، ولكي ينال الجميع شرف المشاركة الفاعلة في الذود عن حياض الوطن والدفاع عن الكرامة ، في ظل واقع مؤلم يحاول المعتدون الغزاة تكريسه في كل المناطق التي تطأ أقدامهم إليها بنفس الرغبات والنوايا الخبيثة المجردة من الأخلاق والقيم والهادفة إلى هز معنويات اليمنيين وإضعاف تعاطفهم مع القضية الأساسية قضية الشعب الفلسطيني ، هذا هو ما يرمي إليه المستعمرون الجُدد في السعودية والإمارات تنفيذا لتوجيهات أسيادهم الذين انضمت إليهم فرنسا ، كما جاء في صحيفة الفيجارو ، فلقد تحدثت عن مشاركة فرنسية عملية في معركة الساحل الغربي وهناك دول أخرى تدعم العدوان في الخفاء ، وثالثة تكتفي بالدعم السياسي في المحافل الدولية وأقلها خطراً تتواطأ مع المعتدين انتظاراً لحصة مجزية من كعكة النفط ، ما ينطبق على الدول ينطبق على وسائل الإعلام والأفراد لأن الجميع يروجون أخباراً كلها إفك وبهتان مدفوعة الثمن سلفاً ، مع ذلك يا صديقي اطمئن أنت ومن معك من أبناء تونس الشقيقة أصحاب الضمائر الحية ، فالشعب اليمني مستعد للمواجهة وعلى يقين تام أنه يواجه حرباً عالمية شرسة ، لكنه بقدرة الله سيسقط الغزاة ورهاناتهم البائسة ولن يخذل الشرفاء من أمثالك معتمداً على قدراته الذاتية وتأييد الخالق سبحانه وتعالى له كأهم عامل للثبات وتحقيق النصر ، ولعل من قصدتهم بكلامك يستوعبون الدرس ويعودون إلى رشدهم ملتزمين بمهنة الصحافة وفق الأخلاق والقيم والتقاليد ومواثيق الشرف التي ترسخت في الأذهان عن السلطة الرابعة ودورها الإيجابي ، أسأل الله لهم الهداية ، وللمقاتلين الأبطال النصر والثبات .. والله من وراء القصد ..

قد يعجبك ايضا