دور الأسرة في رسم معالم النجاح من طمسه

¶ طلاب: الخوف والقلق سيطر علينا ودعم الأسرة هو ما يبقينا صامدين

اخصائيون تربويون :
على أرباب الأسر أن يعملوا بجهد اكبر لدعم أبنائهم في فترة الاختبارات وإلاّ فالنتائج ستكون عكسية

علماء نفس :
على الأسرة أن تفهم جيداً قدرات أبنائها ونفسياتهم حتى تتغلب على الخوف الذي يعتريهم

الثورة / وائل الشيباني

يستعد أبناء اليمن السعيد لخوض غمار الامتحانات الوزارية للمرحلة الأساسية والثانوية بكل روح عالية وجهد مضاعف للخروج بأفضل النتائج الممكنة متحدين كافة الظروف الصعبة التي تحدق بهم من كل حدب وصوب خاصة مع استمرار الحصار العنجهي واستهدافه للمنشآت التعليمية من قبل تحالف الظلم والعدوان ولكن هل يكفي كل ذلك الجهد والتفاني لمساعدة المقبلين على دخول الامتحانات لتقديم أفضل ما لديهم ..؟ أم أن هناك وسائل أخرى مهمة يجب أتباعها حتى تتحقق أفضل النتائج ..؟ بحسب المختصين التربويين فإن هذا الجهد والطموح العالي للريادة لا يكفي بمفرده فهناك دور مهم وضروري لابد أن يلعبه أرباب الأسر في مثل هكذا أوقات ويتمثل في التحفيز والمساندة وتوفير الأجواء المناسبة لأبنائها حتى يتمكنوا من تجسيد كل تلك الجهود التي بذلوها على أرض الواقع بأفضل طريقة ممكنة .. دور الأسرة في نجاح فلذات أكبادها من الطلبة وتفوقهم وأهمية هذا الدور خاصة في أوقات الامتحانات وغيرها من التفاصيل تجدونها في السياق التالي :

اجتهدت كثيراً منذ بداية العام الدراسي وذاكرت المنهج المقرر لي أكثر من مره لكني ما أزال خائفاً من الامتحانات وما يخفف عني كثيراً هو سماع دعاء أمي لي طيلة فترة مذاكرتي في المنزل فالقلق ينتابني في الآونة الأخيرة بشكل كبير ولا ادري كيفية التخلص منه. هكذا استهل الطالب محمد عبدالله ناصر الصف الثالث ثانوي علمي حديثه عن الامتحانات الوزارية ويضيف : كنت أترقب قرب الامتحانات لكوني قد استعددت لها منذ بدية العام الدراسي وعند قدومها باغتني الخوف الشديد لا ادري لماذا وبت في أمس الحاجة إلى من يساندني ويقف أمامي ولولا سؤال أبي المتواصل عني وزرع الثقة فًي ودعاء أمي لي وتوفير الغذاء المناسب لي لكنت في حالة صعبة قد تمنعني من مواصلة المذاكرة بسبب الخوف والقلق الشديدين لذا أحب أن اشكر أمي وأبي لوقوفهما بجانبي في هذا الوقت العصيب .
إحباط شديد
على العكس تماما فان منى عبداللطيف طالبة في الصف الثالث الثانوي علمي تؤكد أن أبويها يلعبان دورا سلبيا في استعدادها للامتحانات فهما كما تؤكد لم يحاولا التخفيف عنها ولو القليل من الأعمال المنزلية لا بل ويشتمانها إذا ما قصرت في أداء واجباتها المنزلية اليومية ودائما ما بلقيان في مسامعها كلمات مليئة بمفردات الإحباط ويتهمانها بالتقصير وأنها لم تتذكر بأنها طالبة إلا عند قرب الامتحانات وهذا ما كسر نفسيتها للمذاكرة كما تقول ولم يعد يهمها شيء وأضافت : كنت اهتم ولكن الجميع من حولي غير مهتم وكأن الموضوع لا يهمهم وقد انعكست حالة اللامبالاة من أسرتي إلى داخلي وصرت مثلهم لا اهتم دونما شعور وها هي الامتحانات بدأت ومازلت لم استكمل أي منهج ولا ادري بأي حال سأخوض غمار الامتحانات وأملي في الله فقط أن يقف بجانبي أما أسرتي فقد فقدت الأمل فيها .
دور مهم
الدور الذي تلعبه الاسرة في أوقات الامتحانات دور مصيري وفارق هذا ما أكدت عليه إلهام السياغي أخصائية اجتماعية وأفادت: الأسرة هي من يثق فيها كل شاب وشابة وهي التي توجههم وترشدهم صوب الطريق الصواب من خلال التحفيز والتشجيع والرقابة وهي من قد تحول كل الجهود التي بذلها الطالب أو الطالبة صوب النجاح أو العكس لذا وجب على كل أسره أن تهتم بأبنائها وتحفزهم ونقف بجانبهم وتحفف عنهم كل الضغوطات الملازمة لفترة الاختبارات خاصة الوزارية وتذكرهم بالله عز وجل .
وأضافت : أنصح كل رب أسرة وكل فرد فيها أن يعملوا بقدر الإمكان على توفير الأجواء الملائمة للطلاب خاصة الطلبة الذين يعانون من فوبيا الاختبارات وينتابهم الخوف والقلق الشديد عند الدخول إلى قاعة الامتحانات وان لا يتركوا أبناءهم عرضة للضغوطات التي تفرضها مثل هكذا ظروف فدور الأسرة هنا في غاية الأهمية أتمنى من كل رب أسره أن لا يتوانى في تقديم الدعم النفسي والمادي بقدر الإمكان إذا ما أراد التفوق والنجاح لفلذات أكباده.
قلق شديد
ومن ناحيته يرى علم النفس التربوي بأن الاهتمام والتحفيز والتمهيد النفسي للطالب قبيل فترة الامتحانات ووقتها قد يشكل فارقا كبيرا في المستوى الذي قد يقدمه الطالب داخل قاعة الامتحانات خاصة عند تخفيف الضغط عليه من قبل أرباب الأسر والبيئة المحيطة فهناك طلبة يتعرضون لضغوط كبيرة مما ينعكس على حالتهم الصحية فيصابون بألم شديد في الرأس وغثيان وألم في البطن بالإضافة إلى العصبية المفرطة وفقدان التركيز مما يصعب على الطالب عملية استذكار ما قام بمذاكرته من هذا المنطلق يجب على كافة أرباب الأسر أن لا يقزموا الدور الذي يقف بعاتقهم في هذه الفترات وان لا يتقاعسوا في القيام بالواجبات المنوطة بها والتي من شانها أن تحقق النجاح والتفوق لأبنائهم .
رأي الطب
الصحة الجيدة عامل رئيسي في المذاكرة السليمة التي تقلل من حدة القلق والتوتر لدى الطلاب أثناء فترة الامتحانات, أخصائي الطب البشري الدكتور( عبدالله الذبحاني) يوضح أن الطالب في أيام الامتحانات يعتريه نوع من القلق والخوف الذي يؤثر على العمليات الحيوية داخل المخ ,وهنا يكون البعد عن القلق هو الحل والطلاب الذين يستمرون في الاستذكار ولفترة طويلة عليهم أن يدركوا أن للتركيز في المخ قدرة معينة بعدها يقل التركيز والفهم والتذكر .
وينصح الطبيب الذبحاني بالتوقف لمدة عشر دقائق كل ساعة أو ساعة ونصف للاسترخاء والخروج إلى مكان مفتوح لا يتحدث خلالها الطالب أو يتفرج على التلفاز حتى تستعيد مراكز المخ نشاطها, وإذا وجد الطالب نفسه عصبيا أو خائفا أو جائعا فلا يذاكر في هذه الأثناء فالخوف من الامتحانات كما يقول الدكتور الذبحاني قد يجعل الطالب يصدر أصواتا نتيجة احتكاك الأسنان مع بعضها وهذا يعني أن الشخص بلغ درجة عالية من التوتر والقلق كما أن خلايا المخ لا تنشط, فتنتج صعوبة في الاسترجاع للإجابة وصداع وخمول وبعض الاضطرابات الانفعالية كالشعور بتسارع خفقات القلب وسرعة التنفس مع جفاف الحلق وارتعاش اليدين وعدم التركيز وبرودة الأطراف والغثيان.
الحالة النفسية
من المهم للأسرة أن تعرف أن الحالة النفسية للأبناء تؤثر سلبا أو إيجابا في درجة استعداداهم للامتحانات ودرجة استيعابهم أيضا، في فترة الامتحانات يكون الطلاب قد انقطعوا عن المؤسسة التعليمية وبالتالي تتحمل الأسرة العبء الأكبر لتهيئة البيئة والظروف المناسبة لمذاكرتهم واستعدادهم للامتحانات.
على الأسرة أن تتفهم نفسية أبنائها وقدراتهم جيدا، وهذه مشكلة خطيرة في فترة الامتحانات حيث أن الكثير من الأسر لا تعرف أن هناك ابنا يناسبه عدد معين من الساعات ربما أكثر أو أقل من الابن الآخر وهذا يتوقف على الحالة النفسية لهذا الابن أو ذاك.
إذا تفهمت الأسرة حالة كل ابن أصبح من السهل مساعدته على تجاوز فترة الامتحانات بصورة جيدة، وعليها أيضا مشاركة الأبناء في عمل جدول دراسي يراعي الفروق الفردية للأبناء ودرجة استيعابهم للمادة العلمية، فهناك من يريد ساعات أكثر لأن ملكة الحفظ عنده ضعيفة وهناك من يناسبه وقت أقل لأنه يتمتع بذاكرة أقوى، وهناك من يتفوق في الرياضيات بينما يعاني ضعفا في التاريخ. كما يجب أن يغرس الآباء في الأبناء ملكة تحديد الأهداف والأولويات والتدرج عند المذاكرة من الأسهل إلى الأصعب.
رسالة الدعاة
من جانبه يرى الداعية محمد صالح أن الخوف من الامتحانات أمر طبيعي وشائع بين الناس، ولكن الدعاء لله عز وجل من شأنه أن يخفف ذلك الخوف والهلع خاصة إذا ما آمن الطالب بأن الله عز وجل سيستجيب لدعائه ويملأ قلبه باليقين بذلك.
ويتوجه صالح للطلبة بالنصح بأن يكثروا من الدعاء وقراءة الأذكار والصلاة والإيمان الكامل بأن الله بيده مفتاح النجاح والتفوق.
ويختم برسالة لأولياء الأمور بأن يهتموا بأبنائهم وأن يخففوا عليهم الضغط النفسي الذي قد يصابون به من خلال تذكيرهم بقدرة الله واختيار الكلمات المناسبة لهم بحيث تكون تشجيعية وتعطيهم دفعة معنوية إيجابية تساعدهم على تقديم أفضل ما لديهم بعون من الله عز وجل.

قد يعجبك ايضا