نضوب آبار مياه الشرب .. خطر يهدد مدينة إب

التأكيد على دور السلطة المحلية في الحد من هذه الكارثة

 

الثورة /مجدي عقبه

وجهت المؤسسة العامة للمياه في إب نداء استغاثة إلى الجهات الحكومية ذات العلاقة والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية للتعاون في وضع حلول وبدائل عاجلة لتلافي الكارثة الإنسانية الوشيكة والمتمثلة في قرب نضوب مياه الشرب في منطقة الحوض المائي لمدينة إب الذي يغذي مدينة إب بمياه الشرب بعد التراجع الملحوظ والمخيف لمناسيب المياه في معظم آبار الحوض المائي.
حيث لوحظ خلال العام 2017م تغيير في إنتاجية ومناسب المياه في جميع الآبار العاملة حتى وصل هذا الانخفاض إلى مستويات مقلقة خلال الربع الثاني من العام 2018م، حيث لوحظ ما يلي:

– انخفاض كبير لمناسيب المياه في معظم الآبار ترافق ذلك بالطبع مع تراجع معدل إنتاج المياه من جميع الآبار حيث وصل معدل انخفاض الإنتاج من 30 % – 50 % من إنتاجية الآبار الآمنة.
كما انخفضت مناسيب المياه في الآبار ما بين 50 – 120 متراً تحت الأرض، وهذه المؤشرات تدل على تدهور كبير وحرج في مصادر المياه التي تعتمد عليها مدينة إب في إمدادات مياه الشرب وتوزيعها على أحياء المدينة ويمكن إرجاع ذلك للأسباب التالية:
– النمو السكاني الكبير الذي تشهده مدينة إب والتوسع في خدمات المياه لتشمل معظم أجزاء المدينة
– تزايد أعداد النازحين إلى المدينة من المناطق والمحافظات المجاورة
– محدودية مصادر المياه في إطار حقل الآبار في مدينة إب وضواحيها (منطقة بركانية ذات مساحة صغيرة) وبالتالي مخزون محدود من المياه عبر الشقوق البركانية.
– الضخ الجائر والمستمر منذ فترة من آبار المؤسسة، إذ أن معظم الآبار في السنوات الأخيرة يتم تشغليها بصورة مستمرة 24 ساعة وبكميات ضخ كبيرة تفوق قدرة الضخ الآمنة لحقل الآبار.
– الضخ الجائر والمستمر من آبار المياه الخاصة خصوصا تعبئة الوايتات والناقلات الكبيرة لسقي القات خارج مدينة إب (اتجاه ميتم- النجد الأحمر- السحول) قد أدى ذلك إلى نضوب المياه في بعض آبار المؤسسة وكذلك عدد من الآبار الخاصة.
– الحفر العشوائي الذي طال منطقة الحوض المائي
وعددت المؤسسة العامة للمياه الآبار التي توقفت عن الإنتاج بسبب نضوب المياه منها خلال الفترة الماضية،وهي:
-بئر السبل شارع 16.
-بئر السبل كاحب.
-بئر الجامعة.
-بئر وادي اللحج.
-بئر شارع بغداد
-بئر شارع بغداد.
-بئر رقم 2 منطقة العرمة (جبلة).
-بئر رقم 3 منطقة الهبوب (جبلة).
-بئر رقم 5 ذي عقيب (جبلة).
الآبار الخاصة الأخرى التي توقفت بسبب نضوب المياه، منها في إطار مدينة إب:
-بئر النجار (الظهرة) البئر الذي يغذي منطقة الظهرة بمياه الشرب.
-آبار المشتل الزراعي الخاص بمكتب الزراعية.
-بئر الجامعة الخاص بجامعة إب.
-بئر جوبلة الذي يغذي منطقة جوبلة والذي انخفضت إنتاجيته بصورة كبيرة. بالإضافة إلى انخفاض إنتاج المياه في بقية الآبار (الخاصة) التي مازالت تعمل حتى الآن وقد أدى ذلك التدهور والنقص في إنتاج المياه من جميع الآبار إلى نقص في كميات المياه التي يتم ضخها للمشتركين في حارات المدينة المختلفة في إطار التوزيع المعتمد حالياً مما سبب عجزاً في تغطية احتياجات المشتركين من المياه في كثير من الحارات.
وقالت المؤسسة العامة للمياة انها بادرت خلال العام الماضي الى تعميق بئر الجامعة لمحاولة استكشاف المياه في الطبقات تحت عمق 300 متر وتم الحفر والتعميق إلى عمق 650 متراً، وذلك دون جدوى ويعتبر ذلك مؤشراً عملياً لعدم جدوى تعميق الآبار في إطار حوض مياه مدينة إب. بالإضافة إلى التدهور والنقص في المياه المنتجة من الآبار يقابل ذلك تزايد كبير ومطرد في عدد المستهدفين في المدينة (عدد السكان) بسبب النمو السكاني الكبير في المدينة، وكذلك بسبب نزوح الكثير إلى مدينة إب مما شكل بدوره عامل ضغط على مصادر المياه.
وقد اتخذت المؤسسة العامة للمياه خلال اجتماعها الاخير برئاسة محافظ إب عبدالواحد صلاح مجموعة من الإجراءات العاجلة التي من الواجب اتخاذها لإدارة أزمة المياه في مدينة إب.
1-التوقف النهائي لضخ المياه ونقلها عبر وايتات كبيرة خارج مدينة إب (لسقي القات في ميتم والنجد الأحمر والسحول)
2-خفض عدد ساعات تشغيل آبار المؤسسة والآبار الأخرى للحد من تدهور المياه فيها.
3-التوعية بين المشتركين في مدينة إب لترشيد استهلاك المياه، وحثّ المواطنين على فهم الوضع المائي القائم.
4-إغلاق وتوقيف الآبار التي تضخ المياه للزراعة سواء كانت في إطار الحوض المائي أو الآبار التي في ضواحي المدينة.
5-توقف إصدار أي تراخيص لحفر أو تعميق آبار مدينة إب وضواحيها.
6-ونتيجة الوضع المتدهور لمصادر المياه ستقوم المؤسسة بإعادة جدولة توزيع المياه وزيادة فترة الانقطاع عما هو قائم حالياً لمحاولة تغطية احتياجات السكان بمختلف أجزاء المدينة لمياه الشرب بصورة عادلة وبحسب الإمكانات المتاحة وفقاً لتوزيع المقترحات التالية:
– توزيع المياه في المدنية القديمة ومحيطها مرة واحدة كل 7-8 أيام.
– بقية الأحياء في وسط مدينة إب ضخ وتوزيع المياه فيها كل 12-15 يوماً.
– أطراف المدينة والمناطق المرتفعة سيتم ضخ المياه كل 15-18 يوماً
وطرحت المؤسسة العامة للمياه مجموعة من الحلول اللازمة التي من شأنها تغطية احتياجات مدينة إب لمياه الشرب.
يأتي ذلك بالبحث عن مصادر جديدة في منطقة السحول أو العدين من خلال تبني تمويل مشروع لحفر10 آبار إسعافية ونقل المياه إلى المدينة، وهذا يعتبر هو الحل الوحيد الممكن باعتبار أن مدينة إب منطقة جبلية ولا يوجد بها مصادر سواء في جبال بعدان أو وراف أو ميتم، وهذا المشروع يتطلب تمويلاً كبيراً للحفر وإنشاء خطوط ومحطات ضخ المياه إلى المدينة إلا أنه أصبح من الضروري الاستعجال في تبني هذا المشروع كحل ضروري لتغطية المدينة بمياه الشرب.

قد يعجبك ايضا