زفة بدون عروس !!

 

عادل بشر

حادثة طريفة ومحزنة في آن واحد , الضحية فيها شخص أوقعه إعجابه بجسد فتاة في شرك عصابة نصب فريدة من نوعها أخذت منه مبلغ مليوني ريال مقابل الزواج بهذه الفتاة وفي الأخير اختفت الفتاة وأهلها ليلة الزفاف بشكل مفاجئ وعاد الموكب بدون عروس.
وفي التفاصيل أن “احمد” وهو شاب ينتمي إلى مديرية قريبة من العاصمة صنعاء ويعمل في بيع القات بأحد أسواق الأمانة .. أٌعجب بفتاة جميلة كانت تمر بشكل يومي من أمامه لدرجة انه أحبها وتمناها زوجة له .
في احد الأيام مرت الفتاة كالعادة من أمامه وتّسمرت عيناه في جسدها في وقت كان هناك شخص يشتري القات من احمد فلاحظ التغيير اللاإرادي الذي أصاب احمد حين مرت الفتاة فاستغل هذا الأمر وتحدث بغضب مع احمد قائلا له أن نظرته للفتاة بذلك الأسلوب عيب ولا يجوز و….و..الخ ,فما كان من احمد ألا أن اخبره بأنه معجب بها ويتمنى أن تكون زوجته, فقال له الرجل : “أنا اعرفها, هي ابنة احد أصدقائي وإن شئت سوف أخطبها لك” وأسهب في شرح طيبة أهلها وحسن أخلاقهم , فاعتقد احمد ان أبواب الخير فتحت له بمعرفته هذا الشخص وطلب منه التوسط لدى والد الفتاة وخطبتها له.
سارت الأمور بشكل طبيعي وأرسل احمد والدته إلى منزل العروس للتعرف عليها ووجدتها الأم في غاية الجمال لتعود حاملة لابنها بشرى بان زوجته من أجمل النساء وعلى الرغم من ضخامة المبلغ الذي طلبه والد الفتاة مهرا لابنته وقدره مليونا ريال إلا أن احمد لم يمانع ودفعه كاملا بالإضافة إلى هدايا ثمينة للعروس ووالدتها وشقيقاتها.
تم الاتفاق على موعد الزفاف وعاد العريس إلى قريته لتجهيز متطلبات حفل الزفاف وفي نهار ذلك اليوم وقبل أن يحل الليل وكما هي عادة أهالي القرية اخذ مجموعة من أقارب العريس عددا من السيارات وانطلقوا إلى المدينة بغرض إحضار العروس وزفها إلى منزل العريس المنتظر.
حين وصل موكب العريس إلى منزل العروس لم يجدوا أحدا في المنزل وعلم أقارب العريس من جيران أهل العروس أنهم استأجروا السكن منذ وقت قريب وتأكد لأحمد انه وقع ضحية عملية نصب مٌحكمة.
بعد نحو أربعة أشهر لم يذق فيها احمد طعم النوم تمكن رجال الأمن من القبض على الشخص “الوسيط” بين احمد وأسرة الفتاة ودَلًّهم على سكن والد الفتاة والقي الاثنان في السجن وأحيلت القضية إلى المحكمة.
في المحكمة اعترف والد الفتاة والوسيط إنهما زوجا احمد على سنة الله تعالى ورسوله ,مدعيين انه -أي العريس- لم يأت لأخذ العروس ليلة الزفاف كما اتفقا معه رغم انه يعلم بعنوان سكنهم الجديد. فطلب القاضي إحضار الفتاة لأخذ أقوالها.
عندما حضرت الفتاة فوجئ العريس ووالدته التي كانت حاضرة في قاعة المحكمة أن هذه الفتاة ليست هي التي أراد احمد الزواج بها وليست التي رأتها والدته حين زارتها في المنزل وإنما هي شقيقتها التي لا تملك شيئا من جمال أختها ولا تشبهها في شيء, واتضح للعريس انه خٌدع, حيث كان يعتقد انه سيتزوج من الفتاة التي رآها في الشارع لكن والدها والوسيط خدعاه وعقدا قرانه على شقيقتها .
لم يستطع العريس المخدوع عمل شيء لان عقد القران كان موقعا باسم هذه الفتاة فترك القضية بكاملها وعاد إلى قريته وكله ندم على ضياع ماله وفي نهاية المطاف قضى منطوق الحكم بإلزام والد الفتاة بدفع مبلغ 500 ألف ريال للشاب احمد وطلاق الفتاة منه.

قد يعجبك ايضا