العدوان على اليمن.. فشل الأهداف وسقوط الذرائع الواهية

د. أسماء الشهاري
منذ القدم وعلى مر تاريخ البشرية تعرضت الكثير من البلدان للغزو والاحتلال من قبل دول الاستكبار العالمي في كل عصر والتي تسعى دائما إلى بسط نفوذها وتوسعها لتحتل مناطق واسعة وكبيرة من أجل السيطرة على الأرض والإنسان وإخضاعه لها، بما يتناسب مع أجنداتها وأهدافها الاستعمارية، خاصة إذا كانت هذه البلدان تتمتع بموقع جغرافي هام أو تحتوي على ثروات هائلة، وهذا ما تعرض له اليمن كثيرا وعلى طول التاريخ لأنه يحتوي على موقع جغرافي استراتيجي في غاية الأهمية فهو يقع على ساحل خليج عدن وساحل البحر الأحمر، كما أنه يمتلك جزرا مهمة مثل ميون وسقطرى وغيرهما، إضافة إلى مضيق باب المندب الذي يُحكى منذ قديم الزمن أن من يسيطر عليه يتحكم في الملاحة الدولية، ناهيك عن الثروات المتنوعة والهائلة، فيسيل لعاب الطامعين بها ويشنون الحملات الضخمة، كما وجد على مر التاريخ الامبراطوريات والحكومات الاستكبارية التي تسعى إلى الهيمنة على البلدان والشعوب بغية قهرها وإذلالها واستضعاف أهلها حتى تظل هي المهيمنة في العالم ولا تتطلع الأخرى إلى الحرية أو النهوض بمقوماتها وخيراتها البشرية أو المادية والجغرافية.
إذاً الأهداف الاستعمارية واسعة وكبيرة لعل أهمها نهب الثروات وإذلال الشعوب حتى تكون مجرد أداة بيد الأخرى.
ظلت سلطات الغزو والاحتلال في تطوير دائم لوسائلها وأساليبها وأسلحتها وكافة إمكانياتها التي تستخدمها في حملاتها ضد البلدان المستهدفة وعلى رأس هذه الحملات الحرب الدعائية والإعلامية التي غالبا ما تكون سابقة لعمليات الغزو ومرافقة لها والتي لها العديد من الأهداف أهمها تقديم الذرائع والمبررات التي غالباً ما تكون كاذبة وزائفة لتبرر تلك العمليات العسكرية والهجومية لتضليل الرأي العام والذي دائمًا ما يوجد العملاء والخونة الذين يروجون لها من داخل هذه البلدان، ومن أجل الكذب والتدليس وتزييف الحقائق وأيضًا تكون هذه الحرب الإعلامية بمثابة حرب نفسية ضد الخصم من أجل ترهيبه وإحداث الانهيار المعنوي الذي يساعدها بشكل كبير جدًا في تحقيق أهدافها على الأرض سريعًا وبأقل التكاليف.
كما حدث ذلك كثيرًا في عدد من البلدان ومن أمثلته الحملة الإعلامية الضخمة المتعلقة بمطار بغداد أثناء غزو أمريكا للعراق.
ومن كل الأحداث التاريخية القديمة والمعاصرة مثل احتلال فلسطين أو غزو العراق وغيرها نجد أن إيجاد الذرائع والمبررات الوهمية من أجل احتلال أي بلد أمر موجود ومستخدم منذ غابر الزمن وليس بحادث ولا جديد، وهذا ما استخدمه تحالف العدوان على اليمن وبشكل كبير ومبالغ فيه كمبالغته في استخدام القوة المفرطة ضد هذا البلد وأبنائه، عبر حلف يضم عدداً كبيراً من كبريات الدول التي قدمت خبراتها وكل ما تقدر عليه من إمكانيات ودعم بمختلف أشكاله في سبيل احتلال اليمن وإخضاع أبناء الشعب اليمني العزيز المظلوم، إضافة إلى الدعم المادي الضخم الذي تجنيه مقابل خدماتها تلك، والتي تحصل عليه من البقرة الحلوب”السعودية” ودول النفط الأخرى كالإمارات، والتي هي مجرد أدوات إقليمية رخيصة بيد دول الاستكبار العالمي لتقوم بتنفيذ أجندات أمريكية وتقدم من أجلها الأموال الطائلة وتظهر نفسها أنها في مقدمة من يخوض هذه المعارك التي يديرها ويشارك فيها في حقيقة الأمر كما أثبتته الوقائع والأدلة القطعية الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي والفرنسي وغيرهم، وهذا كله في سبيل تحقيق أهداف أسيادها الاستكبارية في كل المنطقة.
وقد ظلت اليمن تحت الوصاية السعودية التي كانت تعتبرها مجرد حديقة خلفية لها لعهد طويل من الزمن بسبب عمالة أنظمة الحكم السابقة التي حكمت اليمن، والتي جن جنونها عندما أراد أبناء هذا الشعب أن يمتلكوا القرار السيادي على أرضهم دون وصاية من أحد، فكان الرد:
ما علِمتُ لكم من شرعيةٍ غيري!
هكذا قالت السعودية بأنَّ الوصاية قدرٌ محتومٌ على هذا الوطن وأبنائه يظل يتجرع تحت وطأتها الويلات وأن يظل أبد الدهر في سُبات ولا يكونُ محسوباً على الأحياء ولا الأموات!
ومهما كانت مميزاته وخيراته أن يظل محروماً منها يعاني الأمّرين، ويتصدقون عليه وقت ما شاءوا بالفتات، وحين قال في وجه الغطرسة: لا، قالت: لأعذبنّك عذّاباً شديداً أو لتعودنَّ إلى عهد العبودية والوصاية!
فقال لها وللعالم المتغطرس المتآمِر: اقضِ ما أنت قاضٍ، فهيهات منّا الذلة هيهات، وإنَّ النصر آت،ٍ ومنّا يتعلمُ العالم معنى الرجولة والثبات.
وأنَّ الحرية أغلى ولو وهبنا في سبيلها كل التضحيات.
هذا مرتكز وأساس العدوان فما هي أهم الذرائع والمبررات؟ وهل كشف يمن الإيمان زيفها وأسقطها منذ بداية العدوان وأفشل جميع المؤامرات؟
أولاً: التحجج بشرعية هادي؛ بالرغم من الآتي:
1 – إنَّ شرعيته قد انتهت ثمَّ بناءً على طلبه تم التمديد له لمدة سنة أخرى وقام بعد ذلك بملء إرادته بتقديم استقالته رسمياً إلى مجلس النواب(مجلس تمثيل الشعب).
فكيف تكون شرعية لرئيس انتهت ولايته ثم مُدِدَ له ثم قدم بكامل رضاه استقالته من الرئاسة.
2 -التحجج بالمبادرة الخليجية لدعم الشرعية، على الرغم من أنه لم تعد شرعية هادي مقبولة حتى بالمبادرة الخليجية؛ لأنها تنص على أن هناك رئيساً لمدة عامين فقط على أن تجرى بعدها الانتخابات الرئاسية.
3 – لم تعُد لهادي أي شرعية تُذكَر وهو مركوضٌ من كل أبناء اليمن شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وقد أحرقوا صوره في المحافظات الجنوبية وداسوها بالأقدام، ولم يَعُد بإمكانه البقاء في قصر المعاشيق بعدن أو في أي محافظة زعم العدوان الظالم أنه حررها من المليشيات، إلا من قيامه بزيارات قصيرة ومؤقتة وقت ما يسمح له أسياده ووقت ما قضت حاجتهم لذلك.
إذاً هو رئيس مرفوض لم يَعُد له مكان إلا في الفندق الذي يقبع فيه عند أسياده من بني سعود.
ثانياً: الحجة الثانية هي التصدي للمد والنفوذ الإيراني.
وهذه كذبة كبيرة وسخيفة في نفس الوقت، فالشعب اليمني يرى طائرات وأسلحة أمريكية تقصفه طولاً وعرضاً وتُدمِرُ بنيتهُ ومنشآته وتقتلُ أبناءه وهي فِرية كبيرة لم يستطع هذا العدوان الظالم بكل تحالفاته أن يثبتها، ولديه الأقمار الصناعية والطيران الاستطلاعي المتطور وأجهزة الرصد والكشف، والعديد من العملاء والمنظمات الاستخبارية وعلى رأسها CIA الاستخبارات الأمريكية، لم يستطع كل هؤلاء أن يقدموا دليلاً واحداً على وجود جندي إيراني في اليمن، أو قطعة سلاح إيرانية، أو حتى رصاصة واحدة من إيران، ولديهم كل التكنولوجيا لعرض مثل هذه الأشياء إن وجدت على قنوات العدوان مثل العربية والحدث وغيرها من عشرات القنوات الفضائية التابعة له.
ثم نجد دول العدوان وهي تقصف وتدمر اليمن متصدية بزعمها للمد الفارسي، ونجدها تقيم العلاقات الثنائية السياسية والتجارية والاقتصادية مع إيران!
وإيران أقرب إليها من اليمن وكان ينبغي حسب زعمها لإيقاف المد الإيراني أن تضرب هذا المد في عقر داره.
ثالثاً: من مبررات العدوان استخدام الورقة الطائفية المذهبية.
وهذه أقبح وأشنع كذبات هذا العدوان، وقد رفعوا كذباً وزوراً قميص أهل السنة والجماعة، وأنهم يتصدون للشيعة المجوس الروافض الذين يسبون الصحابة وأمهات المؤمنين بزعمهم، وكانت هذه الفرية أقبح الفِريات وأشنع الكذبات، فأهل اليمن منذ قرون عديدة يرجعون إلى صدر الإسلام وعهده الأول، معروفون بأن الطائفية لا توجد لديهم، فهم إما زيود يتبعون مذهب الإمام زيد بن علي عليه السلام أو شوافع يتبعون مذهب الإمام الشافعي رحمه الله.
وفي اليمن بالذات يصلي هذا خلف هذا في أي مسجد من مساجد اليمن، ولم نسمع بدعوى الطائفية هذه إلا من شيوخ الفتنة والنفاق وأتباعهم من الوهابية والإخونجية والدواعش القادمين من نجد قرن الشيطان.
ولم يُحدِّث أحدٌ من أبناء اليمن نفسه أهو يصلي خلف شافعي أو زيدي، إطلاقاً.
ورقة الطائفية هذه لا يستسيغها أهل اليمن ذوو الحكمة والفطرة السوية والإيمان الصادق، ويبغضون هذه الورقة، ومن يسوق لها، بغضاً شديداً، وليس لها سوق عندهم، فسوقها هناك في نجد قرن الشيطان ومنبع الفتن.
رابعاً: ومن الحجج الواهية حجة استيلاء أنصار الله على الدولة ومصادرة مؤسساتها.
وهذا كذب وزور وظلم وفجور، فقد انخرط أنصار الله في الحوار الوطني ولم ينسحبوا من الحوار ومناقشة أمور البلاد بالطرق السلمية بالرغم من الاعتداء عليهم أثناء الحوار الوطني نفسه، وقدموا فيه شهداء من خيرة أبنائهم ورجالهم، بل من خيرة أبناء ورجال اليمن أمثال البروفيسور أحمد شرف الدين والدكتور عبدالكريم جدبان والإعلامي الكبير عبدالكريم الخيواني، ولم يحدث أن تعرض أحد من بقية الأحزاب الأخرى حتى لشوكة تصيبه بينما قدم أنصار الله أولئك الشهداء العظماء.
وبعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م كان بإمكان أنصار الله أن يستولوا على السلطة بالكامل وأن يستحوذوا عليها، ولكنهم بسطوا أيديهم لبقية الأحزاب والمكونات حتى تلك التي ناصبتهم العداء على مدى أكثر من سبعة عشر عاماً منذ عام 2002م أو ما قبله.
ومع ذلك وبرغم انتصاراتهم التي حققوها على الأرض سعوا إلى الشراكة الوطنية مع كل الأحزاب والقوى السياسية، ووقعوا مع بقية الأحزاب السياسية على وثيقة السلم والشراكة، وأقرتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الإقليمية، واعتمدت أساسًا للعمل السياسي والتبادل السلمي للسلطة.
خامسًا: من المبررات الواهية أيضاً هو أن أنصار الله ورجال القبائل الشرفاء مجرد مليشيات مسلحة تهوى العنف والحروب، وكأنَّ بقية الأحزاب أمثال حزب الإصلاح ودواعشهم لم يتخذوا من المساجد والجامعات مراكزا للتفخيخ وصناعة المتفجرات، وبؤراً للتدرب على الاغتيالات وقتل النفس المحرمة، ثم كأنهم لم يقوموا بتفجير المساجد بمن فيها من المصلين الركع السجود الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله.
ثم كأنَّ هذه الأحزاب لم تكن تملك الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وإنما كانت تمتلك الورود والرياحين!
ولا ننسى أن الشعب اليمني بأسره لا تكاد تجد بيتاً إلا وفيه بعض من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية التي تباع في كثير من المناطق والأسواق وعلى قارعة الطرق، فالشعب اليمني بأكمله مسلح، وهناك أكثر من مليون قطعة سلاح داخل البلاد.
سادساً: من مبررات العدوان على اليمن بشكل عام والهجمة الإعلامية والعسكرية الضخمة والهائلة الشرسة على الساحل الغربي والحديدة بشكل خاص مؤخراً، ما يلي:
1 – إنَّ هذه المليشيات تهدد الملاحة الدولية خصوصاً في مضيق باب المندب، ويستمر العدوان في تصعيده في الساحل الغربي بغية السيطرة عليه وعلى الميناء والحديدة كما حدث في جنوب اليمن والذي يعد المنفذ الوحيد للضوء، والرئة التي يتنفس منها هذا الشعب العزيز المظلوم ولو قليلاً في ظل هذا العدوان والحصار الغاشم الجائر والذي تسبب في مشاكل كارثية.
وأما عن ادعائهم أن هذه المليشيات تهدد الملاحة الدولية، فهذه أيضاً فِرية كاذبة لأن أنصار الله لم يعتدوا على أي سفينة تجارية أو غيرها تُبحر في هذه المياه الإقليمية، وإنما يستهدفون سفن العدوان وبوارجه وهذا ما أثبته أكثر من ثلاثة أعوام من العدوان، ولو أرادوا تعطيل حركة الملاحة لفعلوا ذلك منذ وقت طويل ولملأوا على الأقل مضيق باب المندب بالألغام البحرية.
كما أن البوارج والقطع الحربية متعددة الجنسيات تملأ البحر الأحمر وبمحاذاة السواحل اليمنية.
2 – إن أنصار الله يستخدمون الإيرادات التي يحصلون عليها من ميناء الحديدة من أجل دعم مجاهدي الجيش واللجان الشعبية اليمنية في الجبهات، على الرغم من أنها قليلة ومحدودة وأنها تستخدم في تشغيل الحد الأدنى من المستشفيات والمرافق والمنشآت الحكومية ومؤسسات الدولة، كما أنه من خلالها يتم تسليم الرواتب المنقطعة منذ نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن في رأس الخمسة الأشهر أو أقل أو أكثر بمقدار نصف راتب حسبما يتوفر من هذه الإيرادات.
وأنه قد تم العرض على الأمم المتحدة أن تشرف على هذه الإيرادات وتعمل على استلامها وتكملها من خيرات وثروات اليمن المنهوبة من قبل المرتزقة والغزاة لكي تقوم بتسليم الرواتب بنفسها لكنها لم تتحرك في هذا المجال كغيره.
3 – إنه يتم تهريب الأسلحة من إيران إلى مليشيات الحوثيين عبر ميناء الحديدة، على الرغم من أن الأمم المتحدة والمنظمات ودول العدوان نفسها هي من تشرف على سير السفن في البحر الأحمر وتقوم بتفتيشها في جيبوتي ومناطق أخرى، وأنها قد منعت أكثر من 400 صنف من المواد التي يتم استيرادها بشكل طبيعي في كل بلدان العالم، إضافة إلى امتلاكها لأجهزة الرصد والكشف الاستطلاعية والأقمار الاصطناعية وغيرها من الأجهزة المتطورة والحديثة.
4 – إن أنصار الله يعيقون عمل المنظمات الإنسانية في تقديم المساعدات في الحديدة وغيرها من المناطق اليمنية، لكن الواقع أثبت خلاف ذلك تماماً حيث يقدمون جميع المساعدات والتسهيلات أمام هذه المنظمات لتقوم بعملها.
سابعاً: من ضمن المبررات الواهية الكاذبة أن أنصار الله يستهدفون الجيش ويهدفون إلى النيل منه، وهذه كذبة رخيصة فالجيش الوطني هو الذي يدافع عن البلاد بأفراده ولجانه الشعبية أما ما يطلق عليه العدوان أنه الجيش الوطني ما هم إلا مجموعة من الخونة المرتزقة وإلا فكيف لجيش وطني أن يجلب إلى بلاده القتلة والمجرمين من شذاذ الآفاق أمثال الجنجويد والبلاك ووتر والداين جروب ، الذين اتضح أن عدداً منهم صهاينة جاءوا لتنفيذ مخططات إجرامية تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.
*هذه أهم ذرائع ومبررات العدوان على اليمن، وهناك غيرها من الذرائع التي قام العدوان ومرتزقته باستخدامها من قبل شن عدوانه الغاشم واستمر في الترويج لها معتقداً بذلك أنَّ بإمكانه التغطية على جرائمه بحق اليمن أرضاً وإنساناً والتي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من قبل، أو أن بإمكانه تركيعه وامتهانه.
ومن ضمن هذه المبررات استخدامه لورقة تعز التي أفسدها مرتزقة حزب الإصلاح ودواعشهم الذين باعوا تعز ودمروها وقتلوا أبناءها مقابل حفنة من الأموال ومن المفارقات العجيبة كذبة ما يسمى بحصار تعز التي استخدموها خلال فترة ما ولم يكن ثمة حصار، لكن إعلام العدوان ومرتزقته كانوا يروجون لهذه الفرية دون حتى أن يعيروا أي اهتمام لحصار خانق يقتل البلاد بأسرها براً وبحراً وجواً، ودُمِرت فيه جميع الموانئ والمطارات وأغلقت جميع المنافذ البرية ثم بعد ذلك يصرخون تعز محاصرة ولا يأبهون لقتل شعب بأكمله بالجوع والحصار.
وكان العدوان يركز على تعز كما يركز على الساحل الغربي والحديدة الآن بغية السيطرة على سواحل وموانئ اليمن كما فعلوا في الجنوب ولأنها تطل على مضيق باب المندب، وسيطرة العدوان عليها تعني السيطرة على مضيق باب المندب وطرق الملاحة في البحر الأحمر لذلك يسعى العدوان إلى إشعال جبهاتها بكل وسيلة، وهناك الكثير من المبررات والحجج الواهية التي يستخدمها العدوان لكي يضفي الشرعية لاستمرار شن عدوانه الغاشم على بلد الحضارة والإيمان، ولكن كلها مبررات وذرائع كاذبة وزائفة وساقطة كسقوط العدوان الإنساني والديني والأخلاقي وبكل المعايير وفي جميع الأعراف البشرية طيلة فترة شنه لهذا البغي والإجرام بحق اليمن واليمنيين.
إذاً لمن الشرعية اليوم؟
لا يوجد على وجه الأرض من يستحق السيادة والريادة والشرعية كشعب اليمن العظيم الذي يسطر في كل يوم أروع ملاحم الثبات والصبر والبطولات والنصر في شتى المجالات وفي مختلف الميادين وأمام هكذا تآمر عالمي وتكالب أممي وبغي وعدوان نقول للعالم: يكفي مغالطة، أما رأيت ملاحم هذا الشعب الأسطورية وخروجه في مسيرات ومظاهرات مليونية عشرات المرات التي إنما تدل على وحدته وثباته وصموده أمام كل تلك الجرائم والمؤامرات البشعة واحتفاله بثورته التحريرية المجيدة وتمسكه بحق السيادة والاستقلال الوطني على كافة الصعد وفي جميع المجالات.
افتح عينيك جيداً لترى الحقيقة في أنصع صورها والتي لا يمكن بل ويستحيل تجاهلها أو إغفالها أو استخدام الأكاذيب والزور والبهتان حيالها.
وإن كنت لا تزال متسمراً ولا تزال مستغرقًا في دهشتك حيال هكذا شعب أسطوري لم يسبق له مثيل، ولن يكون له بديل سواه، ويستحيل على كل لغات الدنيا أن تبلُغ منتهاه.
سنرفع أصواتنا نحن ملايين الشعب اليمني لنيقظك مجدداً ونقول لك هنا الشرعية، هنا التاريخ، هنا الحضارة، هنا النصر.
والثورة مستمرة.
الشرعية للشعب اليمني.

قد يعجبك ايضا