العدوان على الساحل الغربي .. الأبعاد والتجليات بين حركة التاريخ.. وجدلية المكان الثقافية

*ندوة ثقافية تنظمها وزارة الثقافة الشهر المقبل
متابعة/حامد فؤاد
“العدوان على الساحل الغربي .. الأبعاد والتجليات بين حركة التاريخ.. وجدلية المكان الثقافية”هذا هو عنوان الندوة الثقافية الكبرى التي تنظمها وزارة الثقافة خلال الشهر القادم وعن تهامة وأبعادها التاريخية والاقتصادية وأهميتها.. وتتضمن محاور الندوة :
1 – التاريخ وجدلية المكان الثقافية.
2 – البعد النظري للمكان في استراتيجية العدوان.
3 – البعد الانساني في تهامة وأثره في مجرى الأحداث
4 – أثر العدوان على البعد الاقتصادي.
5 – تأثير العدوان على الآثار والمعالم التاريخية.
الندوة برعاية دولة الأخ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس مجلس الوزراء وبإشراف ومتابعة من معالي الأخ عبدالله أحمد الكبسي وزير الثقافة ومشاركة مجموعة كبيرة من الباحثين والمهتمين بشؤون تهامة والتراث والثقافة.
وفي حديث لـ”الثورة” قال الأخ عبدالرحمن مراد – وكيل وزارة الثقافة لقطاع التراث اللا مادي عن أهمية هذه الندوة.
– تحاول الندوة أن تثير سؤالاً حيوياً ووجودياً وتبحث عنه بين أوراق التاريخ وفي سياق الأحداث وتحاول الإجابة عنه من خلال مجموعة من المسلمات النظرية والمنطقية التي توافق الإنسان عليها.
نحن نواجه عدواناً متعدد الأهداف وليس الخيار العسكري إلا مظهرا من مظاهره البارزة.
استهداف المآثر والمعالم التاريخية بالهدم والاستهداف المباشر من الطيران محاولة بائسة لطمس هوية الإنسان اليمني وتكريس لمبدأ الفصل الحضاري والتاريخي والثقافي ليشعر الإنسان بالاغتراب الزماني والمكاني وبالتية وبالضياع ونحن نقاوم هذا الاستهداف بما يعزز من قيمتنا ووجودنا والندوة تأتي في سياق هذا التوجه وهي تحاول أن تخلق وعياً جمعياً عند النخب وتثير السؤال الوجودي والحضاري والثقافي وتعيد الانساق إلى المجرى الطبيعي لها.
يتحدث التاريخ عن سياقات مماثلة ..والجدلية الثقافية تأخذ بعداً حيوياً وفاعلاً في مجرى الأحداث في كل سياقات الأحداث المماثلة منذ بدأت الأشعرية تفرض سياقها الفكري في النسق الثقافي الإسلامي وكانت زبيد هي المرجعية المكانية وتحولت في ما بعد إلى مرجعية مكانية وثقافية وكان دورها مشهوداً في التاريخ العربي والإسلامي إلى درجة إجماع المجتمع الدولي على إدراجها في قائمة المدن الثقافية العالمية، واستهدافها ليس وليد اللحظة فقد بدأ منذ وقت مبكر إلى الدرجة التي وصلنا فيها إلى تعطيل وظائفها الثقافية ومنعها من الامتداد التاريخي والتمدد الجغرافي.
وأضاف عن أهمية الساحل الغربي يمثل بعدا استراتيجيا مهما والتحكم بمساراته أصبح هدفاً للقوى الاستعمارية الناعمة ومنذ الغزو البرتغالي كانت اليمن تعاني تبعاته وويلاته إلى القرن الماضي الذي رفض فيه المستعمر تسليم الموانئ إلى الحكومة الوطنية وفضل تسليمها إلى الادارسة أملا منه في إطالة أمد الصراع وفرض هيمنته من خلال إدارة الصراع.
وزارة الثقافة تقوم بدورها التاريخي وتبذل جهوداً مضاعفة رغم شحة الإمكانات حتى تتمكن من إثارة السؤال في الوجدان الثقافي العربي والعالمي أملة أن تتحمل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الاهتمام بالبعد الثقافي والتاريخي والحضاري والإنساني مسؤوليتها المهنية والأخلاقية وفق مبادئها ونصوص ومبادئ المواثيق والمعاهدات الدولية ووفق أبجديات القانون الدولي والمواثيق.
ينبغي على المؤسسات والمنظمات المحلية القيام بدورها الفاعل وبمهنية ووفق المبادئ الإنسانية وبعيدا عن المماحكات السياسية من أجل بيان الصورة التي عليها الواقع الثقافي والحضاري والتاريخي اليمني وبيان خطورة ذلك على مستقبل اليمن ومستقبل أجياله وبما يسهم في إحلال السلام والحد من الهجمة الهمجية على اليمن إنسانا وشعباً وحضارة وثقافة.
أهداف الندوة
وعن الأهداف التي ستقام من أجلها الندوة وتسعى إلى تحقيقها قال الأخ عبدالرحمن مراد – وكيل وزارة الثقافة لقطاع التراث اللا مادي: نسعى من خلال الندوة إلى الخروج بمصفوفة من التوصيات التي نأمل أن تجد أذانا صاغية من الجميع من ضمنها إيقاف كافة التهديدات التي تطال المعالم التاريخية والمواقع الأثرية في القطاع الغربي للجمهورية اليمنية وفي كل المحافظات وحث الجميع على إقامة الفعاليات والتنديدات والوقفات الاحتجاجية وإشعار كافة المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث الثقافي والمعنية بحقوق الإنسان وحرباته وخياراته.
انتهاكات العدوان
وفي ختام حديثة قال الأخ وكيل وزارة الثقافة لقطاع التراث اللا مادي: تسعى الندوة من خلال توصياتها إلى التأكيد على ضرورة المسح لجميع المعالم والمواقع التي تعرضت للتدمير من قبل قوى العدوان وأدواته من التنظيمات والجماعات الإرهابية كما نأمل أن تثير قدراً من الاهتمام لدى الأفراد والجماعات والمؤسسات في الاستنفار والحشد لعرض ما تم تدميره من معالم ومواقع أثرية ومدن تاريخية والتهيئة لإعداد ملف قانوني تعرض فيه تلك الانتهاكات في حق الإنسان اليمني ومدنه التاريخية والثقافية ومقدراته الحضارية باعتبار ذلك وفق التوصيف العالمي جرائم ضد الإنسانية تقوم بها دول تحالف العدوان.
قناعتي أن دول التحالف قادرة على احلال السلام في اليمن وقد تحقق بالسياسة ما تعجز عنه بالحرب لكن أهدافها هي التدمير وإيصال الانسان إلى حالة التيه ليس أكثر.

قد يعجبك ايضا