الأسَير سمنان.. ثَباتٌ حُسينِي

مطهر يحيى شرف الدين
ماذا سيدوّن التاريخ، وماذا ستنقل الأجيال؟ هل عن القلوب الأشد قساوة من الحجارة التي نراها في المسوخ من الكائنات البشرية ، أم عن الضمائر التي انعدمت منها الحياة والإنسانية وتحلل منها القتلة المتفننون في القتل والتعذيب وأساليبه ، أم عن البيئة القذرة التي احتضنتهم عقودا من الزمن وسترمي بهم إلى مزبلة التاريخ.
هل نحن أمام مشهد من المشاهد الهوليودية التي تصنعها الماسونية وتخرجها الصهيونية إلى العلن كي يستفيد منها المتأمركون شذاذ الآفاق وتعصف بمشاعرهم وتقتل فيهم الرحمة وتسلب منهم الغيرة؟! ، هل نحن في مواجهة مع كائنات بشرية تربت في بيئة وحشية وإجرامية، أم نحن في مواجهة مع زواحف من السحالي والثعابين لا تعرف إلا تحقيق شهوتها وإشباع غريزتها في القتل وتصفية الآخر.
أجزم يقيناً بأن هذه الكائنات أرقى منطقاً وعقلانية من مرتزقة وعملاء العدوان الذين اعتدوا على أسير بأفعال شاذة وقذرة شنيعة وسلوك تشمئز منه النفوس وتقشعر لمشاهدتها الأبدان وثقافة مستوردة من دين الوهابية دين الذبح والسحل والتمثيل بالجثث والتي تحرمها جميع الأديان والشرائع السماوية والقوانين والاتفاقيات والأعراف الدولية ، إنهم بأفعالهم تلك قد اعتدوا على توجيهات الله ورسوله وخالفوا ما جاء في القرآن الكريم وانتهكوا حقوقا حرم الله تعالى أن تكون محلا للاعتداء والانتهاك ، قال تعالى ” فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء ” أي إما أن تمن على الأسير بإطلاق سراحه وإما بالفداء بتبادل الأسرى، وإذا كان ذلك في حق الكفار، فما بالنا بمسلم يعبد الله ويشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فهذا هو التشريع وهذه أوامر الله تتجسد في العدل والسلام والإحسان وحفظ حقوق الانسان وكرامته.
إن جريمة قتل الأسير سمنان ورمي جثته من علو وتعد جريمة تضاف إلى الآلاف من الجرائم التي يرتكبها العدوان الأمريكي السعودي وأدواته وعملاؤه، جريمة حصلت بحق أسير من الجيش واللجان الشعبية وهو يدافع عن وطنه وأرضه وشعبه، جريمة ارتكبتها قوى العمالة والارتهان أطلقت عليه وابلاً من الرصاص الحي وهو جريح مضرج بدمائه طريح الصخور لا يقوى على التحرك ولا تسعفه أطرافه أن يترجل أو يستعيد قواه ، بعد أن ارتكبوا هذا الجرم وأزهفوا روحه الطاهرة ، دون ذرة من رحمة أو إنسانية لم يكتفوا بذلك بل عزز المجرمون جريمتهم ورموا بالأسير من شاهق، مسجلين بذلك قمة الحقارة والدناءة التي لا مثيل لها ، في موقف كان للأسير البطل علي محمد سنمان مشهد بطولي حيدري، أثبت فيه قوة ثباته ورسوخه على الحق وصدق انتمائه للثقافة القرآنية في ظل المسيرة وتوجهه الذي يتجه بالمجاهدين إلى إعلاء كلمة الله.
إنه موقف سيخلده التاريخ في أنصع صفحاته ، إنها الغيرة والحمية ، إنها مدرسة نموذجية لكل العالم يتعلمون منها الحب العميق واللامحدود للدين والأرض والوطن و يتعلمون منها الثبات على الحق والوقوف في مواجهة المحتلين الغزاة ورفض وجودهم ونفوذهم ورفض الوصاية والتبعية للأجنبي ، موقف حسيني رفض الذل والانصياع لأنذال وحقراء العدوان وأبى إلا أن يكون عزيزاَ كريماَ شامخاَ ، ذلك هو عهد الله للمجاهدين بالنصر والتمكين وعهد المجاهدين لله الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، قال تعالى (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا – وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا).

قد يعجبك ايضا